بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
----------------------
ماهو الضعف القرائي؟
مفهومه ومظاهره وأسبابه وحلوله
تطوُّر مفهوم القراءة :
1- كانت القراءة تعني تعرُّف الرموز والحروف ، والنطق بها .
2- ثم تطوَّر هذا المفهوم ليشمل ـ إضافةً لما سبق ـ الفهم والربط والاستنتاج .
3- نتيجة لتعقُّد الحياة أصبح المفهوم يشمل تعرُّف الكلمات والنطق بها ، وفهم المقروء ، ونقده ، وتوسيع الخبرات ، والإفادة منها في حل المشكلات ، وتحقيق المتعة النفسية .
4- كما تُعَرَّفُ القراءة أيضًا على أنها : " إحدى مخرجات اللغة ، ويراد بها إبراز لغة الكلام والرموز الكتابية ، وتقوم على رؤية الكلمات المكتوبة ، وإدراك معناها ؛ للوقوف على مضمونها ، لكي يعمل بمقتضاها " .
كيف تتم عملية القراءة :
لعملية القراءة مراحل متعددة حتى تتم يمكن تلخيصها فيما يلي :
1- مرحلة استيعاب المثيرات الخطية
2- نقل المثيرات إلى مركز الدماغ .
3- طبخ المثيرات الخطية .
4- رد الفعل للمثيرات داخليًا وخارجيًا ( الداخلي قراءة صامتة ، والخارجي قراءة جهرية )
أهداف القراءة :
1- إكساب الفرد القدرة على الرجوع إلى الكتب للبحث عن المعرفة في معانيها المختلفة .
2- إكساب الفرد القدرة على الاستمتاع بقراءة عيون الأدب والفكر .
3- إكساب الفرد القدرة على الكتابة الإبداعية في مجالات الأدب المختلفة من خلال قراءاته المتنوعة لنتاجات الأدب .
4- إكساب الفرد ثروة لغوية في المفردات والتراكيب والصور الفنية .
5- الارتقاء بفهم القارئ وتوسيع مداركه ؛ مما يؤهله إلى عمق التفكير والقدرة على الإبداع في مجالات الحياة كافة .
6- الارتقاء بسلوك القارئ من خلال قراءاته لسِيَر العظماء من القادة والمفكرين والاقتداء بهم .
7- إكساب الفرد مهارة استخدام فهارس المكتبات والاستفادة من محتوياتها .
8- تدريب الفرد على النطق اللغوي السليم للألفاظ ، وصون اللسان من الخطأ .
مفهوم الضعف القرائي :
يعني الضعف القرائي : " القصور في تحقيق الأهداف المقصودة بالقراءة . ومن ثم فهو يشمل : القصور في فهم المقروء أو التعبير عنه ، أو البطء في القراءة ، أو التلفظ الخاطئ للكلمة ، أو الخطأ في ضبط الألفاظ وشكلها . . . إلى آخر ما يتصل بأهداف القراءة .
مظاهر الضعف في القراءة :
1- إضافة أصوات غير موجودة أساسًا ونطقها ( رأيت بدلاً من رأت ) .
2- انتقال العين بشكل خاطئ على السطر الواحد .
3- حذف بعض الأصوات من الكلمة ( فُتان بدلاً من فستان ) .
4- عدم القدرة على التمييز بين الأصوات المتشابهة للحروف ( س ، ص ) ، ( ص ، ض ) .
5- عدم القدرة على التمييز بين الهاء والتاء المربوطة والتاء المفتوحة .
6- عدم القدرة على التمييز بين اللام الشمسية واللام القمرية .
7- استبدال كلمة بأخرى .
8- تكرار الكلمات بعد قراءتها لأول مرة ، سواءً بالطريقة الصحيحة أم الخاطئة .
9- إضافة كلمة أو أكثر في الجملة .
10- حذف كلمة أو أكثر من الجملة .
11- قراءة الجملة كلمةً كلمة .
12- عدم الالتزام بمتطلبات علامات الترقيم .
13- التوقف الخاطئ قبل نهاية الجملة .
14- الخطأ في نطق الحركات المتعلقة ببنية الكلمة .
15- الخطأ في الإعراب .
16- الضعف في فهم المقروء أو التعبير عنه .
17- البطء في القراءة . . . إلخ .
أساليب تشخيص الضعف القرائي :
1- الملاحظة : وفيها تتم ملاحظة سلوك الطالب وعاداته أثناء القراءة .
2- المناقشة الشفوية : وفيها يتم تقدير مستوى الطالب في القراءة بمناقشته فيما يقرأ .
3- السجلات المدرسية : ويقصد بها السجلات بكافة أنواعها ، والتي تساعد على متابعة كل طالب واكتشاف الضعف لديه.
4- الاختبارات : فهنالك الاختبارات المقننة والخاصة بالقراءة الجهرية ويمكن من خلالها استكشاف مستوى الطالب في القراءة . وهناك أيضًا اختبارات التشخيص التقديرية ، وهي التي يقوم بها المعلم بين الحين والآخر لمعرفة مستوى طلبته في القراءة .
5- دراسة الحالة : ويقصد بها بحث كل حالة تخلُّف قرائي علة حدة من جميع النواحي .
حلول مقترحة لعلاج الضعف القرائي :
أ- حلول متعلقة بالطالب :
1- تشجيع الطالب على المشاركة في الأنشطة اللغوية غير الصفية .
2- تشجيع الطالب على القراءة الحرة بصفة مستمرة .
3- تصنيف الطلاب الضعاف قرائيًا ، ووضع خطط علاجية خاصة بهم .
4- استخدام أسلوب التعلم الفردي للتغلب على مشكلة كل طالب .
5- إجراء عمليات تقويم مستمرة للطلبة ؛ لتقويم مدى اكتسابهم لمهارات القراءة .
6- إجراء دراسات حالة لكل طالب ؛ للوقوف على طبيعة ظروف معيشته ، ومدى تأقلمه في أجواء المدرسة .
7- الاهتمام بالجانب الصحي والنفسي للطالب ، ومتابعة ظروفه لأولاً بأول .
8- تخصيص مرشد نفسي واجتماعي للطلبة داخل المدرسة ؛ للمساهمة في علاج مشكلات الطالب المؤثرة على تحصيله .
ب ـ حلول متعلقة بالكتاب المدرسي :
1- تكوين لجان تربوية متخصصة في إعداد كتب القراءة ، بحيث تنظَّم تنظيمًا يقبل الدراسة بواسطة التعلم الذاتي .
2- اختيار موضوعات قرائية تراعي اهتمامات الطالب وميوله .
3- الاهتمام بالجانب الفني للكتاب .
4- إشراك المتخصصين في علم النفس في تأليف كتب القراءة .
5- تطوير كتب القراءة باستمرار ، بالاستفادة من ملاحظات الميدان .
6- الإكثار من الأنشطة والتدريبات القرائية داخل الكتاب الواحد .
7- توفير الكتاب المدرسي لكل طالب منذ بداية العام الدراسي .
ج – حلول متعلقة بالمعلم :
1- إعداد التقويم التشخيصي للتلاميذ للتعرف على أوجه القصور لديهم .
2- تحديد المهارات المطلوب تقويتها ونوع الضعف المطلوب علاجه لكل تلميذ .
3- تدريب التلاميذ عليها قراءةً وكتابة .
4- الحرص على وجود مذكرة صغيرة خاصة بكل تلميذ يكتب فيها الصور الصحيحة للكلمات التي يخطئ فيها .
5- تدريب التلاميذ على ربط التحليل الصوتي للكلمة بالتحليل الكتابي في نفس الوقت .
6- الحرص على إعداد قوائم للكلمات المتماثلة وتدوينها في مجموعات بها سمة مشتركة مثل : التماثل السمعي ، أو البصري ، أو التجانس في الحروف ، أو الحروف الساكنة من المشتركة .
7- الحرص على وجود تدريبات إثرائية وعلاجية من خلال الواجبات الصفية والمنزلية .
8- الحرص على إعداد تقويمات أسبوعية لقياس مدى تحسن التلميذ في مهارات القراءة .
9- تعزيز مبادرات التلاميذ وتشجيعهم من خلال طابور الصباح والإذاعة المدرسية ، أو من خلال أساليب أخرى كإلصاق صور على كراسته أو وضع بطاقة تشجيعية له .
10- إنشاء ركن للتعلم داخل الصف ، يتم فيه التعلم على شكل مجموعات ، وتدريب التلميذ الضعيف على المهارات المطلوبة من خلال مهام وأنشطة تخدم المهارات المطلوبة .
11- توظيف السطر الإملائي بكراسة صغيرة يتم فيها إملاء التلاميذ مجموعة كلمات تخدم مهارة واحدة أو عدة مهارات أو كلمات تشتمل على نمط واحد .
12- الحرص على تصويب أخطاء التلميذ مباشرةً في حصص الإملاء .
13- الحرص على اشتراك التلميذ في عملية التصويب والبحث عن خطئه وعن الصورة الصحيحة للكلمة التي أخطأ فيها .
14- توظيف التسجيلات الصوتية في معالجة الضعف في القراءة بتسجيل صوت التلميذ أثناء القراءة في الصف أو المنزل لتشجيعه على القراءة وتعلُّمها .
15- الحرص على إثارة ميول التلاميذ وجذب اهتمامهم للقراءة بأساليب متنوعة .
16- الحرص على اختيار مواد تعليمية بسيطة تعين على التدريبات القرائية والكتابية المطلوبة .
17- تعزيز ثقة التلميذ بنفسه ، وتشجيعه باستمرار على إحراز النجاح في قراءة الكلمات وكتابتها.
18- البدء مبكرًا في معالجة الضعف ، مع تنويع أساليب المعالجة ( فردية وجماعية )
د – حلول متعلقة بالبيئة المدرسية :
1- اختيار مشرفي اللغة العربية ضمن أسس ومعايير تكفل الدعم المهني للمعلم .
2- تعيين معلم متخصص في التربية الخاصة في كل مدرسة ، للمساعدة في علاج حالات الضعف القرائي .
3- تفعيل دور مجالس الآباء والأمهات في دعم برامج معالجة الضعف القرائي .
4- تخصيص حصة للقراءة الحرة لكل صف .
5- تخصيص مكتبة خاصة بكل مدرسة .
6- إعادة النظر في نظام الترفيع الآلي .
7- تطوير أساليب التعلم الذاتي لدى الطالب ؛ للتغلب على الصعوبات القرائية التي يواجهها .
8- تنظيم العديد من الأنشطة اللغوية غير الصفية ، والتي تهتم بهذا الجانب .
9- توزيع الطلبة على الصفوف بحسب مستوياتهم ، تلافيًا لتجمُّع الضعاف قرائيًا فيصف واحد .
10- توفير الوسائل التعليمية التعلُّمية المختلفة ، والخاصة بتدريب الطالب على مهارات القراءة .
هـ حلول متعلقة بالأسرة والبيئة الاجتماعية :
1- انفتاح المدرسة على المجتمع المحلي ، وتعزيز سبل التعاون المثمر بينها وبين الأسرة .
2- إطلاع أولياء الأمور على نتائج أبنائهم باستمرار ، وإشراكهم في معالجة مشكلاتهم التحصيلية .
3- التنسيق المستمر مع وسائل الإعلام المختلفة ؛ لتوجيه الأسرة إلى تشجيع أبنائها على القراءة .
4- الاهتمام بمشكلات الطالب النفسية والصحية والاجتماعية ، والعمل على حلها بالتعاون مع الأسرة .
5- إعداد نشرات تربوية خاصة لتعريف الأسرة بأهمية القراءة ، وتوجيهها إلى الطرائق السليمة لتشجيع أبنائها عليها .
6- توجيه الآباء إلى ما يلي :
أ- عدم النقد والسخرية من الأطفال .
ب- عدم رفع سقف التوقعات من الأطفال فوق قدراتهم وإمكاناتهم .
ج- استخدام نظام المكافأة الفورية .
د- مدح سلوك الطفل بشكل مباشر وغير مباشر .
7- اتِّباع أساليب ترغيب الطفل للقراءة ، وتتمثل فيما يلي :
أ- القدوة القارئة .
ب- توفير الكتب والمجلات الخاصة للطفل .
ج- تشجيع الطفل على تكوين مكتبة صغيرة له .
د- التدرج مع الطفل في قراءته .
هـ مراعاة رغبات الطفل القرائية .
و- المكان الجيد للقراءة في البيت .
ز- خصص لطفلك وقتًا تقرأ له فيه .
ح- استغلال الفرص والمناسبات كالأعياد والمناسبات الدينية والوطنية والرحلات والزيارات والإجازة والسفر .
ط- استغلال هوايات الطفل لدعم حب القراءة بتزويدهم بالكتب التي تتحدث عن هذه الهوايات .
ي- اقتناء جهاز تلفزيون واحد في البيت وعدم وضعه في غرفة نوم الطفل ، مما يقلل من فترة مشاهدته ويوفر وقتًا للقراءة
ك- العب مع أطفالك بعض الألعاب القرائية ( مثل عكس حروف الكلمة لإنتاج كلمة جديدة ) .
ل- تابع باستمرار كيف يتم تدريس القراءة لأطفالك في المدرسة ، وتعرَّف على معلم القراءة ، وتعاون معه .
م- إذا شارك زوده ببعض الكتب والقصص المشوقة لقراءتها إذا تسنى له الوقت الكافي .
ن- عوِّد طفلك على قراءة النشرة المرفقة مع أي دواء تشتريه من الصيدلية .
بعض البرامج والأساليب المشهورة لمعالجة الضعف القرائي :
أ- برنامج دستار للقراءة :
أعد هذا البرنامج أنجلمان دستار ، وهو برنامج قوي ومعدّ بطريقة جيدة لتوصيل مهارات القراءة تحت المتوسط للتلاميذ في الصف الثالث . وفيه يتم وضع التلاميذ في مجموعات بحيث لا يزيد عدد أفراد كل مجموعة عن خمسة تلاميذ ، وذلك طبقًا لقدراتهم .
ويعمل أول مستويين في البرنامج على تأكيد المهارات الأساسية للتلاميذ عن طريق الواجبات المنزلية والكتب العلمية ، التي تتضمن ما يلي :
- ألعاب لتعليم المهارات والوعي .
- تركيب كلمات لتعليم التلاميذ الهجاء .
- تمارين الإيقاع ( الوزن ) لتعليم التلاميذ العلاقة بين الأصوات والكلمات .
أما المستوى الثالث من البرنامج فيركز على القطع المكتوبة والتصحيح لأخطاء التلاميذ ومراجعتها بطريقة منظمة .
ب- برنامج إدمارك للقراءة :
وقد نشرت هذا البرنامج جمعية إدمارك ، وهو مصمم لتدريب ( 150 ) كلمة للتلاميذ ذوي القدرات المحدودة بطريقة الترديد خلف المدرس ، ويشمل ( 277 ) درسًا من أربعة أنواع :
- دروس للتعرف على الكلمة ، وكل درس يشمل كلمتين فقط .
- دروس كُتُب الاتجاهات ، فكل تلميذ عليه أن يتتبَّع الخطوط والاتجاهات المطبوعة للوصول إلى الكلمة .
- دروس الصور التي تتوافق مع العبارات .
- دروس الكتب القصصية ، حيث يقرأ التلميذ ( 16 ) قصة .
وفي هذا البرنامج تقسَّم الدروس بطريقة مبسطة ، مع عمل مراجعات دورية ، وتسجَّل استجابات التلاميذ بطريقة بيانية
ج- طريقة ريبوس :
تُستخدم في هذه الطريقة صور الكلمات بدلاً من الكلمات المكتوبة ، فعندما يريد الطفل أن يتعلم كلمة ( أرنب ) مثلاً ، فتُرسَم له صورة أرنب . وتتضمن هذه الطريقة ثلاثة كُتُب ، كل كتاب يحتوي على ( 384 ) شكلاً ، يقوم التلميذ بتسمية هذه الأشكال بالقلم الرصاص ، ولا ينتقل التلميذ إلى الشكل التالي إلا بعد أن يجيب إجابة صحيحة .
وبعد الانتهاء من هذه الكتب يعطَى كتابًا رابعًا عبارة عن :
- قاموس من الكلمات المرسومة .
- قاموس من الكلمات المعقدة ورسمها .
- ( 17 ) قطعة للفهم القرائي .
ثم يدخل التلميذ بعد ذلك مرحلة التحول لقراءة الكلمات والهجاء الصحيح لها بدلاً من معرفتها عن طريق رسمها ، وفيها تُكتَب الكلمات بحروف كبيرة . ويدخل التلميذ بعد ذلك مرحلة القراءة المكتوبة للكلمات والجمل .