لو سألت نفسك سؤلآ من الأسعد . هل الذي يعطي الصدقة ؟ أم الذي يأخذها ؟
تخيل معي أنك في الموقفين بالتأكيد ستكون أسعد لو أنك تعطي الصدقة . لذلك فالعطاء يعطي صاحبة سعادة بالغة وليكن شعارك دائمآ عطاء بدون مقابل .
لماذا ؟ لأن المقابل الذي ستأخده في الدنيا مهما كان عظيمآ إلا أنه بالنسبة للإخرة لا يساوي شئ .
وتعالي ننظر إلي هذه الشجرة الطيبة التي تعطي بلا مقابل بل بالعكس تؤذي أحيانآ ولا تتوقف عن العطاء . عسى أن نكون مثلها .
فهذا الرجل الصالح حسن البنا يقول قولة بليغة عن العطاء بدون مقابل يقول[ كونوا كالشجر يرميه الناس بالحجر فيعطي الثمر ]
وتعالو بنا نستعرض قصة من قصص العطاء ظلت تعطي وتعطي حتي أخر الوقت في حياتها ولم تنتظر أي شئ .
-كانت هناك شجرة تفاح رائعة هذه الشجرة أحبت صبيآ صغيرآ وكان الصبي يأتيها كل يوم ويلتقط أورقها بفرحة وسرور ويصنع من هذه الأوراق تاجآ متخيلآ نفسه ملك الغابة وكان يلعب ويلهو علي الشجرة ويتسلق جذعها ويتأرجح علي فروعها ويأكل من تفاحها اللذيذ ويلعب معها ويختبئ منها وتبحث عنه وإذا تعب جلس تحت ظلها لينام فكانت تميل عليه بظلها وحدثت علاقة حب وود شديد بين الشجرة والصبي فأحبها الصبي حبآ شديدآ حتي أنه كتب علي جذعها أنا وشجرة التفاح حبيبان .
أما شجرة التفاح فكانت في غاية السعادة .
مر الزمن وأصبح الصبي فتي وجاء بشخص أخر ليلعب معه هناك ..
بل وحفر أسمه واسم حبيبه علي جذع الشجرة , وأنقطع الصبي عن الشجرة فترة طويلة وأصبحت الشجرة وحيدة . وفي ذات يوم عاد الصبي إلي الشجرة فنظرت إليه وكان يظهر عليه علامات الحزن - فقالت له الشجرة تعالي والعب معي – تسلق جذعي ، تأرجح بين فروعي – تناول شئ من تفاحي اللذيذ ونم تحت ظلي كي تكون سعيدآ فأجابها الفتي لم أعد صغيرآ لالعب معك أنا أريد شراء بعض الأشياء التي تجعلني سعيدآ وأحتاج إلي نقود لأشتريها فأجابته الشجرة ليس معي أيه نقود!!! ولكن يمكنك أن تأخذ كل التفاح الذي لدي لتبيعه . ثم نحصل علي النقود التي تريدها سعدا الصبي بهذا الكلام وبدأ يتسلق الشجرة وجمع كل ثمارها من التفاح وذهب ليبيعه غاب الصبي فترة طويلة وظلت الشجرة وحيده وحزنت كثيرآ لغيابه
وفي ذات يوم عاد إليها وقد أصبح رجلآ .أهتزت الشجرة من الفرح والبهجة فبادرته بالكلام الذي كانت تقوله له عندما كان صبيآ .تعالي وألعب معي تسلق جذعي ،تأرجح بين فروعي ، تناول شيئآ من تفاحي اللذيذ ونم تحت ظلي لتغدو سعيدآ .
ولكنه أجابها لا يوجد لدي وقت للعب فأنا مشغول للغاية وقد أصبحت مسئولآ عن أسرة وأحتاج بيتآ يوئوينى ويقيني برد الشتاء لي ولأطفالي .
هل يمكنك مساعدتي ؟
فأجابته أسفه ليس لدي بيت لكن الغابة بيتي لكنك تستطيع أن تقطع فروعي وتبني لك بيتآ عندها ستكون سعيدآ .
قطع الصبي جميع فروعها ومضي سعيدآ وكانت الشجرة سعيدة سعادة كبيرة
غاب الصبي فترة طويلة وظلت الشجرة حزينه ووحيدة وذات يوم عاد الصبي .
فقالت الشجرة وهي بالكاد تتكلم تعالي وألعب معي فرد الصبي الذي أصبح رجلآ . لقد تقدمت في العمر وأريد أن تعطيني مركبا فأجابته خذ جذعي لبناء مركب وبعدها يمكنك أن تبحربه وتكون سعيدآ .
قطع الصبي جذع الشجرة وصنع مركبا وسافر مبحرآ وكانت الشجرة سعيدة بالرغم أنها قد أنتهت ولم تصبح شجرة وبعد غياب طويل عاد الصبي الذي أصبح شيخآ كبيرآ فعندما نظرت إليه الشجرة بادرته الحديث وقالت له أنا أسفه لم يبقي لدي شئ أعطيك أياه قالت له لايوجد تفاح .. قال له لاعليك لم يعد عندي أي أسنان لأكل التفاح .. قالت لم يعد عندي جذع لتتسلقه فأجابها لقد أصبحت عجوزا ولا أستطيع القيام بذلك قالت له أنا فعلآ لايوجد لدي ماأعطيه لك تنهدت الشجرة بأسي وقالت أتمني أن أهبك وأعطيك شيئآ لكن كما تري أنا مجرد جذع قديم مقطوع أنا أسفه . ثم أخذت بالبكاء .
فأجابها كل ما أحتاجه الأن هومكان لأستريح منه أنا متعب بعد كل هذه السنين فأجابته جذع الشجرة العجوز هو أنسب مكان لترتاح عليه تعالي وأجلس معي لتستريح وجلس الرجل معها كانت الشجرة سعيدة جدآ لكن الدموع كانت تملي عينها.
فماذا عنك ؟
هل أنت نحب أن تكون هذه الشجرة الطيبة التي تعطي بدون مقابل أم تنتظر المقابل أم تحب أن تكون مثل هذا الصبي الذي يأخذ بدون أن يعطي ويكون مصيرك مثل مصيرة .
إن الذي يعطي مثل هذه الشجرة التي جذعها ثابت وفروعها في السماء عالية شامخة.
إن الحياة لا تحلو بدون عطاء فالعطاء هو برواز واحد لصور عديدة ومختلفة ترسم الأبتسامة علي القلوب والتفاني ونحن عندما نعطي .. في الواقع لا نعطي ولكننا نأخذ. نأخذ تلك المشاعر الجميله ممن أمددناهم بعطائنا . فنسقي بها عطش قلوبنا .. لترتوي من ذلك الفيض فيض العطاء .
العطاء..... أن تبادر بتقديم كل ماتستطيع لمن تحب
العطاء..... أن لا تعيش لنفسك فقط
العطاء..... أن تعطي دون أن تشعر أنك مرغم علي ذلك
العطاء من أسرار السعادة .. فهل تحب السعادة وتريدها .. إذا كنت ذلك فأسعد الناس ...تكون أسعدهم.