من هدي خير الخلق
“ما لي وما للدّنيا...”
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: نام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حصير، فقام وقد أثَّر في جَنْبه، فقلنا: يا رسول الله! لو اتّخذنا لك وِطاء، فقال: “ما لي وما للدّنيا؟ ما أنا في الدّنيا إلّا كراكب استظلّ تحتَ شجرةٍ ثمّ راح وتركها” رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
يرشدنا هذا الحديث إلى الصّبر على مشاق الحياة ومتاعبها وآلامها إلى لقاء الله؛ فقد شبّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نفسه الشّريفة بمُسافر ركب دابّته في يوم شديد الحرّ، فلمّا اشتدّ به التعب نزل عن دابته ليستريح ساعة يُجمّ بها نفسه ليتقوّى على مواصلة المسير حتّى يصل إلى مبتغاه، وكذلك المسلم في الحياة الدّنيا يُلاقي كثيرًا من المشاقّ والمتاعب والعقبات، ويتعرّض لكثير من الفتن والمحن والبلايا، وواجبه أن يستعين بالله تعالى ويصبر لعلمه يقينًا أنّ الدنيا ليست نهاية المطاف، وإنّما الحياة الحقيقية في الآخرة {وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} العنكبوت:64.
منـــــــــــــــــــــــــــــقول