كثيرا ما أثار منظر الأطفال وهم يأكلون الشيبس حفيظتي واشمئزازي، حفيظتي فلم تبد لي هذه المادة يوما مغرية صحيا... واشمئزازي من موقف الوالدين إما اللامبالي أو الجاهل تجاه إقبال أبنائهم على محتويات هذه الأكياس ومشتقاتها العديدة !
يلقى الشيبس إقبالا مرعبا من الأطفال خاصة والراشدين أيضا في البلدان المتقدمة والمتخلفة على حد سواء، ورغم المساعي الأوروبية لحظر المواد الغذائية التي تحتوي على الأجسام المعدلة جينيا، إلا أنها لم تنجح بعد في منع أكياس الشيبس أو رقائق الذرة مع أنها تحتوي على نسب من هذه الأجسام المسببة للسرطان على غرار مادة الصوجا المعدلة جينيا.
بحثت عن الإحصائيات العربية عن نسبة تناول الشيبس في البلدان العربية، لكن يبدو أنها أكبر من أن تحصى !! لكن على سبيل المثال لا الحصر، ذكرت صحيفة الدستور الأردنية أن صاحب محل في منطقة غير سكنية يبيع خمسة أكياس شيبس يوميا، أما في بريطانيا فتشير إحدى الدراسات أن 50 بالمائة من الأطفال البريطانيين يتناولون كيسا واحدا من هذا المنتج يوميا، وحتى تتأكد بنفسك لك أن تقصد أقرب محل إلى منزلك يبيع الشيبس وتسأله عن الكمية التي يبيعها يوميا منه.
الأضرار الصحية
حدث ولا حرج.. فلنقسمها إلى أربعة جوانب.
طريقة الطهي: قلي رقائق البطاطس في درجات حرارة عالية خطير لاحتوائه على كمية كبيرة من الدهون المشبعة التي تترسب في الأوعية الدموية، مسببة أمراض القلب وتصلب الشرايين كما يؤدي إلى مشاكل صحية مثل ارتفاع نسبة الدهون في الدم وعسر الهضم وغيرها.
المواد الحافظة: لا يخفى على أي مهتم بصحته، ولو نسبيا، خطر المواد الحافظة على الصحة حتى أن من المختصين من أصاب في تسميتها بمواد تدمير الخلايا !
الزيوت المهدرجة: آفاتها كبيرة على الصحة مثل أمراض القلب والسمنة والسكري والكوليسترول والسرطان... شرحها وشرح أضرارها طويل عريض، تطلب مني بحثا وتنقيبا، سأخصص لها موضوعا منفردا في القريب العاجل بإذن الله.
الألوان: أما الألوان المضافة للشيبس فمجموعة كبيرة منها محظورة دوليا.
مكونات الشيبش
إن بحثت عن المكونات المستخدمة في صناعة الشيبس، فكثيرا ما لا تجدها مدونة على الكيس! ومع ذلك تتغاضى ؟
وإن تكرم المصنع، كتب ما يلي دون البوح بسر المهنة : دقيق بطاطس مجفف-نشاء - ملح-زيت نباتي( زيت نخيل مهدرج) -مادة معطرة شبه طبيعية. هذا كل شيء؟ لا. هل تعرف مادة الأكريلاميد؟ هي من مكونات الشيبس التي تنتمي إلى سر المهنة :) هي مادة كيميائية تستخدم في صناعة البلاستيك، تم اكتشاف وجودها في بعض الأطعمة المطبوخة في حرارة عالية، وهذه المادة تؤدي إلى تلف الخلايا العصبية وإلى الإصابة بالسرطان.
مثل الخطإ اللغوي الشائع الذي يجعله استعماله المنتشر يبدو وكأنه صحيح،كذلك الشيبس وشيوع تناوله يجعلك تتساءل كيف لكل هؤلاء البشر أن يستمروا في تدمير صحة أولادهم؟ يشترون لهم هذه الأكياس ويشاركونهم فرحتهم البريئة بها باسمين!! أو قد يؤدي بك هذا الشيوع إلى أن تتجاهل كل تلك المخاطر الصحية ؟
لكن قد تجعلك هذه الصورة تشعر بالغثيان، إن حصل ذلك فهذا يعني أنك استوعبت خطر تناول الشيبس.
للإشارة فإن هذه الصورة هي رمز الملصق التوعوي الذي أعدته جمعية القلب البريطانية، وأترك لك تصور المعنى الذي توحي إليه وتذكّر أنه لا يمثل إلا جانبا واحدا من أخطار رقائق البطاطس.
لا تقلق، لن أدعك حائرا أمام إلحاح ابنك الذي تعود على الشيبس إلى درجة تشبه الإدمان، هناك دائما بدائل أحسن وأولى، ففضلا عن وجود العديد من الأغذية الصحية ذات الطعم اللذيذ مثل الفواكه بقائمتها الطويلة، يمكنك تحضير ما يشبه رقائق البطاطس في منزلك، وفي هذه الحالة تكون أنت المشرف على طريقة الطهي واختيار الزيت المناسب والصحي، كما بإمكانك إضافة بعض النكهات الطبيعية أيضا وتقطيع البطاطا إلى أشكال تجذب الأطفال. وإذا أردت تجنب القلي لأن الإكثار منه مضر للصحة، فتوجد طريقة أخرى تتمثل فيما يلي: بعد تقطيع رقائق البطاطا يتم وضعها في الماء المملح لمدة ربع ساعة، ثم تدهن بالنكهة المختارة مثل الجبن أو الثوم أو غير ذلك وتوضع في فرن ساخن على نار متوسطة وتراقب جيدا حتى لا تحترق.