حين تموت الضمائر
حين تموت الضمائر , و تغتال القيم
حين تسكن الأحقاد القلوب , و تقود العقول
حين تصبح الشراهة مذهبا في الحياة
و طريق الثراء ,رشاوي , و اختلاسات , و غش وكراس
حين يصبح السجود , و الركوع للكراسي الوثيرة
حين يصبح الدولار, و الفرنك, و الدينار ربا
حين يصبح الكسل والخمول و الخيانة و الاستغلال مبادئ
و يصبح التاريخ مجرد حكاية
و الدين مجرد طقوس, و الحب خرافة و الكلمة تجارة لا رسالة
حين يصبح الوطن في عرف الكثيرين مجرد ذبابة و التضحيات الجسام مجرد دعابة
حينها يصغر الوطن و تتعمق المأساة , وتتوالى المحن
حينها تصول و تجول لغة قتل و اغتيال الأجساد بعد قتل المعاني...
و كانت أخر ضحية نجم من نجوم صانعي نوفمبر, وابن من أبناء النور
وهب ربيع حياته للجزائر, رائد من رواد
بداية مسيرتها الجهادية و النضالية نحو الاستقلال و الحرية التي نتمتع بها اليوم
و جوزية جزاء سنمار , فحرم حتى من العيش فوق أديمها
و تكبد مرارة الفراق و الاغتراب,
وما إن يحط الرجال حتى يغتال من طرف أبناء وطنه
إنه المرحوم محمد بوضياف
فما أصغرنا في هذه الأيام , و ما أصعب أن يقتل الأخ أخاه, و أن يمزق القلب قلبه
و أن تقطع اليد يدها, وان يغدر الرفيق برفيقه
و ما أتعس أرضنا لا يؤمن فيها احد على نفسه, و عرضه , و كيانه , و ماله
وما أشقى شعبا يعيش في دوامة العنف, و الأحقاد , و التحاور بالرصاص و الأظافر
فيا أبناء وطني في هذا البلد الجريح في السلطة و خارجها
لنستعد و عينا, و حبنا و إخوتنا ونجتاز معاهدة المحنة نحوة شاطئ السلم و السلام و الأمن و الآمان
رحم الله الشهداء و لا حول و لا قوة إلا بالله
إنا لله و إنا إليه راجعون
بوقرين عبد القادر