بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
-------------
عندما نتحدث عن تعديل السلوك لدي الطفل فنحن أمام خيارين
الاول : اما ان نعدل السلوك لدي الطفل بحيث نكسبه سلوك جديد جيد و محبذ
و الثاني : اما ان نعدل سلوك الطفل لاطفاء و تخليصة من سلوك سئ و غير مرغوب فيه
و لكل خيار اساليبة الخاصة
أحد اهم اساليب و طرق اكساب الطفل سلوك جيد و محبذ هو التشكيل (shaping) ، فمذا نعني بالتشكيل و كيف نطبقة عمليا مع الطفل ؟
ما هو أسلوب التشكيل ؟
التشكيل:shaping
وهو تعزيز الاقتراب التدريجي من السلوك المستهدف من أجل الوصول الى سلوك لا يستطيع الفرد القيام به. و يعرف علي انه الإجراء الذي يشمل على التعزيز الإيجابي المنظم للاستجابات التي تقترب شيئاً فشيئاً من السلوك النهائي بهدف إحداث سلوك لا يوجد حاليا. والتشكيل لا يعني خلق سلوكيات جديدة من لا شيء، فبالرغم من أن السلوك المستهدف ليس موجوداً لدى الفرد إلا أنه غالباً ما يكون لديه سلوكيات قريبة منه ولهذا فالمعالج السلوكي يقوم بتعزيز تلك السلوكيات بهدف ترسيخها في ذخيرة الفرد، وبعد ذلك يلجأ إلى التعزيز التفاضلي والذي يشمل على تعزيز الاستجابة فقط عندما تقترب أكثر فأكثر من السلوك المستهدف.
ما هي خطوات التشكيل ؟
1 تحديد السلوك المستهدف
2 تحديد السلوك المخلي الذي يشبه السلوك النهائي او يقود اليه
3 اختيار المعززات
4 تعزيز السلوك المدخلي بشكل متكرر
5 تعزيز الاقتراب من الاستجابات
6 تعزيز السلوك النهائي في كل مرة يحدث
7 تعزيز السلوك النهائي في بعض الاحيان.(تعزيز متقطع)
إليكم شرح مفصل لخطوات التشكيل و دورها في نجاح عملية التشكيل :
1. تحديد وتعريف السلوك المستهدف:
يجب تحديد السلوك النهائي الذي يراد الوصول إليه وتعريفه بدقة وموضوعية على شكل هدف سلوكي، والهدف من ذلك هو تعزيز التقارب التدريجي من السلوك المستهدف بشكل منظم وتجنب تعزيز السلوكيات غير ذات العلاقة، لأن ذلك سيؤدي فقط إلى إطالة مدة عملية التشكيل وتقليل فعاليتها.
2. تحديد وتعريف السلوك المدخلي:
بعد تحديد السلوك النهائي فإننا نحتاج إلى تحديد سلوك يشبهه على نحو ما بهدف استخدامه كنقطة البداية ويمكن تحديد السلوك المدخلي من خلال المراقبة المباشرة للفرد لمدة أيام قبل بدء بعملية التشكيل لتحديد ما يستطيع عمله.
ويمكن تعريف السلوك ألمدخلي بأنه استجابة قريبة من السلوك المستهدف لتعزيزه وتقويته بهدف صياغة السلوك النهائي منه.
* ويجب أن يتصف السلوك المدخلي بصفتين رئيسيتين:
1. أن يحدث بشكل متكرر وذلك حتى تتوفر لنا الفرص الكافية لتعزيزه وتقويته، وقد يكون ضرورياً أحياناً تنظيم الظروف البيئية التي تزيد من احتمالية حدوث هذا السلوك، مثلاً: تعليم الطفل رسم الدوائر، فقد يكون ضرورياً إعطاؤه قلماً وورقة بتواصل في البداية لا أن تنتظر قيامه بذلك تلقائياً.
2. أن يكون السلوك المدخلي قريباً من السلوك النهائي.
3. اختبار معززات فعالة :
إن عملية التشكيل تتطلب من الفرد تغيير سلوكه بشكل متواصل ليصبح قريباً أكثر فأكثر من السلوك النهائي، ولذا لابد من المحافظة على درجة عالية من الدافعية لديه وهذا يستلزم اختيار المعززات المناسبة، الغذائية المادية، الرمزين .. الخ.
4. الاستمرار في تعزيز السلوك المدخلي إلى أن يصبح معدل حدوثه مرتفعا ً:
فتعزيز السلوك المدخلي بشكل متواصل سيزيد من احتمالية حدوث تغير بسيط فيه سيجعله أكثر شبهاً بالسلوك النهائي.
5. الانتقال تدريجياً من مستوى أداء إلى مستوى أداء آخر :
فالاستخدام الفعال للتشكيل يستوجب الانتقال تدريجياً وبشكل منظم من مستوى أداء إلى مستوى أداء آخر .
وجدير بالذكر أن مفتاح النجاح في عملية التشكيل يتمثل في كون التعزيز متوقفاً على تغير السلوك على نحو تدريجي باتجاه السلوك النهائي، وتجاهله عندما ينحرف عن السلوك النهائي.
* يمكن أن يستخدم التشكيل في ضبط ومعالجة سلوكيات الطفل بعده طرق منها على سبيل المثال نذكر ما يلي:
- تعزيز كل أداء فرعي من الأداء الكلي للمهمة المرغوب تعلمها مثلاً تعليم التلميذ الفوضوي الترتيب والنظام يتم بتجزئة هذه المهمة إلى خطوات صغيرة متدرجة، فإذا قام التلميذ مثلاً بإعادة المجلة التي استعارها من المعلم إلى مكانها في الصف فإن على المعلم تعزيز مثل هذه الأداء على الفور.
- تعزيز أي تحسن في مجال دقة الأداء، فالتلميذ الذي تعوزه الدقة في فهم تعليمات المعلم في غرفة الصف فإنه يمكن للمعلم أن يعزز أي استجابة صحيحة تقرب من الدقة يقوم بها التلميذ ولو لم تكن دقيقة تماماً.
- تعزيز فترة الأداء كلما طالبت أكثر فأكثر، فعلى سبيل المثال التلميذ الذي يقوم عادة بالتحدث الصفي غير المناسب مع رفاقه في الصف يمكن للمعلم أن يعززه ويكافئه إذا بقي هادئاً لمدة (5) دقائق، ثم ( دقائق و(12) دقيقة وهكذا حتى يتعود الانتباه للمعلم والكف عن التحدث الصفي غير المناسب.
- تعزيز فترات المشاركة الصفية كلما طالت أكثر فأكثر، فعلى سبيل المثال التلميذ الذي تنعدم مشاركته في غرفة الصف يمكن للمعلم أن يكافئه عن أية مساهمة في المشاركة في الصف مهما كانت بسيطة وهكذا فإن التشجيع المتواصل يجعل التلميذ الخجول أكثر تقدماً في المشاركة الصفية.
بالإضافة إلى ما سبق فإن المعلم يمكنه استخدام إستراتيجية تشكيل السلوك لتعليم التلاميذ سلوكيات جديدة كالمثابرة، والتحمل، والنظام، وضبط الذات.
-------------
منتديات التعليم الشامل @
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته