اختلف علماء النفس حول أسباب العزلة الموجودة لدى معظم الشباب والأطفال فى العصر الحالى، بعضهم يرى أن الأسباب مرضية، والبعض الآخر استنتج وجود دوافع اجتماعية وأسرية.. هذا ما قاله الدكتور هاشم بحرى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر.
ويضيف "بحرى": عقل الإنسان يحتوى على مركز للعلاقات الاجتماعية يحدد ما إذا كان الإنسان اجتماعى ويشعر بالسعادة فى وجود الآخرين، والتواصل معهم من عدمه، وهذا المركز الكيميائى لا يعمل بشكل جيد إذا كانت طبيعة الشخص منطويا وليس لديه القدرة على الحديث والنقاش.
ويؤكد "بحرى" من أهم أسباب العزلة لدى بعض الشباب والأطفال أن الطفل ينشأ فى أسرة غير اجتماعية تفرض عليه قيود الانعزال والبعد عن المحيطين ويوهمونه أن التواصل أمر غير مستحب ويخلق له المشكلات أو تكون الأسباب أن الأسرة ذاتها غير اجتماعية، فيخرج الابن بدون أن يدرك، متطبع بالكبت الموجود لدى عائلته يرى الناس بعيونهم.
ويضيف "بحرى": قسوة الأسرة فى التربية أيضا تجعله دائما متوترا ومنطويا لا يرغب فى الاختلاط، يخاف من المجتمع أن يسخر منه ويتهكم عليه، وهو ما يعرف بـ"الرُهاب الاجتماعى".
أما عن العلاج يؤكد "بحرى": إذا كانت المشكلة عضوية يمكن علاجها بشكل دوائى أما إذا كان سبب العزلة، تربوى فالعلاج النفسى هو الحل، من خلال تغيير السلوك المعرفى وتعديل السلوكيات.