طفل سوري يروي قصة تعذيبه في سجون مخابرات النظام
تعرض لكافة أنواع التعذيب والضرب والإهانه ثم حكم القاضي بإطلاق سراحه لبراءته
يمارس النظام السوري وأجهزته الأمنية المختلفة اعتقال الأطفال وزجهم في سجونه وتعريضهم لكافة المعاملات القاسية حيث قام مركز توثيق الانتهاكات في سوريا بتوثيق 999 حالة لاعتقال أطفال (ذكور) في سجون النظام و83 حالة اعتقال إناث أطفال، وتم توثيق حالات إعدام أو موت تحت التعذيب لمعتقلين أطفال داخل سجون النظام ومراكز احتجازه بحق 98 طفلا وطفلتين.
وفي قصة تتكرر في كل يوم في سوريا بعضها يخرج للعلن والآخر يبقى أسير القضبان، معاذ عبدالرحمن طفل من مواليد 1999 من سكان مدينة حماة لم يشفع له صغر سنه وطفولته من التعرض لأقسى أنواع التعذيب والانتهاكات والمحاكمة.
ووفق ما ذكره مركز توثيق الانتهاكات في سوريا اعتقلت عناصر أمنية الطفل معاذ عندما كان مع صديق له في سوق المدينة عندما شاهد سيارة مليئة بعناصر أمنية ليصاب بالتوتر ويقوم بتغيير طريقه ليكون مصيره الاقتياد وتباعاً الاعتقال والنقل الى فرع الأمن العسكري في مدينة حماة بعدما اكتشفوا أن له اسما في قائمة المطلوبين.
وتحدث معاذ قائلاً “تم اقتيادي بعدها الى زنزانة منفردة طولها متران وعرضها متر يوجد فيها 4 معتقلين وأنا الخامس، كنا نضطر الى إغلاق فتحة المرحاض الموجودة داخل الزنزانة لكي ننام فوقها بسبب ضيق المكان الشديد”.
فنون التعذيب
وأضاف “في أول يوم لوصولي للفرع استدعيت مساء إلى جلسة التحقيق الأولى وتم تعذيبي بطريقة الدولاب وأضرب بعصا خشبية غليظة على كافة أنحاء جسمي، وجه لي المحقق تهمة حمل السلاح وضربت لمدة ما يقرب الثلاث ساعات كي أعترف بهذه التهمة الموجهة لي لكنني لم أعترف، حيث إني لم أحمل سلاحاً أبداً”.
وتوالت جلسات استدعاء معاذ التي لم تخل من فنون التعذيب بأقسى الطرق لإجباره على الاعتراف بأنه مسلح وعن قائد الكتيبة التي يعمل بها لكنه اعترف فقط بمشاركته بمظاهرات سلمية ضد النظام.
بدأ معاذ يعاني من مشاكل صحية وجسدية بسبب سوء المعاملة والتعذيب وقذارة الزنزانة لكن لا حياة لمن ينادي حيث كانت ترفض في كل مرة طلباته بالحصول على علاج بسيط له.
مداهمة منزله والحصول على حاسوبه الشخصي
وبدأت سلسلة اعترافات الطالب في أولى ثانوي معاذ عند مواجهته بمقاطع الفيديو التي صورها أثناء المظاهرات بعدما قامت قوات أمنية بمداهمة منزله والحصول على كومبيوتره الشخصي.
وتعرض مرارا وتكرارا للضرب بشكل مبرح والإهانة بشتى الألفاظ حتى إنه كان يستدعى للتحقيق بهدف تعذيبه دون توجيه سؤال واحد له.
ويقول معاذ “بعد مرور شهر وأربعة أيام في فرع الأمن العسكري تم نقلي الى الشرطة العسكرية في محافظة حماة كأول محطة إيداع لي، حيث علمت لاحقاً أن فرع الأمن العسكري في محافظة دمشق 600 قد قام بطلب نقلي إليه”.
وأضاف “وصلت الى فرع الـ 600، وعند دخولي للفرع تفاجأت بكمية الأوساخ والروائح الكريهة الموجودة فيه وانتشار الأمراض بشكل كبير بين المعتقلين، دخلت إلى زنزانة ضيقة يوجد فيها من 27 إلى 97 شخصا، وكان لي “بلاطة” واحدة أنام جالسا فيها حيث مكثت هناك 67 يوما، استدعيت في اليوم السابع الى التحقيق وحاول المحقق أن يجبرني على الاعتراف أني عضو في جبهة النصرة”.
محكمة الإرهاب
وبعد مضي 67 يوما في فرع 600 تم تحويل معاذ الى النيابة العامة بدمشق ثم الى محكمة الإرهاب بدمشق ليتم نقله الى الشرطة العسكرية في القابون كمحطة إيداع قبل نقله الى سجن عدار حيث يحاكم أمام محكمة الإرهاب.
لكن مسؤولي السجن رفضوا استقبال معاذ بحكم أنه لم يبلغ الثامنة عشرة من العمر.
وتابع “تم تحويلي الى النيابة العامة ثم الى القصر العدلي في دمشق فأعادوني مرة أخرى الى الشرطة العسكرية في القابون، لأنتظر محاكمتي التي طالت في خضم التنقلات والانتظار”.
وأضاف أن قاضي التحقيق الثامن، أفرج عنه لعدم ثبوت أي جرم بحقه.
ليخرج معاذ من القصر العدلي بدمشق ويتفاجأ بكم كبير من الناس يسألونه عن أقربائهم من المعتقلين.
وسمح أحد الأشخاص لمعاذ باستخدام هاتفه النقال للاتصال بأقاربه في مدينة دمشق حتى يأتوا ويصحبوه معهم الى منزلهم.