بين
العيد وصلة الأرحام :
الدكتور راتب :
أولاً يقول عليه الصلاة والسلام في حديث أن أصفه أنه يقسم الظهر يقول :
(( إياكم وفساد ذات البين ، إنها الحالقة ، لا أقول حالقة الشعر ، ولكن أقول حالقة الدين ))
[ الترمذي ]
1 – خطورة قطع
الأرحام وفساد ذات البين :
أكبر مرض يصيب المجتمع فساد ذات البين ، الخصومات .
أستاذ علاء ، هناك آية اسمح لي أن أقول لك : إنها تنطبق على الزوجين ، وعلى الأخوين ، وعلى الجارين ، وعلى الشريكين ، وعلى الأسرتين ، وعلى الحيين ، وعلى القبيلتين ، وعلى الشعبين ، وعلى الأمتين ، وعلى الحضارتين ، من فردين إلى حضارتين :
فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
( سورة المائدة الآية : 14 )
حينما يعصي الإنسان الله ، حينما يتجاوز حدوده ، حينما يأخذ ما ليس له ، حينما يعتدي على أعراض الآخرين تنشأ العداوات والبغضاء بشكل لا يوصف .
2 – علاقة المعصية والطاعة بفساد ذات البين وصلاحه :
لذلك فساد ذات البين سببه المعصية ، وصلاح ذات البين سببها الطاعة ، أنا حينما أستقيم على أمر الله ، وتستقيم أنت يكون اللقاء والود والمحبة حتميًا :
فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
3 –
العيد مناسبة لإصلاح ذات البين :
إذاً :
العيد مناسبة لإصلاح ذات البين ، المناسبة الأولى في العام كله لإصلاح ذات البين ، تبدأ بزيارة ، تبدأ ببطاقة ، تبدأ بهدية ، تبدأ باتصال هاتفي ، تبدأ بدعوة إلى طعام ، فتزول الأحقاد ، النبي الكريم علمنا أن الهدية تذهب بوحر الصدر ، ففي الخصومة مع شخص من أقربائي أقدم له هدية ، أبادله الزيارة ، أو أبدأه بالزيارة ، فهذا الألم قد يختفي ، وقد يحل محله السرور .
موقف المسلم من مستويات فساد ذات البين :
إذاً :
العيد مناسبة لإلغاء فساد ذات البين ، ولكن عند بعض العلماء فساد ذات البين ثلاث مستويات ، أما مهمتي .
الموقف الأول :
الأولى : أن أصلح علاقتي مع ربي ، صلاح ذات البين مع الذي خلقك وأوجدك إذا العلاقة صلحت مع الله تصلح مع الخلق .
الموقف الثاني :
ثانياً : صلاح العلاقة مع الخلق .
الموقف الثالث :
ثالثاً : أنا مهمتي أن أصلح أي علاقة فاسدة بين اثنين .
أنا في المستوى الأول طرف ، في المستوى الثاني طرف ، أما في الثالث وسيط فحينما قال الله عز وجل :
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا
( سورة الأنفال الآية : 1 )
أي أصلح علاقتك مع الله ، ثم علاقتك مع الخلق ، ثم أصلح أية علاقة فاسدة بين اثنين ، هذا يكون في
العيد ، والعيد مناسبة كبيرة جداً .
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي