** اليوم الخالد (يوم عرفة).**
في مثل هذا اليوم من كل عامْ *** يزدهي الحِجْرُ ويزهو المقامْ
مقام إبراهيم سامي الخطا *** وحجر إسماعيل نعم الغلامْ
وتسبح الأرواح رفافة *** أطيافها مثل رفيف الحمامْ
وتلتقي الدنيا بأجناسها *** في (وحدة) رائعة وانسجامْ
من كل فج أقبلوا حُسّراً *** شوقاً إلى البيت العتيق الحرامْ
كالسيل فاضوا وأفاضوا به *** وانسكبوا بين الذرا والخيامْ
تستبق الخطو إلى ساحة *** مشى (ابنُ عبد الله) فيها وقامْ
حيث اعتلى الهادي سَرَى ناقة *** يمد آناً ويشدّ الخطامْ
مُبلغاً عن ربه آية *** جاء بها جبريل مسك الختامْ
((اليوم أكملت لكم دينكم)) *** وتمت النعمة فيكم تمامْ
ذكرى أطافتْ بنفوس الورى *** فادّكر الناسي وهب النيامْ
أخلصتِ التوحيد واستلمتْ *** لله ربِّ الكون ربِّ الأنامْ
تملأ بالتكبير قلب السما *** على اختلاف في اللُّغى والكلامْ
تطوف أو تسعى إلى غاية *** واحدة في السعي والاستلامْ
وحدها الإسلام دين الهدى *** والحق والإيمان دين السلامْ
تجردت من شائبات الهوى *** أرواحها وانطلقت من حطامْ
يغمرها الإيمان في نشوةٍ *** روحيةٍ تسمو سموّ الغمامْ
تهيم بالله وتهفو جوى *** يا حبذا ذاك الجوى والهيامْ
والأرض نشوى من عبير الشذا *** والكون يهفو بأريج الخزامْ
والجو والأنجم رفافة *** والقمر الساطع يزهو ابتسامْ
حج كما شاءت نفوس الورى *** مبرأ من كل عيبٍ وذامْ
في كل شبر من رحاب الهدى *** يرفرف الأمن ويجري النظامْ
والدين والدنيا تحيى العلا *** في العبقري الفيصليّ الإمامْ
** اليوم الخالد (يوم عرفة).**