الخطوات الأساسية في درس القواعد
أولا – التهيئة
يرى المربون أن المعلومات الجديدة يقبل عليها التلميذ ويهضمها إذا كانت مرتبطة بمعلومات قديمة لديه ، واستمدت منها ضوءا يزيد من نشاط التلميذ وشوقه وسروره ، فإن الجديد المحض يبدو غريبا ، ولا يؤلف بسهولة ، بينما ربط القديم بالجديد هو الذي يدفع التلميذ إلى التعلم ، وربط الحقائق المتماسكة . ولذلك ينصح المربون بأن يثير المعلم في أول الحصة ما عند التلاميذ من معلومات قديمة مما يدخل في إطار الخبرة الجديدة ، وتعد التهيئة في النحو فنا يبدع فيه المعلمون ، وهى في الغالب أسئلة يمهد بها المعلم للدرس ، وهذه الأسئلة متصلة بموضوع النص الكامل ، أو القطعة المساعدة ، أو الأمثلة المتعددة ، ومن الممكن أن تكون التهيئة بمناقشة التلاميذ في بعض القواعد السابقة التي تتصل بموضوع الدرس ، وذلك في حالة الإستغناء عن القصة .
ثانيا –القراءة الصامتة والجهرية ، ثم مناقشة المعنى العام :
من الحقائق المعروفة أن فروع اللغة متكاملة ، وأن مهارات النحو تحتاج إلى مهارات الفروع الأخرى وأن كل فرع لا يمكن أن ينعزل عن بقية فروع اللغة ، ولا يمكن أن تكون دراسة القواعد مجدية إذا عجز التلميذ عن قراءة النص ، أو درس قاعدة مستمدة من أمثلة لا يفهمها ، ولذلك يعنى المعلم بتدريب تلاميذه على قراءة النص ، ويساعدهم على فهمه ، ويذلل لهم بعض الصعوبات اللغوية أو التركيبية .
ثالثا – عرض الأمثلة على السبورة :
في هذه الخطوة يلجأ المعلم إلى طرح أسئلة على تلاميذه تساعدهم على إستخراج الأمثلة التي تتناول حقائق الدرس ، ثم يقوم المعلم بتسجيل هذه الأمثلة بالتدريج على الجانب الأيمن من السبورة في وضع رأسي منظم ، مع وضع خطوط بلون مخالف تحت الكلمات المطلوبة للمناقشة ومن الممكن أن يكتب المعلم الكلمات بلون خاص لتيسير الملاحظة على التلاميذ ، ومن المفيد أن يزاوج المعلم بين أمثلة مستمدة من القطعة ، وأمثلة أخرى من إنشاء التلاميذ ، وينبغي أن ننبه إلى أهمية تعدد الأمثلة ، إذ من الخطأ الشائع الإقتصار على عدد محدود من الأمثلة ، ومحاولة إستنباط القاعدة منها ، فمن شأن ذلك أن يقلل من قيمة القاعدة ، ويفقدها معناها ، أما تعدد الأمثلة فيقوى القاعدة ويرسخها في أذهان التلاميذ .
رابعا – البحث والإستكشاف :
وفي هذه الخطوة يوازن المعلم بين الجزئيات أو الأمثلة ليدرك التلاميذ ما بينها من أوجه التشابه والإختلاف ، ومعرفة الصفات المشتركة،والصفات الخاصة في بعضها دون بعض ، وعلى المعلم أن يستقصي الأمثلة ، وكلما كان المعلم متأنيا في موازنته وتتبعه وإستقصائه وصل إلى الهدف الذي يريده بسهولة ويسر ، ويتوقف نجاح الدرس على نجاح المعلم ومهارته في الموازنة بين الأمثلة ، وإدراك أوجه الربط بين المعلومات الجديدة وبين المعلومات القديمة التي مروا بها من قبل ، وفي كل ذلك ينبغي أن يكون دور المعلم قاصرا على التوجيه والإرشاد وتصحيح المسار ، أما إدراك أوجه التشابه والإختلاف والموازنة ، وإجراء عمليات الربط ، ومعرفة الصفات فذلك دور التلميذ في هذه الخطوة .
خامسا – إستنباط القاعدة
إذا نجح المعلم في تنفيذ الخطوات السابقة سهل على طلابه الوصول إلى القاعدة ، وعليهم أن يعبروا بأنفسهم عن النتيجة التي توصلوا إليها ، وإذا أعوزتهم مصطلحات النحاة قدمها لهم المعلم دون إسراف فيها ، ثم يقوم المعلم بتسجيل القاعدة على السبورة أمام الأمثلة ، وبإملاء التلاميذ ، وذلك بعد إشراك عدد منهم في تقديم القاعدة الموجزة ، ثم يكلف عدد منهم قراءتها .
سادسا – التطبيق
يعد التطبيق من أهم خطوات تدريس القواعد ، لأنه يؤدى إلى ترسيخ القاعدة المستنبطة في أذهان التلاميذ ، بالإضافة إلى أن التطبيق في حقيقته قياس يتعرف المعلم من خلاله على درجة إستفادة التلاميذ ، وعلى مدى إستيعابهم حقائق الدرس ، ثم يقوم بعد ذلك بعلاج نواحي الضعف عند التلاميذ الذين يحتاجون إلى مثل ذلك العلاج ، ولا شك أن دروس النحو في التطبيق اللغوي حافلة بالأسئلة التطبيقية التي ينبغي أن توظف بشكل ملائم .ولا يفوتنا أن نشير إلى أن التطبيق يجب أن يكون بنائيا مستمرا على كل جزئية من جزئيات القاعدة إضافة إلى التطبيق الختامي .