ذات مرة كان هناك غلام يسير في الطرقات فرأى شجرة برتقال ضخمة ومليئة بالثمار. فكر الولد بينه وبين نفسه قائلاً: "يا للروعة، إنها ثمار شهية. لماذا لا أقطف بعضاً منها كي آكلها وآخذ الباقي إلى المنزل، فوالدي سيسعد بها كثيراً."
فتسلق الغلام السور وبدأ بقطف حبات البرتقال وعاد مسرعاً إلى المنزل. "أبي، أنظر لقد جلبت لنا البرتقال." فقال له أباه: "من أين لك هذا يا بني؟" فقص لك الغلام ما حدث معه. هز الوالد رأسه وقال: "إذاً فقد سرقت هذه الثمار." فقال الغلام: "لكن يا أبي لم يرني أحد وأنا آخذها." لكن الأب رد عليه قائلاً: "حتى وإن لم يكن أحد في الجوار يراقبك، فإن الله دائماً يراك ويرى أفعالك سواء أكانت إيجابية أم سلبية." عندها وعد الغلام أباه بألا يسرق أبداً.
وبعد مرور عدة سنوات على هذه الحادثة، أصاب الجفاف القرية بأكملها ولم يكن هناك أي شيء لدى الأهالي كي يأكلوه. نادى الأب ابنه وقال له: "هيا بنا نذهب إلى الحقل المجاور ونأخذ بعض القمح خفية. ما عليك إلا أن تراقب، وإذا ظهر أي أحد ورآني، اصرخ كي تنبهني إلى قدومه."
وبينما كان الأب يهم من أجل قطف بعض السنابل، صرخ الولد قائلاً: "أبي هناك من يراقبنا." ففزع الأب وقال: "من الذي يراقبنا يا ولدي؟ لا أرى أي أحد هنا." رد عليه الغلام بالقول: "لقد قلت لي ذات مرة أن الله يراقبنا ويرى كافة أعمالنا حتى وإن لم يكن أحد في الجوار."