وسائلطهير القلب: من أقوال العلماء:
*صف قلبك بأكل الحلال، والصدق في طلب الحق عز وجل، والزهد في الدنيا، وإخراج الخلق من القلب، وتجرده عن سوى مولاه عز وجل.
*جلاء القلب ودواؤه في خمس: قراءة القرآن بالتدبر، وقيام الليل، وإخماص البطن، والتضرع بالأسحار، ومجالسة الصالحين
.
ويقول الدكتور حسن عباس زكى فى كتابه مذاقات فى علم التصوف
القلب: وهو الأصل الجامع لجميع الأعضاء، وهو كالملك وسائر الأعضاء تبع له.. وإذا رأيت عضوًا فاسدًا، فاعلم أن ذلك سببه خلل القلب فينبغي إصلاحه. وأمره دقيق لأنه مبني على الخواطر، فإن لم يكن القلب عامرًا بتقوى الله وأنوار الحق، فإنه يكون عرضة لخواطر الشر من الشيطان أو من هوى النفس، وهي ليست إليك، والامتناع عن اتباعها مجهود لطاقتك، ففيه أقصى المشقة.. ولهذا المعنى صار صلاحه أشد على أهل الاجتهاد، فعليك بحفظه وصلاحه، وحسن النظر فيما يلي:
أ - أن الله أعلم بما في نفوسنا، فانظر ماذا تحب أن يعلم الله من قلبك.
ب - إن الله لا ينظر إلى صورنا وأنسابنا، وإنما ينظر إلى قلوبنا ونياتنا، فالقلب موضع نظر رب العالمين.. فكيف تهتم بموضع نظر الخلق، وتهمل موضع نظر رب العالمين؟
جـ- القلب ملك مطاع، فإذا صلح المتبوع، صلح التابع، وإذا استقام الملك، استقامت الرعية. ولذلك فالجسد فيه مضغة، إذا صلحت، صلح سائر الجسد كله، وهي القلب.
د - إن القلب خزانة كل جوهر نفيس، وكل معنى: أولها العقل، وأجلها معرفة الله تعالى، التي هي سبب سعادة الدارين، ثم البصائر التي بها التقوى والوجاهة عند الله، ثم النية الخالصة في الطاعات، ثم أنواع العلوم والحكم.
ونشرح فيما يلي بإيجاز دلائل حياة القلب وآفاته.
حياة القلب وموته:
علامة حياته: إشراق نور العقل، فينشرح الصدر، وتخمد النفس، وتنقمع الشهوات الباطنة والظاهرة.
والقلب الميت: لا يخشع ولا يلين، ولا يألف ولا يرحم، وصاحبه رديء النفس، وليس له استئناس بالباطن، ويكره الوحدة، ويميل للاجتماع، ويحب القيل والقال والهذر، وترى صاحب القلب الحي عكس ذلك.
آفات القلب: الأمل، وعكسه: قصر الأمل.. الحسد، وعكسه: النصيحة.. الاستعجال، وعكسه: التأني في الأمور.. الكبر، وعكسه: التواضع.
أ - طول الأمل: ضرره أنه يسوف ويؤجل الطاعات، ويدعو للكسل، ويحرص على الدنيا والاشتغال بها ونسيان الآخرة.. أما إذا قصدت أملك، وقربت نفسك من الموت، وتذكرت أحوال من ماتوا، لأبغضت الأمل وغروره، وأسرعت بالطاعات.
ب - الحسد: مفسد للطاعة، باعث على الخطيئة، وهو يأكل الحسنات، كما تأكل النار الحطب، ويساعد على فعل المعاصي كالتملق والاغتياب، والتعب وعمى القلب والحرمان والخذلان.
جـ- الاستعجال: خصلة مفوضة للمقاصد الموقعة في المعاصي، فلا تستعجل نيل ما لم يحصل أوانه.. لا تستعجل استجابة الدعاء قبل أوانه، فقد يؤدي ذلك إلى فتورك.. ولا تسأم فتترك الدعاء فتحرم حاجتك.. لا تعجل بالدعاء على الناس، فقد تقع في معصية بسبب ذلك.. وأصل العبادة الورع، فالورع أصل النظر البالغ في كل شيء، والبحث التام عن كل شيء وهو بصدده: في أكل وشرب ولبس وكلام وفعل.. أما المستعجل فيفوته كل ذلك.
د - الكبر: خصلة مهلكة، وهي تقدح في الدين والاعتقاد، لا في الأعمال فقط، مثل سائر الخصال.