جلس الحسن البصري - رحمه الله - في جنازة النُّوار امرأة الفرزدق وقد اعتم بعمامة سوداء، وأسدلها بين كتفيه، والناس بين يديه ينظرون إليه، فوقف عليه الفرزدق وقال: يا أبا الحسن يزعم الناس أنه اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشرهم! قال: من ومن؟ قال: أنت وأنا؛ قال: ما أنا بخيرهم، ولا أنت بشرِّهم، لكن ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة؛ قال: نِعْمَ والله العدة.
أيها المذنب المقصر: بالله عليك كيف سيكون جوابك عن عمرك فيما أفنيته، وعن شبابك فيما أبليته، ومالك من أين اكتسبته؟ وفيم أنفقته، وعلمك ماذا عملت به؟