على بابِ أحد ِالأسواق ِالكبيرة ِ, جَلَسَ رجُلٌ أعمى , واضِعاً قُبّعَتَهُ بينَ قدَمَيْهِ ,
وبِجانبِهِ لوحَة ٌكُتِبَ عليْها ( أنا أعمى , أرجوكُمْ ساعِدوني !) .
مرَّ بِهِ رجُلٌ يَعملُ بِالإعلانات ِ, فلاحَظَ أنّ قُبّعَتَهُ ليْسَ بِها إلاّ قُروشٌ قليلة ٌ , وَضَعَ
بِها المَزيدَ , ودونَ أنْ يَسْتَأذنَ الأعمى , أخَذ َلوحَتَهَ , مَسَحَها , وكَتَبَ عليْها عِبارَة ً
أخرى , أعادَها إلى مكانِها ,ومضى في طَريقِهِ .
أحَسّ َ الأعمى أنَّ قُبّعَتَهَ امتَلَأتْ بالقروش ِوالأوراق ِالنّقْدِيّة ِ, فَأدْرَكَ انّ شَيْئاً
ما قدْ تَغَيّرَ , وَعَرَفَ بِبَصيرَتِهِ أنّ الّذي سَمِعَهَ من كتابَة ٍهوَ سبَبُ ذلك التّغّيُّر ِ.
إسْتَوْقَفَ أحَدَ المارّة ِ, وَطَلبَ منهُ أن يقْرَأ لهَ ما هوَ مكتوبٌ على لوحتِهِ , فَقَرَأ :
( نَحْنُ في فَصْل ِالرّّبيع ِ, لكِنّني لا أسْتَطيع ُ رُؤْيَة َجَمالِه ِ!!)