دخل أحد الحكماء يتمشى في حديقة زاهره يتأمل آيات إعجاز الله في خلقة ويروح النفس بجمال الزهر وأريج الورد وخضرة الشجر .
وقد حباة الله المقدرة على تفسير الموز وفهم لغة الزهور ، لذا طفق يخاطب هذه الزهره ويستمع الى هذه الوردة ، وينصت الى حكمه تلك الشجرة العجوز .
وفي ركن منعزل من الحديقة لمح الحكيم وردة مقفلة ، أعلقت أكمامها على نفسها , وأنزوت على عوها ، فأقبل عليها وبادرها بالحديث .
أيتها الوردة الحزينة .. لماذا لا تفتحين أكمامك ؟ وتبرزين جمال وتنشرين عطرك وأريجك ؟
أجابت الوردة :
- ولماذا أفعل ؟ إن أحداً لا يأتي الى هذا المكان البعيد من الحديقة ليتأمله وحتى النحلات والفراشات لا يبلن علي ، ولا يطفن حولي ، ولا يبحثن عن تفتحي وأريجي . فلماذا أفعل ؟ !
قال الحكيم :
-ذلك لأنك في سجنك تقبعين ، ووراء أستارك تحتجبين ، فأنت الملومه وهن غير ملومات ، جربي أن تخرجي من سجنك وتسفري عن حسنك وسوف تريه .
أخذت الوردة بنصيحة الحكيم فلفظت عن نفسها الخمول والوهم وتفتحت وردة يانعه تخلب بجمالها الأبصار وتعود الناس أن يأتو الى ركنها للجلوس في ظلها وتنسم أريجها ، وطفقت الفراشات يلسمن خدودها ، والنحلات يرشفن ثناياها العذاب .
وهكذا أصبحت الوردة تحب الحياااااااااة .