منظمة الصحة العالمية تقول إن مقاومة فيروس الإيدز للأدوية موجودة ولكن يمكن التحكم فيهاجنيف/ واشنطن العاصمة | 18 تموز/ يوليو 2012 - - وفقا لما جاء في تقرير جديد صدر عن منظمة الصحة العالمية (المنظمة) فإن الاستعمال المتزايد لأدوية علاج فيروس الإيدز المعروفة باسم الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل أدى إلى أن يبدي الفيروس بعض أشكال المقاومة للعلاج، ولكن ليس بالدرجة التي شهدتها البلدان المرتفعة الدخل عندما استُعمِلت فيها أدوية مكافحة فيروس الإيدز لأول مرة في تسعينات القرن الماضي.
وقد ارتفع الآن عدد الذين يأخذون الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل إلى نحو 8 ملايين شخص عمّا كان عليه في عام 2003 وهو 000 400 شخص. وبحلول عام 2010 بلغت نسبة مقاومة الفيروس للأدوية المضادة للفيروسات القهقرية فيما بين الأفراد الذين استهلوا العلاج في المناطق التي شملتها الدراسة الاستقصائية لأغراض إعداد التقرير 6,8٪. وأُفِيد على مدى فترة مماثلة من الزمن تلت استعمال الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية في البلدان المرتفعة الدخل بحدوث ارتفاع طفيف في معدلات مقاومة الفيروس للأدوية تراوح بين 8 و14٪ رهنا بالمنطقة التي استُعمِل فيها العلاج.
وقد ساعد عدد من العوامل على إبقاء مستويات مقاومة الفيروس للأدوية متدنية في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل، ومنها جودة إدارة البرامج واستعمال توليفات أدوية مضادة للفيروسات القهقرية أبسط وأنجع من تلك التي استُعمِلت أصلا بالبلدان المرتفعة الدخل في تسعينات القرن الماضي.
ويقول الدكتور غوتفريد هيرنشال، مدير إدارة مكافحة فيروس الإيدز في المنظمة، إن "استعمال نظم أبسط تقوم على إعطاء توليفات ثابتة من جرعات العلاج سهّل كثيرا على الأفراد التقيد بأخذ العلاج المضاد للفيروسات القهقرية وقيّد انتشار مقاومة الفيروس للأدوية في السنوات الأخيرة، وهو خبر جيد في مجال الصحة العمومية. لذا فإن مهمتنا الآن هي ضمان إبقاء مقاومة الفيروس للأدوية في مستويات محدودة ويمكن التحكم فيها."
ويُتوقَّع عموما من فيروس الإيدز أن يبدي درجة معينة من المقاومة للأدوية بسبب الطفرات الطبيعية التي تحدث فيه، على أن معظم حالات مقاومته للأدوية تُعزى إلى عوامل يمكن توقيها كانقطاع المريض عن أخذ العلاج أو تناوله للأدوية بشكل غير صحيح.
ويقول الدكتور جوزيف بيرريين من إدارة مكافحة فيروس الإيدز في المنظمة إنه "يلزمنا التأكد من حصول الناس على الأدوية المناسبة ومواظبتهم على تناولها، وهو أمر ينطوي على التأكد من سهولة تناول الأدوية وموثوقية مصدر الإمداد بها، ومن متابعة المرضى خطوة بخطوة لتحديد حالات فشل العلاج في مرحلة مبكرة".
وتبيّن دراسات استقصائية أُجريت في 12 بلدا من البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل أن العديد من المرافق الصحية يفقد حاليا اتصالاته بنسبة كبيرة (تصل إلى 38٪) من الأشخاص الذين يستهلون أخذ الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، وهو أمر يشكل تهديدا خطيرا لموضوع مكافحة مقاومة الفيروس للأدوية لأن معظم هؤلاء الأشخاص ينقطعون عن أخذ العلاج أو يتوقفون عن أخذه تماما. ولا يعني ذلك أنهم سيصبحون أنفسهم أكثر عرضة للسقوط في براثن المرض فحسب بل يزيد أيضا من احتمال ظهور مقاومة الفيروس للأدوية وإمكانية انتقال الفيروس المقاوم للأدوية إلى الآخرين.
كما تبرز الدراسات الاستقصائية الحاجة إلى تعزيز أنشطة التعقب والترصد الروتينية لمقاومة فيروس الإيدز للأدوية في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل لتنبيه مخططي البرامج إلى أنماط مقاومة الفيروس للأدوية.
وتوصي المنظمة كل عيادة توفر العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية بضرورة استخدام مجموعة من "مؤشرات الإنذار المبكر" لتحديد ومعالجة العوامل التي قد تتسبب في مقاومة الفيروس للأدوية، ومن هذه المؤشرات ما يلي:
الالتزام بأخذ العلاج
نوع الأدوية المستعملة
المواظبة على الإمداد بالأدوية
مدى استمرار المريض في الحصول على الخدمات.
أما في المواقع التي يتسنى فيها إجراء اختبارات روتينية لكمية الموجود من الفيروس في دم المريض، فإن المنظمة توصي أيضا برصد مدى جودة تمكن الدواء من كبح جماح فيروس الإيدز في دمه خلال 12 شهرا لتحديد حالات فشل العلاج في مرحلة مبكرة، إذ تدل أي زيادة في كمية الفيروس المحمول في دم المريض على أن العلاج الحالي باء بالفشل.
ودعما لهذه التوصيات أنشأت المنظمة شبكة عالمية من مختبرات الترصد والمؤسسات المتعاونة معها لأغراض رصد مقاومة فيروس الإيدز للأدوية وتبادل المعلومات مع برامج مكافحة الفيروس والشركاء التقنيين. وتعمل المنظمة أيضا على تحسين قدرات المختبرات في البلدان لتعزيز قدرتها على دراسة التركيبة الجينية للفيروسات وإمكانيات مقاومتها للأدوية، حيث يساعد فهم الأنماط الجينية لمقاومة الفيروسات للأدوية العاملين في مجال الرعاية الصحية على تزويد المرضى بخيارات علاج أكثر فعالية وأطول أمدا