الرئيسيةأحدث الصورمركز الرفعالتسجيلدخول

Share
 

 تابع لمحاضرات علم الدلالة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
baconecdz
baconecdz


مدير المنتدى : خالد khaled
مدير المنتدى : خالد khaled


الجنس الجنس : ذكر
هوايتي : الرياضة
مسآهمآتے مسآهمآتے : 11463
التقييم التقييم : 368

تابع لمحاضرات علم الدلالة  Empty
مُساهمةموضوع: تابع لمحاضرات علم الدلالة    تابع لمحاضرات علم الدلالة  Emptyالخميس 30 أغسطس 2012 - 0:35

تابع لمحاضرات علم الدلالة


2 ـ أهمية كتاب دلائل الإعجاز

تناول فيه إعجاز القرآن من زاوية تخصصه اللغوي اللساني والأسلوبي، مؤسسا بذلك نظرية النظم و التي جمع فيها بين علوم ثلاث: النحو، البلاغة، النقد، وهي نظرة مكتملة تمكننا من فهم النص الأدبي من خلال صياغته.
والنظم في جوهره يتصل بالمعنى من حيث هو تصور للعلاقات النحوية كتصور علاقة التعدية بين الفعل والمفعول به ، وتصور علاقة السببية بين الفعل والمفعول لأجله ، ثم تأتي المزية من وراء ذلك بحسب موقع الكلمات بعضها من بعض .
ارتبطت نظرية النظم بقضية فكرية دينية شغ[/col[/size]or]
ـ التعريف بصاحب النصهو عبد القاهر الجرجاني أبو بكر بن عبد الرحمان ولد بجرجان قرب خراسان ، وبها تلقى علومه وثقافته ، وتوفي بها سنة 471ه ـ 1093م . اهتم بالدراسات النحوية والأدبية وتفسير القرآن ، له عدة مؤلفات : أشهرها : دلائل الإعجاز ، أسرار البلاغة .
2 ـ أهمية كتاب دلائل الإعجاز
تناول فيه إعجاز القرآن من زاوية تخصصه اللغوي اللساني والأسلوبي، مؤسسا بذلك نظرية النظم و التي جمع فيها بين علوم ثلاث: النحو، البلاغة، النقد، وهي نظرة مكتملة تمكننا من فهم النص الأدبي من خلال صياغته.
والنظم في جوهره يتصل بالمعنى من حيث هو تصور للعلاقات النحوية كتصور علاقة التعدية بين الفعل والمفعول به ، وتصور علاقة السببية بين الفعل والمفعول لأجله ، ثم تأتي المزية من وراء ذلك بحسب موقع الكلمات بعضها من بعض .
ارتبطت نظرية النظم بقضية فكرية دينية شغلت المسلمين حقبة طويلة، احتدم الجدال حولها: القرآن أمخلوق هو أم قديم؟.
وقد تزعم المعتزلة القول بخلق القرآن ، واتصل البحث فيها بماهية الكلام ، حيث قال المعتزلة إن كلام الناس حروف ، وكذلك كلام الله وقد مر ذلك إلى تناول الصلة بين الألفاظ ومدلولاتها ، فمن العلماء من رأى أنها طبيعية ذاتية ومنهم من قال بأنها علاقة اعتباطية اتفاقية .
كل ذلك وصل إلى عبد القاهر الجرجاني الذي أدرك سوء الفهم لدى أهل زمانه إذ منهم من مال إلى اللفظية الجامدة ، وأعطى الألفاظ بعض القداسة .
كما تجاوز آراء العلماء خاصة في المسائل النحوية التي ارتبطت بقضايا الصواب والخطأ في الأداء إلى الاهتمام بالعلاقات المتنوعة بين الكلمات ثم بين الجمل .





التحليل :ـ يبين الجرجاني في النص الأول أن الدلالة لا تقتصر على الجانب الافرادي فقط إنما تتعداه إلى المستوى التركيبي النحوي ، ثم نجده يفاضل بين الدلالتين عندما يبين لنا أن الغرض من اللغة الذي هو التعبير والتواصل لا يتحقق بالنظر في معاني الألفاظ المفردة ، لأن هذه المعاني ناتجة عن التواضع والاصطلاح ، ولا نحقق أية فائدة عند الاكتفاء بمعرفتها ، لأنها معروفة أصلا عند كل المتخاطبين ،بل الفائدة تتحقق بمعرفة المعاني الناتجة عن ضم تلك الكلمات بعضها مع بعض ، ويصفه بأنه "علم شريف وأ صل عظيم ".

ـ وفي النص الثاني، يبين أيضا أن الفائدة المرجوة من اللغة ـ أي تبليغ معاني جديدة للمستمع لا يعرفها ـ لا تتحقق إلا بتعليق أي ضم الكلمات بعضها ببعض وفق قواعد نحوية معينة ، و هنا نتحدث عن معنى الجملة.
يقدم لنا الجرجاني مثالا توضيحيا لذلك بجملة " خرج زيد " ، فالقصد هنا ليس إعلام أو إفادة السامع بمعنى " خرج " أو بمعنى " زيد " لأن معناهما ناتج عن التواضع ـ مثلما ذكر في النص الأول ـ إنما إعلامه بمعنى التركيب : (خرج + زيد) أو( زيد + خرج ) و هنا تتحقق الفائدة .

ـ نلاحظ أن الجرجاني في النص الثالث يوضح أكثر معنى " دلالة الجملة " ، باستعماله : "ضرب زيد عمرا يوم الجمعة ضربا شديدا تأديبا له " ، وهي عبارة تحمل بكلماتها المجتمعة معنى واحدا هو معنى الإثبات أي إثبات زيد فاعلا ضربا لعمرو في وقت كذا وعلى صفة كذا ولغرض كذا .
فمعنى الإثبات هو المعنى النحوي ،ويقول عنه الجرجاني أنه " معنى واحد لا عدة معان كما يتوهمه الناس ".
لأن المعاني المنفصلة الخاصة بكل كلمة ، ناتجة كما ذكر عن التواضع والاصطلاح .
نستنتج أن المعنى النحوي عند الجرجاني يخضع لقواعد معينة ، وأي تغيير في ترتيب الكلمات وتركيبها يخضع لتلك القواعد . ومن أنواع المعاني النحوية التي يمكن ذكرها هي: معنى الاستفهام في جملة الاستفهام ، معنى الإثبات في جملة الإثبات ، معنى النفي في جملة النفي ...........












الدلالة و علم البلاغة
قد لا يذكر الباحثون في الغالب ـ أن هناك مستوى في البنية اللغوية يسمى المستوى البلاغي ،لأنه متداخل مع المستوى الابلاغي الذي يعتمد التراكيب أو الإسناد أساسا ، و إنما هناك أنواع من التصرف في الكلام قد تجعله بليغا ، و يتفاوت في ذلك المتكلمون ، و مما يشير إلى أن الدلالة البلاغية في سياقاتها تختلف عن الدلالات الأخرى مع ارتباطها بها أننا لو أخذنا المثال المشهور من التراث اللغوي العربي (كثير الرماد). فالدلالة النحوية هنا لو وققنا عندها كانت أن شخصا ما عنده الكثير من الرماد (بقايا النار) و قد يكون ذلك للاتجار به أو أن يكون للقذارة و عدم التخلص منه، و لكن في السياق البلاغي تكون دلالة (كثير الرماد) الكرم ......... وهذا الذي سمي عند الجرجاني بمعنى المعنى. و كنا قد ذكرنا أن (أوجدن
و ريتشارد) قد ألفا كتابا في عام 1923 بعنوان "معنى المعنى" the meaning of meaning
و كان عبد القاهر الجرجاني قد سبق إلى ذلك و إن كان بمجرد إشارة.
هذا بالإضافة إلى علاقة الدلالة بالنص (الدلالة النصية)، إذ أن هناك من يرى أن الوحدة الدلالية هي (atext) . و أن أي امتداد للكلام ابتداء من المورفيم ـ و ربما دون ذلك ـ هو وحدة دلالية (انظر: أحمد مختار عمر. علم الدلالة ،عالم الكتب ص 32) علما بأن أبرز وحدة دلالية هي الكلمة لأنها المستوى الأساسي في البنية اللغوية (مستوى الوحدات الدالة) كما كنا قد أشرنا سابقا عند حديثنا عن مستويات البنية اللغوية.

الدلالة و المعجم: (الدلالة الاجتماعية)كل كلمة من كلمات اللغة العربية لها دلالة معجمية مستقلة عما توحيه أصواتها أو صيغتها من دلالات زائدة على تلك الأصلية أو المركزية أو القاعدية ، و يطلق عليها الدلالة الاجتماعية. و لكن عندما تنتظم الكلمة ضمن الجملة تضاف إلى الكلمة كل الدلالات الأخرى و لا يتم الفهم إلا بالوقوف عليها جميعها.
و أصل المعنى المعجمي هو ما تدل عليه الكلمة من المعنى الوضعي ،و هذا ما أشار إليه الزمخشري عندما قال في كتابه المفصل: " الكلمة هي اللفظ الدال على معنى مفرد بالوضع ". هذا المعنى المرتبط
–مبدئيا- بالأصول الصوتية (العربية ثلاثية الأصوات) هو الذي تنطلق منه المعاني الأخرى ،و قد ارتبطت المعاجم العربية القديمة و الحديثة (غالبا) بمبدأ الأصول الثلاثية ،حتى رأى بعضهم (ابن جني)
و ربما من قبله (الخليل بن أحمد) : أن المعنى الأصلي يظل مرتبطا بهذه الأصول و لا يكاد يفارقها حتى و إن تغير ترتيبها في الكلمة الواحدة (الاشتقاق الكبير) ـ أو حتى لو أبدلنا بها ما يقاربها من الأصوات (الاشتقاق الأكبر) و إن كان الذين اعتمدوا هذا الرأي قد تأولوا كثيرا.
هذا بالإضافة إلى أن هناك من عدّ المادة الصوتية الأولى في الكلمات اللغة كانت صوتين فقط
أو ما يعرف بالمقطع الصوتي القصير المغلق (قط، شد، شك) هذا تاريخيا ثم انتقلت هذه الثنائية إلى المعجم بتضعيف الصوت الثاني (قطّ، شدّ، عضّ) الثلاثي المضاعف و نظرا للحاجة إلى تنويع المعنى أضيف فيما بعد صوت ثالث تتويجا أو حشوا أو كسعا من ذلك قط + ع = قطع – و + ر = قطر، و+ م = قطم.......وفج بإدخال صوت في وسطها تصبح فلج أو فرج ..........
و لعل ما يشير إلى علاقة الدلالة بالمعجم أن هناك معاجم بنيت على أساس المعاني، و سميت معاجم المعاني ،و قد كان هذا في التراث اللغوي العربي عندما وضع جامعو اللغة الأول ما يسمى بالرسائل اللغوية المتعلقة بأحد الموضوعات أو المعاني مثل: كتاب الإبل، و كتاب الخيل، و الأنواء و غير ذلك
و كما أن هناك الآن معاجم نبحث فيها اعتمادا على اللفظ، فان هناك معاجم أخرى يبحث فيها اعتمادا على المعنى.
















المحاضرة رقم 04علاقة علم الدلالة بالعلوم غير اللغوية
في الواقع لا يمكن فصل علم الدلالة عن أيّ من العلوم الأخرى ،سواء الإنسانية أو الرياضية و الطبيعية، فالعلوم كلها تعتمد الدلالة في جميع مساراتها. بل كل شيء في الحياة و في علاقة الإنسان بما يحيط به من الكون و ما ينشأ عنه من فعاليات يعتمد الدلالة أساسا.

1- الدلالة و التعبيرات الاصطلاحية:
إذا كان المعنى النحوي الذي ينشأ من التركيب أو الإسناد هو معنى (دلالة) مختلفة عن دلالة عناصر الإسناد المفردة المعجمية (ارجع إلى ما ذكره الجرجاني)، فان هناك تعابير مركبة (اصطلاحات خاصة) دلالتها غير الدلالة الاسنادية المباشرة التي قد تفهم من التركيب، فهي مستوى ثالث من الدلالة يتكون من عدد من الكلمات أو المورفيمات الحرة كقولنا (البيت الأبيض) الذي يشير إلى مؤسسة إدارية سياسية
و ليس إلى بناء أو قصر من حيث الدلالة. و مثل ذلك تعبير (الصحافة الصفراء)، (الباب العالي)،
و عندما نقول عندنا (قصر المرادية) و نقصد مؤسسة رئاسة الجمهورية.
و يجب أن نميز بين هذا النوع من التعابير المركبة و بين ما شبهها كقولنا (الدار البيضاء) علما على مدينة إذ أن هذه التسمية لم تزل تشير إلى الأصل فربما كانت هناك دار بيضاء اللون.

2- الدلالة و الفلسفة.
من المعروف أن ارتباط الدلالة بالفلسفة و المنطق كان أظهر من ارتباطه بأي علم آخر. بل كان الباحثون لا يفرقون – ربما – بين علم الدلالة و الفلسفة ،غير أن علم الدلالة بدأ ينفصل تدريجيا و يدخل بل يتمركز في دائرة العلوم اللغوية بل مازال علماء الفلسفة يدرسون علاقة موضوعاتهم الفلسفية بعلم اللغة، و قد كان فلاسفة اليونان قد اهتموا بهذه العلاقة.
و لعل ما يرد في الدراسات اللغوية من الحدود و التقسيمات ، و من مصطلحات مثل : الخبر و الإنشاء
و اسم الجنس و اسم النوع ، لا ينفك عن علم المنطق، بل أن هناك من المناطقة من اختص بعلم الدلالة و ربما كانت الأمثلة اللغوية المستقلة في المنطق تبين بوضوح مثلا هذه العلاقة مثل:
- كل إنسان فان محمد إنسان محمد فان
- كل نار لها دخان ليس كل دخان يدل على النار.



3- الدلالة و علم النفس.
يبحث علم النفس في طريقة اكتساب اللغة، و كيفية التعلم ، و لعل اهتمام علماء النفس بموضوع الإدراك من أبرز ما يربط بين علم النفس و علم اللغة و (منه الدلالة) إذ أن الإدراك ظاهرة فردية و الناس يختلفون في إدراك الكلمات و في تحديد دلالاتها. و يلاحظ أن للغة جوانب نفسية تتغير بتغير الأحوال من فرح و حزن و غير ذلك. و يظهر هذا من خلال كلام المتكلمين.

4- الدلالة و علم الاجتماع.
اللغة ظاهرة اجتماعية و حدها كما ذكر ابن جني: " أنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم "، فهي تعبير عن الأغراض و العادات و التقاليد الاجتماعية ، و علم الدلالة يهتم بحياة الناس و عاداتهم ، و كل ما يتعلق بفعالياتهم الحياتية. بل و تعكس بعض ألفاظ اللغة و تراكيبها نمط التفكير الاجتماعي، من ذلك ما يذكر من أن العرب يقولون رجل للآدمي الذكر البالغ ، و لكنهم لايقولون رجلة للآدمية الأنثى البالغة .


















حصة تطبيقية حول الدلالة عند الفلاسفة والبلاغيين
1ـ يقول ابن سينا (أبو علي الحسين بن عبد الله 428ه) : "إن الإنسان قد أوتي قوة حسية ترتسم فيها صور الأمور الخارجية و تتأدى عنها إلى النفس فترتسم فيها ارتساما ثانيا ثابتا و إن غابت عن الحس ................ ومعنى دلالة الألفاظ أن يكون إذا ارتسم في الخيال مسموع اسم ارتسم في النفس معنى، فتعرف النفس أن هذا المسموع لهذا المفهوم، فكلما أورده الحس على النفس التفتت إلى معناه "
الشفاء ص 3 ـ 4

2ـ يقول الغزالي ( أبوحامد 505ه) : " إن للشيء وجودا في الأعيان ، ثم في الأذهان ، ثم في الألفاظ ، ثم في الكتابة . فالكتابة دالة على اللفظ، واللفظ دال على المعنى الذي في النفس، والذي في النفس هو مثال الموجود في الأعيان".

معيار العلم ص 35 ـ 36


3ـ يقول حازم القرطاجني ( توفي سنة 684ه ) : " كل شيء له وجود خارج الذهن فانه إذا أدرك حصلت له صورة في الذهن تطابق ما أدرك منه ، فإذا عبر عن تلك الصورة الذهنية الحاصلة عن الإدراك ، أقام اللفظ المعبر به هيئة تلك الصورة الذهنية في أفهام السامعين وأذهانهم فصار للمعنى وجود آخر من جهة دلالة الألفاظ ، فإذا احتيج إلى وضع رسوم من الخط تدل على الألفاظ لمن لم يتهيأ له سمعها من المتلفظ بها ، صارت رسوم الخط تقيم في الأفهام هيئات الألفاظ ، فتقوم بها في الأذهان صور المعاني فيكون لها أيضا وجود من جهة دلالة الخط على الألفاظ الدالة عليه " .

من كتاب منهاج البلغاء وسراج الأدباء ص 18 ـ 19



المطلوب : حلل هذه النصوص ، مستخرجا أهم الظواهر اللغوية الواردة فيها ثم قارنها بما توصلت إليه اللسانيات الحديثة ممثلة بآراء " دوسوسير ".

التحليل

اهتم الدارسون القدامى على اختلاف اتجاهاتهم العلمية من فلاسفة : أبو حامد الغزالي ، ابن سينا وبلاغيين ( لغويين) : حازم القرطاجني بطبيعة الدليل اللغوي من حيث هو شيء محسوس بديل في الواقع المدرك عن الشيء الموجود في المحيط الخارجي حتى وان غاب عن الأعيان .

ففي النص الأول يحدد لنا ابن سينا أهم العناصر التي تساهم في تشكيل العملية الدلالية وهي :
ـ صور الأمور الخارجية
ـ النفس
ـ مسموع اسم
ـ دلالة اللفظ
ـ المعنى

فعندما يود الإنسان التعبير عن شيء ما موجود في المحيط الخارجي، يبدأ بإدراكه أولا، أي يحدد تصوره لذلك الشيء، فتتشكل في ذهنه صورة له (وهو المعنى)، حتى وان غاب عن الحس ثم يعبر عن ذلك التصور الذهني باسم.
إذن الدليل اللغوي عند ابن سينا يتكون من ثنائية ( مسموع اسم، معنى ) وهو بذلك يلغي ( المرجع ) .

فإذا قارنا هذا الرأي مع ما توصلت إليه اللسانيات الحديثة يتبين لنا أن :
ـ تصور ابن سينا يتوافق مع تصور دوسوسير للدليل اللغوي ، فكلاهما يلغي المرجع منه :
صورة صوتية
مسموع اسم

الدليل اللغوي : الدليل اللغوي :
( ابن سينا ) ( دوسوسير)
معنى صورة ذهنية



لكن نلاحظ في النص الثاني ، أن الغزالي يعتبر المرجع عنصرا أساسيا في الدليل اللغوي ، والذي يتشكل
من أربعة أطراف أساسية هي :
ـ الموجود في الأعيان
ـ الموجود في الأذهان
ـ الموجود في الألفاظ
ـ الموجود في الكتابة
يتبين لنا أن الغزالي استطاع أن يثبت قدرة الإنسان التكيف مع العالم الخارجي ( الأعيان ) باستعماله لعقله ( الذهن ) الذي سمح له بإبداع الدال ( الألفاظ ) كرموز تعبر عما أدركه في ذهنه للعالم الخارجي ثم تأتي عملية الكتابة لتثبيت ذلك الإدراك.
فالأشياء الموجودة في المحيط الخارجي والتي اصطلح عليها بتسميات مختلفةـ حسب اتجاهات العلماء ـ
وهي المدلول عليه، المرجع، الأعيان، الأمور الخارجية، الشيء،لا يمكن للانسان أن يعبر عنها إلا بعد إدراكها ، أي وضع تصوره لها في الذهن ، فيتشكل له مدلول عن ذلك الشيء ثم يشكل الصورة اللفظية أو الدال الذي سيتلفظ به ويمكنه من التواصل مع باقي البشر .

ـ ولا يخرج حازم القرطاجني ـ كبلاغي ـ في النص الثالث عن هذا التصور العام للعملية الدلالية فهو يحدد أيضا أنواع العلاقات الدلالية التي ترتبط مع بعضها انطلاقا من مختلف العناصر المكونة لها وهي:
ـ المرجع أو المدلول عليه والذي عبر عنه ب:" كل شيء له وجود خارج الذهن "
ـ والمدلول " إذا أدرك حصلت له صورة تطابق ما أدرك منه"
ـ الدال " أقام اللفظ المعبر به هيئة تلك الصورة الذهنية في أفهام السامعين وأذهانهم "
فالمعنى عنده بوصفه مدلولا تدل عليه علامة لغوية هو محصلة لعملية إدراك الواقع الخارجي فالدال
( اللفظ) يعبر عن الصورة الذهنية المدركة وهنا يتساوى اللفظ في دلالته على تلك الصورة الذهنية مع دلالة الرموز الكتابية ـ عبر عنها حازم القرطاجني ب " رسوم الخط "ـ في دلالتها على اللفظ " لمن لم يتهيأ له سمعها " ـ حسب ماجاء في النص ـ لأن الرسم الخطي يدل على هيئات الألفاظ ، وهي هيئات تدل بدورها على المعاني الحاصلة في الأذهان ، هذه الأخيرة تدل على الأشياء الخارجية ، فالعالم الخارجي يتحول عن طريق الإدراك في الذهن إلى مجموعة من المفاهيم ( المدلولات ) ثم يتحول إلى دلالات صوتية ( دوال) ثم إلى رموز كتابية ، إذا اقتضت الحاجة ذلك .



ويمكن لنا توضيح تلك العلاقات الدلالية بين مختلف العناصر ب:
الرموز الكتابية( دال ) الصورة الصوتية أي اللفظ ( مدلول )
الصورة الصوتية أي اللفظ ( دال ) الصورة الذهنية ( مدلول )
الصورة الذهنية ( دال ) الأشياء خارج الذهن ( مدلول )


فكل مدلول ـ حسب تصور حازم القرطاجني ـ يتحول بدوره إلى مدلول ، فالصورة الصوتية تكون مدلولا في علاقتها بالرموز الكتابية ، لكنها تصبح دالا في علاقتها بالصور الذهنية ، والصور الذهنية تكون مدلولا في علاقتها بالصورة الصوتية وتتحول إلى دال في علاقتها بالعالم الخارجي المحيط بنا .





























المحاضرة رقم 5علم الدلالة – نظرة تاريخية موجزة –
عند اليونان: من الطبيعي أن تكون الدلالة من الموضوعات التي يهتم بها الفكر الإنساني منذ القدم. و كان ذلك عند فلاسفة اليونان، فقد رأى أرسطو أن المعنى يتطابق مع التصور الموجود في العقل و ميههههههن:
1- الأشياء في العالم الخارجي
2- التصورات أو المعاني
3- الأصوات أو الرموز أو الكلمات.
و فتح ذلك الباب لكثير من الأفكار و المناقشات حول الدلالة و المعنى في العصور الوسطى، كما تعرض أفلاطون إلى قضية العلاقة بين اللفظ و المعنى و اتجه إلى أن العلاقة بينهما طبيعية ذاتية.
بينما اتجه أرسطو إلى أن هذه العلاقة اصطلاحية عرفية ، أي متواضعة عليها و قام بشرح هذه العلاقة العرفية و بيانها.
( ينظر . أحمد مختار عمر ص17)
عند الهنود: اهتم الهنود بالتأمل في لغتهم و قاموا بدراستها بدافع ديني للحفاظ على كتابهم المقدس (الفيدا) ـ و هذا ما يشبه ما كان من أمر العرب عندما درسوا لغتهم.
و كان (بانيني) الذي عاش في القرن الخامس و الرابع قبلا الميلاد وضع كتابا في السنسكريتية سماه (المثمن) قيل أنه أشبه بكتاب سيبويه.
و كان من أهم الموضوعات التي ناقشها الهنود، نشأة اللغة و اكتساب بعض الأصوات لمعانيها و قد كانوا فريقين: أحدهما يرى أن اللغة نشأت بالإلهام ،و الثاني: من اختراع البشر.
كما ناقشوا قضية اللفظ و المعنى فمنهم من رأى أن اللفظ والمعنى لا ينفصلان عن بعضهما ، و منهم من رأى أن العلاقة بين اللفظ و المعنى علاقة فطرية و طبيعية ، و منهم من رأى أن العلاقة بين اللفظ
و المعنى علاقة ضرورية لزومية.
و من القضايا التي ناقشوها: أنواع الدلالات للكلمة. و توصلوا إلى أن هناك أربعة أقسام للدلالات : حسب عدد الأصناف الموجودة في الكون و هي (ينظر المرجع السابق ص 19):
1- قسم يدل على مدلول عام (رجل)
2- قسم يدل على كيفية (طويل)
3- قسم يدل على حدث (جاء)
4- قسم يدل على ذات (محمد).


عند العرب:قام العرب بدراسة لغتهم لسبب أساسي ديني ،يتمثل في المحافظة على لغة القران لصحة تلاوته
و استخلاص الأحكام و التشريعات منه . و كان للخوف من اختلاف المعنى أو إفساده في تلاوة الآيات بشكل غير صحيح أكبر الأثر في النهوض بهذه الدراسة ، لذلك كانت أوائل الأعمال اللغوية المتعلقة بالدلالة بشكل خاص ذات صلة بالقرآن الكريم مثل: معاني الغريب في القرآن الكريم
و مجاز القرآن ، بالإضافة إلى معاجم الموضوعات (المعاني) . و معنى ذلك ضبط المصحف الشريف.
و قد تجلت أهم أعمال الدراسيين العرب الدلالية بما يلي:
- عمل ابن فارس في معجمه (المقاييس) بربط المعاني الجزئية بالمعنى العام.
- عمل الزمخشري في معجمه (أساس البلاغة) للتفريق بين المعاني الحقيقية و المجازية.
- أعمال ابن جني في ربط تقلبات المادة (اللفظة) بمعنى واحد.
هذا بالإضافة إلى أعمال لغوية أخرى ذات صلة بعلم الدلالة.
و لابد من الإشارة هنا إلى ما قام به الأصوليون و علماء الكلام ، و ما ذكروه من: دلالة اللفظ و دلالة المنطوق و دلالة المفهوم.
بالإضافة إلى أعمال البلاغيين في دراسة الحقيقة و المجاز، و نظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني.
كانت هذه فكرة مقتضبة جدا عن الدراسات الدلالية قديما ، و نعرج بعد ذلك إلى تقديم فكرة عن الدراسات الدلالية في العصر الحديث












الدلالة في العصر الحديث.
لم تكن الدراسات الدلالية القديمة دراسة علمية حقيقية ، و إنما كانت مثل هذه الدراسة العلمية بمفهوم العلم و مناهج البحث من ثمرة الدراسات اللغوية الحديثة.
و بهذا المفهوم الخاص يمكن القول أن بواكير هذا العمل نشأت في أواسط القرن التاسع عشر هذا و لم تزل الدراسات الدلالية في العصر الحديث تتسع و تستقل في مؤلفات خاصة بالإضافة إلى ما تأخذه من مساحات ضمن إطار الدراسات اللغوية و علم اللغة الذي استوى و تطور في الفترة الأخيرة و كان هناك عدد من الباحثين العرب الذين اهتموا بالسيمياء مثل الدكتور أحمد مختار عمر (و قد اعتمدنا كثيرا على كتابه (علم الدلالة) أثناء إعداد هذه المحاضرات كذلك على كتب الدكتور حلمي خليل و الدكتور إبراهيم أنيس و غير ذلك.
و في الدراسات اللغوية الغربية و اعتبارا من تشومسكي الذي دعا في البداية إلى ضرورة فصل النحو عن المعنى إلا أن عدل عن موقعه بتأثير عدد من اللسانيين الذين أدخلوا المكون الدلالي في التحليل
و نذكر على سبيل المثال (ستيفن أولمن) الذي أصدر عددا من الكتب حول دراسة المعنى، منها: أسس علم المعنى ، و دور الكلمة في اللغة.
و في الدراسات اللغوية الغربية الحديثة ردّ عدد من اللغويين مثل كاتز و فودور الاعتبار إلى المعنى
و أدرج المكون الدلالي في التحليل بعد أن كان قد استبعد هذا المكون الذي يقوم بإعطاء تفسيرات دلالية للبنية العميقة.
و كان تشو مسكي الذي عرف بنظرية النحو التوليدي التحويلي ، و الذي طوّر نظريته التي ظهرت في كتابه (البنى التركيبية) عندما أخرج كتابه (مظاهر النظرية التركيبية) كان يدعو إلى فصل النحو عن المعنى و لكنه عدل عن موقعه ربما بتأثير أولئك اللسانيين ، فأدرج القواعد الدلالية في نموذجه المعياري
عند الغربيين و كان على رأس من أسهم في وضع أسس هذه الدراسات ماكس مولر(max muller (
و ميشال بريال اللغوي الفرنسي الذي وضع بحثا بعنوان مقالة في السيمانتيك (essai de sémantique) عام 1879، و قد اهتمت هذه المقالة بدلالة الألفاظ القديمة في اللغات الهندوأوربية.
و ربما كان من أبرز الأعمال في هذا السياق المؤلف الضخم بعنوان (لغتنا) للعالم السويدي أدولف نورين (adolf noreen )الذي خصص قسما كبيرا لدراسة المعنى مستخدما مصطلح (somology).
حيث قسم دراسة المعنى إلى قسمين :
1- الدراسة الوظيفية.
2- الدراسة الايتمولوجية التي تعالج تطور المعنى التاريخي.
و قد تطورت الدراسة الدلالية حديثا ، عند الأوربيين و ظهرت أسماء مهمة مثل : أوجدن و ريتشارد اللذان أخرجا مؤلفهما الشهير الذي عنوانه (the meaninig of meaning) أي معنى المعنى عام 1923 حيث وضعا نظرية للعلامات و الرموز.
و في الدراسات الأمريكية يمكن أن نذكر أسماء مثل:
بلومفيلد الذي يقال أنه و أتباعه أرادوا إخراج دراسة المعنى من مستويات الدراسة اللغوية و أن (السيمانتيك) ـ في رأيهم ـ تقع خارج المجال الواقعي للغة ، أو هي على الأقل أضعف نقطة في الدراسة اللغوية ، مما أدى إلى إهمال المعنى و إن كانت تفسيرات أقوال بلومفيلد لا تعبر بدقة عما أراد.
و ربما لم يرد الاعتبار لدراسة المعنى (الدلالة) في أمريكا في النصف الثاني من القرن العشرين و خاصة في الاتجاه التوليدي عند تشو مسكي.
و من المؤلفين العرب الذين اهتموا بعلم الدلالة في العصر الحديث الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه دلالة الألفاظ) حيث عالج في هذا الكتاب عدة قضايا منها ارتباط الألفاظ بمدلولاتها – أقسام الدلالة – العلاقة بين اللفظ و المعنى – اكتساب الدلالة عند الطفل و الكبار – التطور الدلالي.

















المحاضرة رقم 6أنواع المعنى
كثيرا ما يتحدث الباحثون عن أن معنى الكلمة يظل ضبابيا و شبه غامض خارج سياق الكلام ، بل إن بعضهم نفى أن يكون للكلمة أي معنى خارج السياق. و إذا كان الرجوع إلى المعجم هو الوسيلة – غالبا – للبحث عن معنى الكلمة و رغم أنه يدون عادة في المعاجم عدد من المعاني فان معظم الكلمات لا يمكن الوقوف في معانيها عندما يذكر في المعجم.
و قد اختلف الباحثون و تفاوتوا في حصر عدد المعاني المحتملة للكلمة . و كان الدكتور أحمد مختار عمر (في كتابه علم الدلالة ص36 و ما بعدها) . قد ذكر خمسة أنواع عدّها أهم أنواع الدلالة و هي:

1. المعنى الأساسي أو المركزي: و هو العامل الرئيسي للاتصال اللغوي.
و يشترط للمتكلمين بلغة واحدة أن يكونوا مشتركين في تصور هذا المعنى الأساسي الذي يتم من خلاله التصور و نقل الأفكار. حيث تملك الكلمات ملامح معينة تميزها عن غيرها أو عن مضاداتها . فكلمة (رجل) تتميز ببعض الخصائص المعنوية عن كلمة (امرأة) أو (ولد) و كلمة (عصفور) تتميز كذلك عن كلمة (إوزة). إن هذا المعنى هو المعنى المعجمي للكلمة عندما تكون منفردة.

2. المعنى الإضافي أو الثانوي : و هو المعنى الذي يزيد عن المعنى الأساسي و لا يكون يكتسب صفة الثبوت، و إنما يتغير حسب أنواع الثقافات و الأزمنة و الخبرات.
فإذا كانت كلمة (طفل) لها ملامح أساسية هي (+ إنسان + ذكر – بالغ) فان هناك معاني إضافية تتعلق بكلمة طفل كلبس نوع من الثياب، البكاء و التأثر، عدم الخبرة.........
و كلمة الوالدة التي معناها الأساسي الأنثى التي ولدت الولد إلا أن من معانيها الإضافية الحنان و العطف و الخوف على الوليد..........
و من المؤكد أن هذا المعنى مفتوح و قابل للتغير مع ثبات المعنى الأصلي.

3. المعنى الأسلوبي: إن أي قطعة لغوية تحمل خصائص أسلوبية تتعلق بمستوى اللغة المستعملة ،كاللغة الأدبية أو العامية أو المبتذلة وكذلك بنوع البيئة و المستوى الاجتماعي و العصر و لذا يلاحظ أن بعض الكلمات التي قد تبدو مترادفة هي في الحقيقة غير متطابقة المعنى تماما من حيث إدراك معانيها الإضافية و مثال ذلك : الزوجة في العربية فهي ( الحرم و الزوجة و المرأة أو المرة أو الدار أو الأهل
أو الأخرى)
4. المعنى النفسي: و هو المعنى الخاص المتعلق بالفرد المتكلم الذي لا علاقة له بالتداول بين الأفراد حيث يعكس الفرد في أحاديثه معاني فردية تتعلق بحالته النفسية الخاصة و كثيرا ما يظهر في كتابات الأدباء و الشعراء.

5. المعنى الإيحائي: و هو ما تتركه بعض الكلمات من ظلال إيحائية (شفافية) خاصة .
و قد ذكر ألمان (أنظر أحمد مختار عمر) ثلاثة أنواع لتأثيرات هذا المعنى و هي:
- التأثير الصوتي: مثل كلمة (صليل) لصوت السيف و (خرير) لصوت المياه.
- التأثير الصوتي: و يمكن أن تمثل لذلك بالفعل الرباعي المضعف بالعربية (شلشل ).
- التأثير الدلالي: و هو ما تتركه بعض المعاني الأكثر شيوعا من المعاني الأساسية من أثر إيجابي على المعنى الآخر، مثل المعاني المتعلقة بالجنس أو الموت أو قضاء الحاجة.



















حصة تطبيقية حول أنواع المعنى :
المطلوب : وضح الدلالة المركزية والهامشية في النص التالي مبينا أهمية الدلالة الهامشية في تعميق المعنى .
( نص لفدوى طوقان ويمكن للطالب أن يعتمد أي نص لشاعر حديث آخر )

على أبواب يافا يا أحبائي
وفي فوضى حطام الدور
بين الردم والشوك
وقفت وقلت للعينين : يا عينين
قفا نبك
على أطلال من رحلوا وفاتوها
تنادي من بناها الدار
وكان هناك جمع البوم والأشباح
غريب الوجه واليد واللسان وكان
يحوم في حواشيها
يمد أصوله فيها
و كان الآمر الناهي
وكان .....و كان
وغص القلب بالأحزان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

تابع لمحاضرات علم الدلالة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» تابع لمحاضرات الادب الشعبي 4+5
» تابع لمحاضرات مقاس تاريخ القانون
» محاضرات علم الدلالة للسنة الثانية
» ملخص لمحاضرات السنة الثالثة علم الاجتماع التربوي
» دروس علوم المادة



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التعليم الشامل :: الـتـعـلـيـم الـجـامـعـي ::  الـــمـــدارس الــــعلــــيـــــا :: المدرسة العليا للأساتذة Les Écoles Normales Supérieures :: تخصص أدب عربي (المدرسة العليا للأساتذة) :: الـتـعـلـيـم الــمــتــوســط-