في يوم من الايام كانت عزال يتنزة في الغابة .
فجأة سمع صياحاً يطلب النجدة فلما اقترب من الصوت ، وجد ان الرياح الشديدة قد اقتلعت شجرة ضخمة .. ووقعت الشجرة على ذئل وكادت تقتلة فأخذ يعوي ويصيح طلباً للنجدة .
هز العزال رأسه وسأل الذئب : كيف حدث هذا وكيف وقعت هذه المصيبة ؟
وأجابة الذئب : آه ! أدركني غأني أكاد أموت . اصنع معي معروفاً لا أنساه لك طول حياتي . ضع قرنيك تحت جذع الشجرة وساعدني على رفعها عن جسمي .
فقال الغزال : سأحاول ولكني قد لا أستطيع فالشجرة ثقيلة جداً .
- اعمل معي معروفاً وأنقذ حياتي فقد أشرفت على الهلاك .
وضع الغزال قرنيه تحت جذع الشجرة واستجمع كل قواه حتى رفعها قليلاً وخلص الذئب من تحتها . نهض الذئب ونظر إلى معطفه الثمين فلم يجد به أي قطع .
ونظر فوجد الغزال بجانبه . وسال لعابه وأضمر فينفسه الشر .
أحس الغزال بالخطر فجرى وجرى الذئب خلفة قائلاً له : قف مكانك لا تتحرك خطوة واحدة .
قال الغزال : ياللعجب ! ماذا تريد مني ؟
فأجابة الذئب : وهل لا تعرف الجواب ؟ أريد أن آكلك طبعا.
- تأكلني ؟ كيف ؟ ألم أنقد حياتك منذ لحظه ؟
- هذا لا يهمني ، بل كل مايهمني أن أخمد شهوة الجوع وآكلك ..
ودار بينهما جدل وشجار . واقترح الغزال أن يحتكما إلى حيوان آخر من حيوانات الغابة ..
وقبل الذئب هذا الأقتراح .
وفي الصباح الباكر سارا في الغابه يبحثان عن حيوان حكيم عادل يحكم بينهما حتى وجدا دباً كبير السن كبير الجسم . وقصا عليه قصتهما ففكر الدب طويلاً ثم قال :
الحق أني لا استطيع ان أحكم بينكما حكماً عادلاً إلا اذا رأيت بعيني ماحدث . فلنذهب الى مكان الحادث . وقال الدب للغزال : أرني كيف رفعت الشجرة بقرنيك . فوضع العزال قرنيه تحت الجذع ثم رفعه قليلاً عن الارض .
وقال الدب للذئب : والآن أرني كيف كنت تحت الشجرة .
فوضع الذئب جسمه تحتها كما كان . وقال الدب للغزال أرني كيف كانت الشجرة فوقة . فوضع الغزال الشجرة فوق الذئب .
وهنا صاح الذئب متألما : هاأنت رأيت كل شيء والآن إريد ان أخرج من تحت الشجرة .
قال الدب : لا ياصديقي . بل ستبقى كما كنت قبل ان ينقذك الغزال الذي أردت أن تأكله بعد ذلك .
قد لا يعجبك هذا الحكم ولكنه جزاء من أراد أن يقتل من أنقذ حياته .