خطة البحث :
المقدمة
I –مدخل عام للإدارة
I –1-نشأة و تطور الإدارة
I –2-تعريف الإدارة
I –3-الإدارة علم و فن
I –4-علاقة الإدارة بالعلوم الأخرى
II – مدارس الفكر الإداري
II -1-المدرسة الكلاسيكية
II -1-أ-نظرية الإدارة العلمية
II -1-ب-نظرية الإدارة
II -1-ج-النظرية البيروقراطية
II -2-المدرسة السلوكية (النيوكلاسيكية)
II -2-أ-نظرية العلاقات الإنسانية
II -2-ب-نظرية السلوكية أو الدافعية
II -3-مدرسة بحوث العمليات
II -3-أ-النظرية الكيفية
II -3-ب- النظرية الكمية
II -4-مدرسة النظم و الموقفية
II -4-أ-نظرية النظم
II -4-ب-مدرسة الإدارة الموقفية
III -الفكر الإداري الحديث
III -5-أ-إدارة التغيير
III -5-ب-إدارة الوقت
III -5-ج-مدرسة اتخاذ القرار
الخاتمة
المقدمة:
تعد الإدارة في الوقت الحاضر القاعدة التي يعتمد عليها نجاح أية منظمة سواء أكانت تعمل في مجال الصناعة أم في مجال الخدمات أم كانت منظمة خيرية أو تعليمية أو مستشفى ...الخ.
فالإدارة منتشرة في كل أنواع المنظمات و كلنا نعيش و نتحرك معتمدين عليها و هي المحرك الذي يجعل المنظمة تعمل بكفاءة نحو تحقيق الأهداف التي تصبو إليها .
و نود أن نؤكد انه مهما توفر للمنظمة من أموال و مقومات مادية أخرى كالآلات و المواد الخام و الفنيين لا يمكنها أن تحقق هدفها دون وجود الإدارة السليمة التي تخطط و تنظم و توجه و تراقب و تنسق الجهود فيها و كثيرا ما نجد منظمات قد توفر لها أنواع الدعم المادي كافة إلا أنها أخفقت في تحقيق هدفها نتيجة ضعف إدارتها و قصورها في حين هناك منظمات أخرى بقليل من الإمكانات مع وجود الإدارة الجيدة الواعية قد حققت نتائج أحسن من الأولى .
و مما تجدر الإشارة إليه أن معظم الدول في عالمنا ، قد أدركت ما للإدارة من أهمية كبيرة قي تطورها و ازدهارها ، في حين راحت تعطيها الأهمية التي تليق بها كعنصر أساسي و فعال لنجاح في منظماتها .
و من هنا يمكن طرح الإشكالية التالية : ما هي مراحل نطور الفكر الإداري .
إذن يمكننا أن نفترض أن الإدارة مرت بعدة مراحل بحيث كل مرحلة احتوت على أفكار معينة هذه الأفكار ظهرت على أنقاض أفكار سابقتها ؟ و لقد تم الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي لأنه الملائم لطبيعة الدراسة .
· مدخل عام للإدارة :
1. نشأة و تطور الإدارة :
لم تصل الإدارة إلى ما هي عليه الآن من أهمية كعلم قائم بحد ذاته ، له نظريات و مفاهيم و أسس و مبادئ ، إلا بعد بذل جهود فكرية لإرساء مبادئها على مدى مئات من السنين ، و سنسعى هنا إلى استعراض سريع لنشأة الإدارة و تطورها .
1/ الفكر الإداري في العصور القديمة :
إن وجود الإدارة كان منذ حوالي 6000 سنة مضت إذ كيف تسنى للحضارة المصرية و اليونانية أن تنمو و تزدهر آنذاك دون وجود فكر إداري متطور مارس أساليب و إجراءات عمل إدارية في القديم ، فإنه يمكن القول أن ممارسة الإدارة كانت قبل الحضارات و هي – الحضارة السومرية –البابليون – الفرعونيون – الرومانيون .
2/ الفكر الإداري في الإسلام :
إن من يقرأ القرآن الكريم و ما جاء فيه من آيات كريمة ، و من يطلع على الحديث النبوي الشريف الذي جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم و على سيرة الخلفاء الراشدين ، لا بد أن يستنبط العديد من الأفكار و المفاهيم الإدارية المطبقة في عصرنا هذا مثال : ففيما يتعلق بالتخطيط أكد الإسلام على التخطيط طويل الأجل ، فقد و عدنا الله سبحانه و تعالى بالجنة إذا علمنا صالحا في الدنيا " و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم و آخرين من دونهم لا تعلمونهم "
3/ الفكر الإداري في المرحلة الانتقالية :
هي الفترة الزمنية المحصورة بين 1750-1910 و هي عبارة عن عبارة عن مرحلة انتقال من التخلف إلى التطور الإداري ، حيث تزامنت مع ظهور الآلة و شهدت ولادة أفكار جديدة و متطورة في مجال الإدارة ، لقد أدى ظهور الثورة الصناعية و نموها و استخدامها لآلات نصف الآلية إلى استخدام الإنتاج الكبير الذي أوجد معه المنشأة الصناعية الحديثة الكبيرة ، و بالتالي الحاجة السريعة و الماسة لمفاهيم الإدارة . 1-
2* تعريف الإدارة :
تعددت تعاريف الإدارة من قبل المفكرين و الباحثين في مجالها ، وذلك على مدى قرن نصف من الزمن إذا كان منهم يحاول أن يضع تعريفا يوضح مضمونها و يعطي تصورا عاما عنها ، و من يقرأ هذه التعاريف يلاحظ أنها لم تكن متفقة تماما في البداية حول مضمون واحد لها . و قد استمر عدم الاتفاق التام لفترة طويلة من الزمن لكن حدته كانت تخف مع مرور الزمن والتطور و البحث العلمي في هذا المجال إلى أن أصبح هناك اتفاق بين المفكرين على الكثير من المفاهيم و المبادئ و الأسس الإدارية بعد أن أثبت صحتها من خلال التجربة و الممارسة و يمكن ترخيص الأسباب التي أدت إلى عدم الاتفاق هذا في ثلاثة أسباب رئيسية هي :
1-الإدارة علم حديث نسبيا
2-الإدارة تشمل كافة مجالات الحياة
3-الإدارة تصنف ضمن العلوم الإنسانية و ليست الطبيعة .
بعد هذا التقسيم ،سنسعى إلى استعراض عدد من تعاريف الإدارة لمجموعة من رواد الفكر الإداري .
فقد عرف رائد الإدارة العلمية "فريديريك تايلور" الإدارة بأنها:المعرفة الدقيقة لمل تريد من الرجال أن يعلموه ثم التأكد من أنهم يقومون بعمله بأحسن طريقة و أرخصها .
و قد عرفها "هنري فايول" بأنها عمل يتضمن التنبؤ ،التخطيط،و التنظيم ،و إصدار الأوامر و التنسيق و الرقابة .
أما ""شستر بارنارد" فقد عرفها بأنها ما يقوم به المدير من أعمال أثناء تأديته لوظيفته .
"جيمس مونى والان رايلي" عرفاها على أنها الشرارة التي تنشط و توجه وتراقب خطة و إجراءات المنظمة .
أما "شيلدون "فقد تناولها على أنها وظيفة ينتم بموجبها رسم السياسات و التنسيق بين أنشطة المنظمة الرئيسية:الإنتاج و التوزيع و المالية و تصميم الهيكل التنظيمي لها و القيام بأعمال الرقابة على كافة أعمال التنفيذ .
آخر هذه التعاريف التي نعرضها هو تعريف "وليم هوايت"الذي قال عنها :بأنها فن ينحصر في توجيه وتنسيق و رقابة عدد من الأفراد لإنجاز عملية محددة أو تحقيق هدف محدد.
و بشكل مختصر يمكننا القول أن الإدارة:تنفيذ الأشياء عن طريق الأشياء 1 .
3 /الإدارة علم أم فن :لابد لنا في البداية و قبل أن نتناول موضوع الإدارة علم أم فن من أن نذكر أن الإدارة من العلوم الاجتماعية التي لم تبلغ (و من الصعوبة أن تبلغ) من الدقة و القدرة التامة على التنبؤ بالنتائج كما هو الحال في العلوم الطبيعية و يعود السبب في ذلك إلى أن الإدارة تتعامل مع العنصر البشري و البيئة و كلاهما يتصفان بصفة واحدة و هي الحركية و التغير المستمر مما يصعب معه وضع قوانين و قواعد ثابتة لها كالفيزياء أو الرياضيات فموضوع الثبات في الإجارة موضوع نسبي و ليس بالمطلق .
1-الإدارة علم:
يتصف العلم بوجه عام بمواصفات متعددة يمكن تلخيصها فيما يلي :
العلم يجب أن يكون له نظريات تتضمن مجموعة من المفاهيم و المبادئ و الأسس العلمية التي تحكم و تفسر سلوك الظواهر التي تتعامل معها النظريات التي يشتمل عليها العلم كما يتصف العلم بأن تطبيق نظرياته و ما تحويه من مفاهيم و مبادئ و أسس يؤدي إلى نتائج محددة يمكن التنبؤ بها و النظريات يمكن تعلمها و دراستها في الجامعة و من ثم يمكن تطبيقها في البيئة .و لا بد من الإشارة أخيرا إلى مضمون النظريات يتم التوصل إليه عن طريق التجربة و ملاحظة الظواهر و استخلاص النتائج إذ أردنا تطبيق المواصفات الواردة أعلاه على الإدارة نجد أنها تنطبق .فللإدارة نظريات و مدارس إدارية فيها اتجاهات فكرية متنوعة سنأتي على شرحها لاحقا و هي تتضمن من المفاهيم و المبادئ و الأسس ذات طابع عمومي و شمولي و قد تم التوصل إليها عن طريق التجربة و ملاحظة الظواهر الإدارية و استخلاص النتائج و تعميمها و هي تحكم عمل الإداري و تساعده في تسيير مرؤوسيه و توجيههم نحو تحقيق الأهداف بكفاءة و أن تطبيق هذه المبادئ و المفاهيم و الأسس يؤدي إلى نتائج محددة يمكن التنبؤ بها مسبقا و بشكل دقيق نسبيا و ليس بشكل تام كما هو الحال في العلوم الطبيعية و نظريات الإدارة تدرس في كليات جامعية متخصصة و الطلاب يمكنهم الاستفادة منها و تطبيقها في حياتهم العملية بشكل يتحقق مع التطبيق تحقيق أهداف المنظمة التي يعملون فيها.
بناءا على ما تقدم يمكن القول أن الإدارة علم كسائر العلوم الأخرى و لكنها من العلوم الإنسانية .
2-الإدارة فن :
يعرف الفن عموما في مجال العلوم و بأنه المهارة في تطبيق مضمون العلم بحيث يؤدي هذا الفن أو المهارة إلى تحقيق أفضل النتائج من هذه الناحية يمكن القول أن الإدارة فن بكل معنى الكلمة فالمدير الذي يملك المعرفة الإدارية كعلم و لا يعرف كيف و متى و أين يطبق هذه المعرفة لن يتمكن من تحقيق نتائج طيبة و لن يكون مديرا فعالا .
فعمل المدير ينحصر بشكل أساسي في التعامل مع عنصر بشري و بيئة سمتها الأساسية التغيير المستمر ،فعليه بالتالي أن يعرف كيف يتعامل مع الإنسان و البيئة بأن واحد فسلوك البشر مثلا تحكمه عوامل متعددة كالدوافع و العادات و القيم من الصعب أن يطبق المدير المعرفة الإدارية بحذافيرها كما أن مواقف البيئة متباينة في معطياتها و يحكمها عوامل متنوعة من الصعب على المدير أن يتعامل معها جميعها بنفس الأسلوب لذلك يجب أن يكون مرنا يعرف كيف يطبق هذه المعرفة و متى يطبقها و أين و ذلك حسب الموقف البيئي الذي يواجهه 1 .
الإدارة علم و فن بآن واحد : في ضوء ما تقدم يمكن القول أن الإدارة علم و فن بآن واحد و الإدارة كفن تكمل الإدارة كعلم ،و الفن لوحده لا يكفي ليكون لدينا مدير فعال كذلك الإدارة كعلم لا تكفي لوحدها فالشقان يكملان بعضهما البعض و هما معا يوجدان المدير الفعال القادر على إدارة و توجيه العمل نحو الطريق الصحيح و المطلوب لتحقيق الأهداف و النتيجة هي :إن الإدارة تقوم على فن استخدام العلم الإداري بحيث يؤتى أفضل النتائج فعلم الإدارة ينير للمدير ما ينبغي القيام به ،و فن يتيح له تطبيق ما تعلمه في هذا العلم بشكل مرن و بأكبر قدر من الفاعلية ،فالعلم وحده لا يوجد المدير الناجح ،و كذلك الفن لا وحده. 1
علاقة الإدارة بالعلوم الأخرى :
علم الإدارة : وثيق الصلة بالعلوم الأخرى حيث أن كل علم أو معرفة تساهم في تكوين شخصية المدير و في نجاحه في ممارسته لعملية الإدارة ،و ن الصعب حصر جميع العلوم ذات الصلة بالإدارة و لكن يمكن الإشارة إلى أهم العلوم التي لها صلة قوية بها و ذلك فيمايلي :
علم الاقتصاد :يساهم علم الاقتصاد في زيادة إحساس المدير بأهمية العائد و التكلفة سواء على المستوى القومي أو على مستوى المنظمة و أهمية ذلك في في اتخاذ القرارات الإدارية .
علم النفس : يساعد المدير في فهم الإنسانية و انجح السبل في التعامل مع العنصر البشري باعتباره أهم عناصر العملية الإنتاجية .
علم الاجتماع :يساعد المدير على فهم سلوك الجماعات الإنسانية و كيفية إدارتها بنجاح على اعتبار المنظمة مجموعة من الجماعات المشتركة في تحقيق هدف مشترك .
علوم الرياضيات :تساعد المدير في الاستفادة من تطبيقات المدخل الكمي في الادارة بنجاح و مدى الاستفادة من ذلك في عملية اتخاذ القرارات .
و هكذا يمكن أن نتكلم عن علم القانون و التاريخ و السياسة و الجغرافيا و الحاسب الآلي و غير ها . 2
المدرسة الكلاسيكية :
أ- مدرسة الإدارة العلمية .
لقد ركزت الإدارة العلمية في تحليلها من خلال النظريات التي جاء بها روادها كما هو واضح فيها على إيجاد العلاقة بين العامل والآلة التي يعمل عليها حيث نقوم على أساس استخدام الأسلوب العلمي في حل المشاكل واتخاذ القرارات ( مثلا : حالة وجود مشكلة في العمل ) فهي ترى أنه لابد من التعرف على المشكلة وسببها لتضع الحلول المناسبة مع تطبيقها
2- أسسها : قامت على الركائز التالية :
أ- تحقيق الكفاية الإنتاجية : ويقصد بها الحصول على أفضل النتائج من عناصر الإنتاج وأيضا الحصول على أفضل الإيرادات المالية لتغطية النفقات و التكاليف بغرض الحصول على أفضل الأرباح المنتج .
ومن ناحية أخرى تعني سلعة أو خدمة تتميز بأحسن المواصفات كالجودة ،قلة التكليف ، الجهد والوقت
ب- البحث العلمي : أي تطبيق أسلوب علمي في تصميم العمل وتحديد أبعاده ومتطلباته والابتعاد عن التخمين والتقديرات الشخصية .
ج- تقسيم العمل : الهدف منه تحديد أدق أبعاد النشاط الذي يقوم به العامل ويمكنه التخصص فيه وهذا يؤدي إلى ارتفاع كفاءته الإنتاجية وانخفاض التكلفة فتقسيم العمل أدى الى تشجيع التخصص في الأعمال ليس فقط بالنسبة للعمال بل أيضا المدراء وفق طبيعة النشاط الذي يتولون إدارته .
د- وضع قواعد علمية للقيام بإدارة المنظمة والعناية بإنتاجها :
أي عملية المتابعة والمراقبة وتقديم حوافز مادية مع وضع اللوائح الخاصة للالتزام بها 1- .
ه- تطبيق الأسلوب العلمي في عملية اختيار المدراء والموظفين والعاملين :
وهذا يكون ضمن مبدأ تقسيم العمل والتخصص واعتماد التدريب لزيادة كفاءتهم وقدراتهم العملية .
و- التركيز على أهمية التوجيه والتقيد به والاعتماد الكلي على العلاقات الرسمية في المنظمة ومحاربة العلاقات خارج هذا الإطار لأنها ليست ضمن لوائح العمل والسلوك الرسمي المعتمد .
ي – التركيز على أهمية التعاون بين الإدارة والعمال وجود مسؤولية مشتركة
* تقع مسؤولية العمل مشتركة على عاتق العمال والإدارة معا .
رواد المدرسة :
1- فريدريك تايلور ( 1856 – 1915 )
يرى تايلور أن الإدارة العلمية في فكرها جانبا :
الجانب العمالي : يتعلق بالعمال وعلاقاتهم بزملائهم وبالإدارة .
الجانب الإداري : يتعلق بمن يعملون في مجال الإدارة وواجباتهم وعلاقاتهم بزملائهم الإداريين والموظفين والعمال .
وقد طبق تايلور الأسلوب العلمي في الإدارة لحل مشكلتين :
1- مشكلة زيادة الإنتاجية .
2- تنظيم كفاءة الإدارة .
معتبرا أنها بسبب النجاح أو الفشل وأن حل الثانية طريق لحل الأولى .
ومنه :
* حلول مشكلة تنظيم كفاءة الإدارة : وهذا من خلال المبادئ الأربعة
1- تنمية علم حقيقي للإدارة : وهذا من خلال تجميع وتحليل وتصنيف المعلومات في مجال الإدارة لتكون مرجعا يؤخذ به عند الحاجة .
2- الاختيار العلمي للأفراد : أي الاعتماد على الكفاءة والتخصص
3- تنمية وتدريب الأفراد على أساس علمية الوصول إلى أعلى مستوى في الأداء
4- تنظيم الإدارة وتقسيم العمل للقيام بالواجبات بأكثر فعالية ضمن مبدأ التخصص
لقد أصدر تايلور كتاب مبادئ الإدارة العلمية : سنة 1911 وضع فيه واجبات المدراء وهي كالتالي :
* إحلال الطرق العلمية القائمة على التجارب بدلا من الطرق القديمة .
* الفصل بين التخطيط وبين التنفيذ ف الأول مسؤولية المدراء بينما الثاني مسؤولية مشتركة ،أما الإدارة فمسؤوليتها تنظيم العمل وحل المشاكل التي تواجهها .
* اعتماد الأساليب العلمية في اختيار العمال وفي تدريبهم .
* تعاون الإدارة مع العمال من خلال المتابعة والرقابة في إنجاز الأعمال وفق الخطة والتنظيم .
* العدالة في تقسيم المسؤوليات ووضع نظام للحوافز ركز فيه على الناحية المادية.
المدرسة الوظيفية 1
2- هنري فيول ( 1841-1925 )
وضع أفكاره في كتب من بينه كتاب الإدارة العامة والصناعة أصدر 1916 ويعتبر أيضا من رواد المدرسة الإدارية العلمية ، حيث ركزت هذه المدرسة على ما يقوم به المدير من وظائف لتحقيق أهداف المنظمة وهو الذي وضع 14 مبدأ التي تعتبر مبادئ المدرسة الوظيفية بالإضافة أيضا قسم قبول أنشطة المنظمة إلى مجموعات وهي :
الأنشطة : الفنية، التجارية ، مالية ، الضمان والوقاية ، المحاسبة، الإدارة
كما أنه حدد الصفات الواجب توفرها في المدير وهي :
أ – صفات جسمانية : كالصحة ، القوة ، الحيوية .
ب- صفات عقلية : القدرة على الفهم والتقدير والتعبير وإدراك الأمور بشكل سليم .
ج- صفات فنية : المؤهلات ، الأعداد العلمي والمعرفي .
د- صفات ثقافية : تتعلق بمعرفة وثقافة عامة تختص بنشاط المنظمة
ه – تتعلق بالخبرة والتجربة .
وقد وضع قبول أسس سماها " حكومة المنظمة " وهي :
1- تقسيم العمل : وهذا يتضمن التخصص الذي يرى الاقتصاديون أنه مهم في تحقيق الكفاية ولقد طبق هذا الكلام على كل أنواع العمل سواء الاداري أو الفني
2- السلطة والمسؤولية : يرى ارتباط السلطة مع المسؤولية وأعتبر المسؤولية نتيجة لتولي السلطة . ويرى أن السلطة عبارة عن مزيج من السلطة الرسمية والتي ترتبط بالعمل أو الوظيفية التي يتولاها الأفراد ،وسلطة شخصية ترتبط بالشركاء والاستعداد والخبرة .
3- النظام : ويهتم فايلول بالنظام على أساس أنه الموافقة على أو قبول أنظمة معينة ويشترط فايلول وجود المشرفين في جميع المستويات الاستتاب النظام .
4- وحدة الرئاسة : وهذا يعني أن العاملين يتلقون الأوامر والتعليمات من رئيس واحد .
5- وحدة التوجيه : وهذا يعني ان كل مجموعات من الأنشطة التي يكون لها نفس
الأهداف يكون على رأسها رئيس واحد وخطة واحدة ، ولكي نفرق بين هذا المبدأ السابق تفسير إلى التنظيم والمبدأ السابق يرتبط بعلاقة الأفراد .
6- إخضاع المصلحة الشخصية المصلحة العامة : وهذا يعني أنه إذا تعارضت المصلحة الشخصية مع المصلحة العامة يجب على الإدارة العامة أن تعمل لتوقيف بينها.
7- التعويض وطرق الدفع : يجب أن تكون عادلة وتحقق أقصى إشباع وارتياح ممكن وبالنسبة للعاملين وكذلك أصحاب العمل .
8- المركزية : ويرمز فايول بالمركزية المدى الذي تكون فيه السلطة مركزة أو موزعة
والموقف القائم الذي يحدد الدرجة المناسبة من المركزية واللامركزية .
9- تدرج السلطة : وهذا يعني وجود جماعات كثيرة ومتدرجة من الأفراد من قمة التنظيم الى القاعدة وهذا يعني تدرج السلطة من الأعلى إلى الأسفل
10- الترتيب والتنظيم : وهذا يعني وضع كل شيىء في المكان الصحيح وعلى وجه التحديد الاهتمام بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب .
11- العدالة والمساواة في معاملة المرؤوسين .
12- الاستقرار في المعاملة : ويقول فايول إن ارتفاع معدل دوران العمل هو سبب وكنتيجة للإدارة السيئة ويشير إلى خطورتها ونفقاتها .
13- المبادرة : وتظهر أهمية المبادرة في الاشتراك وضع الخطة وفي تنفيذ الخطة .وينظر فايول إلى أهمية هذا المبدأ لدرجة لدرجة أن ينصح المديرين بإفساح المجال للمرؤوسين لكي يشتركوا في التخطيط .
14- التعاون : ويهتم فايول بمبدأ التعاون على أساس الاتحاد فيه القوة ويناشد العمل الجماعي وتدعيم الاتصال .
* عيوب الإدارة العلمية :
- إغفالها النواحي الإنسانية .
- نفرض أن الأفراد يتصرفون بعقلانية ورشد طول الوقت .
- التأكد الزائد على الإنتاجية لتحقيق الربح أدى إلى استغلال المديرين لعمالهم .
ويمكن القول في الأخير بالرغم من محاسن الإدارة العلمية إلا أن عيوبها دفعت لظهور حركة فكرية إدارية جديدة وهذا ما يستوضح في المدارس بروادها فيما بعد حيث قامت هذه المدارس نتيجة للعيوب ، محاولين بذلك إيجاد حلول وأفكار جديدة في هذا الشأن 1 .
البيروقراطية : bureaucracy : تتكون كلمة البيروقراطية من مقطعين هما bureau وتعني مكتب والأعمال والأنشطة التي يتضمنها المكتب cracy وتعني السلطة أو حكم . وبتالي يصبح معنى البيروقراطية سلطة المكتب أو حكم المكتب أو نفوذ أو أسلوب العمل المكتبي .ويعود إنشاء هذه المدرسة في الإدارة إلى جهود العالم الألماني ماكس فيبر وهو عالم الاجتماع واقتصاد عايش الجدل القائم بين أنصار المدرسة العلمية في الإدارة والمدرسة العلاقات الإنسانية وكعالم الاجتماع كان على دارية واسعة بدور بين الفرد في المجتمع بتأثير على المجتمع وتأثير المجموعة عليه وتأثير المجموعة عليه وأثره في المجموعة كما كان كعالم اقتصادية هما بالإنتاجية وضرورة تحفيز العالمين إلى زيادتها وتقيد بمواصفات الإنتاج لدا فقد وضع أساسا علمية في الإدارة تأخذ بعين الاعتبار مصلحة كافة الأطراف ذات العلاقة بالمنضمة سواء كانت داخلية أو خارجية لتحقيق الحد الأعلى من الكفاءة الإدارية والإنتاجية ولذلك سميت بالبيروقراطية .
* خصائص البيروقراطية المثالية التي دعا إليه ماكس فيبر :
أ - التحديد الدقيق للأهداف ولسياسات وإجراءات العمل عبر لقوانين وأنظمة وتعليمات تصدر في لوائح ليتقيد ويلتزم بها من يقوم بأداء العمل : فالتركيز يكون على العمل لأعلى من يقوم بالعمل إذ تم اختياره وفق ضرورات ومواصفات العمل كما يجري إلزامه بالتقيد بدقة مما يفرضه العمل دون استثناء.
ب- الخدمة العامة : ولا تحيز فيها لمن تنطبق عليه الشروط الاستفادة منها وعلى الموظف أو العامل التفريق بين دوره الرسمي في العمل وبين علاقته ومصالحه الشخصية وعدم إفساح المجال لها بان تؤثر في دوره الرسمي الذي تحدده القوانين والأنظمة والتعليمات الرسمية .
ج- تطبيق مبدأ تقسيم الأعمال لتشجيع التخصص
د- تدرج الوظائف في مستويات السلطة
ه- تسخير المؤهلات والخيرات للوظيفة وتقديمها عبر اختيار العامل أو الموظف والابتعاد عن أية مؤثرات شخصية أو نفعية في هذا المجال
و- وضع نظام للعاملين في المنظمة : يبين كافة الأموال المتعلقة بهم منذ لحظة اختيارهم للعمل إلى حين تركهم له نهائيا مع بيان الحقوق والواجبات الخاصة بهم بحيث ينير لهم الطريق أثناء مسيرتهم العلمية فيلتزم به عن علم ومعرفة ودراية وقناعة .
ح- الالتزام بالقوانين والأنظمة والتعليمات:
* عيوب البيروقراطية :
1- الالتزام الشديد بالقواعد والإجراءات الصارمة
2- بطيء اتخاذ القرارات
3- عدم التكييف مع تغير التكنولوجي
4- من صعوبة التمسك بالمثالية والرشد بكافة الأوقات
ميزة البيروقراطية :
ميزة هذا النظام هو تحقيق الكفاءة والإتقان في العمل طالما بقين متمسكين به وبأركانه فهو نظام ممتاز إذ ما طبق شكل سليم وفي الختام يمكن القول على أن المدرسة الكلاسيكية نظرت إلى الإنسان كحالة يمكن برمجتها مسبقا والتحكم في سلوكها وأداتها من خلال حوافز مادية ولوائح عمل محددة كما نظرت إلى المنظمة كنظام مغلق يمكن توجيهه والسيطرة عليه دون اعتبار للبيئة الخارجية فلجاة إلى المثالية في كل ما وضعتهن مبادئ وأهداف للمنظمة وركزت السلطة في يد الإدارة العليا فجاءت بتالي إلى خدمة وتقرير مكانة ومصلحة الأرباب العمل وإدارته العليا 1 .
ثانيا الفكر: الإداري السلوكي 1
تمهيد :
لاشك أن المدير الناجح هو الذي يستطيع أن يجعل سلوك العاملين مع معه يتطابق مع السلوك الذي يريد سواء أكان في مجال العمل أوفي مجال التعامل الآخرين .ودلك للوصول إلى دلك لابد له من دراسة ومعرفة سلوك العاملين معه حتى يتمكن من التعامل بنجاح معهم إليه وهدا ما دعت إليه مدارس الفكر السلوكي التي سنعرض أهمها فيما يلي :
مدرسة العلاقات الإنسانية: في حين منظري الفكر الكلاسيكي انصب على هيكل والية عمل المنظمات . انصب فكر مدرسة العلاقات الإنسانية على العنصر البشري في المنظمة .وعلى خلاف منظري الفكر الكلاسيكي الدين كانوا مدراء ممارسين واعتمدوا على خبرتهم وتجاربهم الشخصية في وضع نظرياتهم فإن منظري العلاقات الإنسانية كانوا من مدراء ممارسين واعتمدوا على خبراتهم الشخصية في وضع نظرياتهم فإن منظري العلاقات الإنسانية كانوا من الاكادميين وعلماء الاجتماع والنفس والسلوك حيث ركزوا اهتماماتهم على تحفيز الفرد ودراسة سلوك المجموعة ومفهوم القيادة ورائد هذه المدرسة هو البروفسور جورج ألتن مايو وزميله
1- جورج ألتن مايو :إن جورج مايو استرالي المولد أمريكي الجنسية . ولقد قام مايو بتجربة أجراها في مصنع هوثون لشركة وسترن الكتريك في شيكاغو حيث اختار في البداية مجموعتين احداهما تجربة وأخرى فريق مراقبة وعمل زملائه على إدخال تحسينات في الإضاءة بالنسبة لمجموعة التجربة وحدها غيرانهم لاحظوا أن معدل الإنتاج قد ارتفع في المجموعتين فاستنتجوا أن هناك عاملا أخر غير الإضاءة أدى إلى زيادة الإنتاج خفض الإضاءة قليلا فلم تتأثر إنتاجية أو المعنويات لدى المجموعتين وبعد تكرار مثل هذه التجارب خاص مايوا إلى مايلي:
أ- إن تحفيز العامل لا يقتصر على النواحي المادية فقط بل يتعداها إلى النواحي المعنوية التي تعزز فيها الشعوب بالاهتمام والاحترام من قبل الإدارة والعاملين معه.
ب- أن التحفيز الفردي لا يكفي ولا يجزي إلا إذا كان من خلال مجموعة العمل التي يشعر العامل من خلالها بالطمأنينة والانتماء والالتزام .
ج- إشعار العامل والمجموعة التي ينتمي إليها بدورهم الايجابي ودلك لرفع الروح المعنوية للعاملين التي تؤثر إيجابا في زيادة الإنتاجية .
د- أن ردود فعل العاملين على الإدارة العليا وما يصادفهم من صعوبات ومشاكل في العمل لاتاتي بشكل فردي بل من خلال المجموعات التي ينتمون إليها ومن هنا برزت أهمية العلاقات الإنسانية داخل المنظمة في سلوك العاملين ودور القيادة في التحكم في دلل السلوك حيث اعتبر رواد هذه المدرسة أن الجو الاجتماعي في العمل هو الأساس في التأثير على إنتاجية العاملين وتفاعلهم مع الإدارة العليا.
روبرت اوين (1771-1808) : كان روبرت اوين مديرا ناجحا في عدة مصانع للنسيج باسكتلندا في أوائل القرن التاسع عشر وفي ذلك الوقت كانت ظروف العمل والمعيشة للعاملين سيئة للغاية وساعات العمل في حدود ثرثرة عشر ساعة يوميا مع استخدام الصبية دون العاشرة للعمل داخل المصنع .
وكان اوين يرى أن وضيفة المدير هي إعادة تشكيل هذه الظروف حيث بدا في تحسين ظروف العمل والبناء مساكن أفضل للعاملين ومتجر للبيع السلع بأثمان رخيصة كما خفض ساعات العمل من 10.5 يوميا مع الرفض تشغيل الصبية دون العاشرة ، ومن ذلك يتضح أن روبرت اوين كان يهتم بالجانب الإنساني للإفراد العاملين ، بينما زملائه المديرين كانوا يستثمرون أموالهم من إجراء التحسينات التكنولوجية ، وقد ركز اوين على أن الأفضل استثمار للمدير هو في العاملين أنفسهم وما أطلق عليه " الآلات الحية ّ" على أساس أن وتفسر ظروف المناسبة للأفراد والاهتمام بهم سوف يؤدي بالضرورة إلى زيادة الإنتاج والأرباح .
وقد حاول اوين توضيح فكرته من خلال مقارنة الآلات بالأفراد حيث ذكرت أن المحافظة على الآلات وصيانتها يؤدي إلى زيادة انتاجتها والاحتفاظ بها في حالة العمل لمدة أطول فإذا كان هذا القول صحيحا بالنسبة للآلات الصماء فانه يكون أمرا طبيعيا بالنسبة للآلات الحية والآلات الآدمية وقد طبق اوين هذه الأفكار داخل مصانعه وكان نتيجة هذا التحقيق أكثر من 50 عائد على الأموال التي كان ينفذها ..
وبالرغم من أن العديد من المنضرين يعتبرون اوين كتاب السابقين على ظهور الإدارة العلمية إلا أن إسهاماته كنت بمثابة الإنذار المكبر بنتائج تجارب المورثون التي سيتم الإشارة إليها لاحقا والى جانب اهتمامه بالأفراد داخل التنظيم فقد قدم مجموعة من إجراءات العمل التي تؤدي إلى زيادة الإنتاجية ، فعلى سبيل المثال فقد تم ترتيب عمل الفرد حسب انجازه على أساس يومي وبصورة معروفة لكل الأفراد حيث اعتقد وين أن هذه الإجراءات لا يساعد المدير فقط على التعرف على المواطن الضعف بل يؤدي إلى نوع من المنافسة بين العاملين ومن ثم يزيد من رغبة الأفراد على أداء المتميز .
ويطبق هذا الإجراء في تنظيمها المعاصرة حيث أن الإعلان عن أرقام المبيعات والإنتاج في الملصقات داخل الشركة يتبع نفس المبادئ السيكولوجية التي يعتمد عليها هذا الإجراء 1 .
ب- المدرسة الدافعية :
2- دوجلاس ماكجر يجوز:ونظرية X ونظرية Y :إذ تقوم هاتين النظريتين على مجموعة من الفرضيات حول نظرة المدراء لسلوك العاملين معهم .
حيث تركز نظرية X على أن العاملين هم الكسالى ولا يجوز العمل ولكنهم مرغمون عليه لأنهم بحاجة إلى تامين معيشتهم ولا تدفعهم إليه إلا الحاجة الاقتصادية
لذا يتوجب ممارسة الرقابة والإكراه عليهم اذ أنهم يحاولون أن يتهربوا من المسؤولية ويبحثون فقط على الاستقرار.
أما النظرية Y فإنها تنظر إلى الإنسان نظرة ايجابية يجب العمل ولذلك لا داعي لرقابته أو إجباره على العمل وهو يتقبل في الظروف العادية المسؤولية ويبذل قصارى جهده في الانجاز ويمكن الاعتماد عليه وإشراكه في صنع واتخاذ القرارات التي تخص عمله
*مارى باركرفوليت :تنتمي مارى باركر إلى فترة الإدارة العلمية كما عاصرت مدرسة العلاقات الإنسانية تتلخص فلسفتها في أننا نجد الإنسان الحقيقي من خلال المجموعة التي ينتمي إليها ،أي أن الإنسان يجذ طبيعة الحقيقة وحر يته من خلال نشاط المجموعة التي وعضو فيها فقط فهي تعتقد أن الفرد ل ايجد نفسه ألا من خلال المجموعة ورأت
أن في التكامل بين الأفراد حلا لكافة المشكلات ولتحقيق ذلك يجب على الإدارة العليا في المنظمة أن تعيد النظر في مفهوم السلطة والقوة بأن تجعلها السلطة أوالقوة مع العاملين وليس عليهم وتركزت فلسفتها على مايلى:
1. مبدأ معالجة الصراعات من خلال إيجاد مصالح متكاملة للأطراف المتصارعة والتركيز عليها بواسطة الحوار والمشاركة في إيجاد الحلول.
2. إطاعة القوانين والأنظمة والتعليمات التي يفرضها الموقف وليس الشخص المديد.
3. بناء العمليات النفسية الضرورية لتحقيق الأهداف من خلال جهود التنسيق 1 والإيصال وتبقى نظرة شمولية للمنظمة لتشجيع العمل الجماعي لمواجهة كافة المشكلات التي تعترض المنظمة.
4. القيادة حسب مارى باركر ليست مبنية على القوة ولكن على التأثير المتبادل بين
القائد ومن يتبعه في ضوء الموقف ولذلك لابد من تكامل الأهداف بين العاملين والإدارة العليا.
وقد ركزت مع Chester Barnardu على ضرورة العمل لتحديد أبعاد القيادة المهنية والخلقية في الإدارة لكي تزيد فعالية عمل المنظمات ورفاه من يعمل فيها.
المدخل الموقفي :
تعتمد هذه الظاهرة على أن التعقد في مكونات المنظمات و التعقد في العملية الإدارية و التغيير المستمر في البيئة و الظروف و الموارد أمور تجعل من الصعب الاعتماد على قواعد محددة و إجراءات موضوعة بصورة مسبقة في كل الحالات و الظروف و بالتالي فان هذه النظرية تقول أن المدير يقول يجب أن يتصرف بناء على الموقف و الظروف المحيطة . وعليه يمكن القول بان هذه النظرية تقول بان المدير يتصرف على المنطوق التالي : لو أن الظروف هي كذا وكذا فان التصرف السليم هو كذا وكذا .
ويرى البعض أن الأصول هذه النظرية تعتمد على أن النتائج البحث العلمية لم تثبت عمومية مبادئ الإدارة لم يتم إثبات صحتها في كل الظروف و المواقف . ومن هنا يصح القول بان لكل الظروف أو موقف المبادئ التي تناسبه . أو أننا يمكن القول بان المبادئ الإدارة التي تم الاستقرار عليها مثل هيراركية التنظيم و تعادل السلطة و المسؤولية و غيرها هي مبادئ مستقرة و مقبولة إلى حد كبير و لكن أسلوب تطبيقها قد يحتاج إلى بعض التعديل و التحوير حتى يتناسب مع الظروف المحيطة أو الموقف .فعلى سبيل المثال يمكن القول بان من المبادئ 1
مدرسة بحوث العمليات 1 :
المدرسة الكمية في الإدارة:من المتعارف عليه علميا أن هناك مدخلين في الإدارة لحل المشاكل و تجاوز العقبات التي تعترض نشاط المنظمة و قد تقف في وجه تحقيق أهدافها ، فهناك المدخل الكيفي حيث استخدم المدير إلمامه و رأيه الشخصي في مواجهة المشاكل و العقبات و يعتمد على خبرته في اتخاذ القرارات لحل أو لمواجهة ما يعترض سبيله ، ويتم اللجوء إلى مثل هذه الأسلوب الكيفي في اتخاذ
القرارات في الحالات التالية:
1-عندما تكون الأمور أو المواضيع المراد اتخاذ القرارات بشأنها بسيطة وغير معقدة.
2- عندما تكون الأمور أو المواضيع المراد اتخاذ القرارات بشأنها مألوفة ومتعارف عليها.
3- عندما تكون تكاليف حل المشاكل أو اتخاذ القرارات التي تتخذ لحلها قليلة التكاليف نسبيا.
4- عندما يتطلب الموقف اتخاذ قرار سريع لحل أو تجاوز المشاكل و العقبات وليس لدى المدير وقت كاف للتفكير بهدوء وجمع المعلومات الضرورية لصنع واتخاذ القرار.
وهناك المدخل الكمي: الذي ينظر إلى نشاطات المنظمة بأنها عمليات منطقية يمكن ترجمتها بصورة كمية على شكل نماذج ومعدلات ورموز رياضية وبظهور الكومبيوتر أصبح من الممكن استخدام هذا المدخل على نطاق واسع في معالجة كافة عمليات المنظمة.
لقد ولد المدخل الكمي في الإدارة خلال الحرب العالمية عندما حاولت الإدارة العسكرية البريطانيا جمع مجموعة من العلماء لدراسة استراتيجيه وتكتيكات بعض العمليات العسكرية حيث كان الهدف هو توزيع الموارد المتاحة على المجهود الحربي المطلوب , وخرج نتيجة دلك بحث أو بحوث العمليات والذي يعني البحث حول العمليات العسكرية ولقد انتقلت هذه التجربة بسرعة إلى الولايات المتحدة الامريكية ثم القطاع الخاص للمساعدة في اتخاذ القرارات الاكثر موضوعية وترشيدا في الإدارة من الطريقة الكيفية ومن أمثلة هذه الطرق الكمية أسلوب مراجعة وتقييم البرنامج () المسمى بشبكة بيروت والذي يستخدم في الرقابة التقييم ونقطة التعادل وشجرة القرارات ومصفوفات ....الخ
لقد نجحت هذه المدرسة في معالجة النشاطات المادية للمنظمة نجاحا كبيرا غير أنها لم تلقي ذلك النجاح في مجال العلاقات الإنسانية لعد م القدرة على ترجمتها إلى رموز ومعادلات ونماذج رياضية لأبعادها الكثيرة المتنوعة والمختلفة والمتغيرة [1] على الدوام .
عيوب النظرية الكمية :
تقل فاعلية هذه النظرية في معالجة مشكلات السلوك الإنساني حيث يصعب في كثير من الأحيان التعبير عن عوامل السلوك وقياسها في شكل كمي 2
أ-نظرية النظم : كان للجهود التي قام به العالم الإداري شيستر بارناد(1912-1971)من خلال نظرته إلى المنظمة كنظام اجتماعي تعاوني يعمل الناس فيها مع بعضهم البعض بشكل تعاوني لتحقيق هدف اجتماعي محدد .
الفضل في تركيز علماء الإداري على نظرية النظم فلقد أكد هاربرت سيمون من مدرسة علم الاجتماع في الادارة على سلوك المجموعة التعاونية و علاقتها التعاونية و علاقتها المتبادلة و اراد أن تكون المجموعة مصدر اهتمام المدير في الادارة .
و من المساهمات الهامة لفهم المجموعات و الادارة نظرية النظم ، فلد أوجد العالم يدوينغ فون برتلانفي النظرية العامة للنظم حيث قال أنه لفهم وحدة كلية لابد من ان يفهم المرئ بدقة آجزائها المعتدة على بعضها البعض . فاستخدام مدخل النظم يمكن للمدير أن يدرك العلاقات و الصلات الاعتمادية لجزئيات الأعمال في العملية ككل ،و قد حدد بيرتلانفي نوعين من الأنظمة .
1- الأنظمة المغلقة :و هي الأنظمة التي لا تتكيف أو تتفاعل مع البيئة.
2-الأنظمة المفتوحة :و هي الأنظمة التي تتفاعل باستمرار مع البيئة و تعتبر هذه الأنظمة مدخلا ضروريا يجب على المدير الناجح أن يتبعه،و يتطلب هذا الأمر مهارة فائقة للمدير لكي يحيط بدقة بالصورة الكلية للتفاعلات بين المنظمة و البيئة . 3
و يعتبر هذا المدخل كنظام مؤلف من نشاطات مترابطة تمكن مداخلات فيه من التحول الى مخرجات .
و يرى مؤيدو هذه النظرية أنه بالامكان دراسة العناصر الرئيسية في المنظمة من خلال تفاعلاتها مع بعضها البعض و كذلك من خلال تفاعلاتها مع البيئة .
ان النظريات الأولى في الادارة قد اهتمت بتفسير الهياكل المنظمة و العاملين فيها بينما يفسر مدخل النظم و يركز على السلوك التنظيمي بطريقة متعددة الجوانب كدراسة العاملين و الهياكل و التقنيات و البيئة في الوقت نفسه و يركز هذا المدخل على كون المنظمة نظاما مفتوحا على البيئة يعتمد عليها في الحصول علي عناصر انتاجيه الرئيسي وعلي تصريف ما ينتجه ومن مميزات النظام المفتوح مايلي :
1-الحصول علي عناصر المدخلات البيئة من خلال نشاطات محددة الى منتجات او خدمات جاهزة تطلبها البيئة
3- تصريف المنتجات والخدمات الي البيئة
فالمنظمة تعتبر نظاما مؤلفا من نظم فرعية اشبه بجسم الانسان فبعض هذه الانظمة الفرعية منفتح تماما علي البيئة كالتسويق والبحث والتطوير في حين أن البعض الاخر أقل انفتاحا علي البيئة كالانتاج والمحاسبة
والمتغيرات بالنسبة لمدخل النظم هي
1- الناس
2-الهيكل التنظيمي
3- التقنيات
4-البيئة 1
الفكر الإداري الحديث :
أ- إدارة التغيير :
هو ذلك النهج الإداري الذي يعني برصد مؤشرات التغير في البيئة منظمة الأعمال و فرز تلك المؤشرات التي لها علاقة بنشاط المنظمة ضمن أولويات أمام إدارتها بهدف تكيف و تأقلم تلك الإدارة في ممارستها لوظائف عملية الإدارية مع المتغيرات المتوقعة لتحسين أدائها وسلوكها .
كما تجد الإشارة إلى أن هذا التوجه الحديث في الإدارة يتبع حاليا في معظم منظمات الأعمال الهامة و خاصة متعددة الجنسيات بغض النظر عن نوع المدرسة الإدارية التي تتبعها تلك المنظمات إذا يمثل هذا التوجه إحدى المهام الرئيسية التي تقع على عاتق الإدارة ومن الأمور الهامة التي شجعت على تبني مثل هذا الأسلوب في الإدارة ما يلي :
- الثورة المعلوماتية
- انفتاح البيئات و ازدياد تفاعلاتها المشتركة
- ازدياد حدة المنافسة بين منظمات الأعمال
- سلوك المستهلك
- الترشيد في استخدام عناصر الإنتاج لتخفيض التكلفة .
إدارة الوقت :
تركز النظرة الحديثة لإدارة الوقت على إدارة وقت المدير أو من يعمل في مجال الإدارة باعتباره صاحب سلطة يؤثر على من يليه في الهرم الإداري إلى أن يصل هذا التأثير إلى العامل .فإدارة الوقت بالنسبة للعامل حسب النظرة الحديثة لإدارة الوقت بالنسبة للعامل حسب النظرة الحديثة لإدارة الوقت هي مشكلة رقابية يمكن التحكم بها بسهولة من خلال وضع معايير محددة لوقت العمل وزمن ابتدائه و انتهائه وفق ما ورد في الخطة و التنظيم . أما إدارة الوقت بالنسبة للمدير فهي أكثر تعقيدا نظرا لطبيعة نشاطاته و علاقاته برؤسائه و مرؤوسيه ومن يتعامل معهم من الزبائن و غيرهم في بيئة العمل الداخلية و الخارجية بالنسبة للمنظمة لبتي يعمل فيها .
يقول وليام بروكز وتيري مالينز في كتابهما لإدارة الوقت أن هناك نوعين من الأحداث تعمل باستمرار على تآكل أفضل جهودنا لتنظيم وقتنا . أو لهما النشاطات غير المتوقعة التي تعترض عملنا و ثانيهما أولويات الناس الذين يشكلون طرفا في عملنا .كما أن الناس يقاومون إدارة الوقت لأنهم يخشون أن يؤدي ذلك تقليص هامش حريتهم و فعاليتهم في أداء عملهم .
أما بالنسبة للمدير ذي النظرة الشمولية فان أول ما يخطر بباله هو هل ما سيقوم به من عمل يستحق الوقت الذي سيكرسه له . في حين يركز المدير ذو الجزئية على كيفية القيام بالعمل بسرعة اكبر و كفاءة أعلى 1
مدرسة اتخاذ القرارات :
ترجع هذه المدرسة إلى سيمون الذي عرف الإدارة بأنها عملية اتخاذ القرار و ذلك لما للأخيرة من أهمية بالغة في الحياة اليومية للمدير وقد قام سيمون بتصنيف القرارات إلى روتينية أو مبرمجة و قرارات إبداعية أو متجمدة ووضع لاتخاذ القرارات منهجا علميا يجب أن يسير عليه المدير وهو تحديد المشكلة و جمع المعلومات و تحليل المعلومات ووضع بدائل الحل و مقارنة البدائل و اختيار الحل الأنسب و قد ادخل سيمون لفظه الأنسب و قد ادخل سيمون لفظة الأنسب أو المرضي على القرار و تجنب لفظة الأمثل أو المثالي وذلك لتنبيه للظروف التي تحيط بالقرار المتخذ و بالتالي فان القرار ليس بالضرورة أحسن القرارات و لكنه يجب أن يكون أكثرهما ملائمة لمجموعة العوامل و المتغيرات المحيطة بصنعه و اتخاذه و قد تبع باحثون آخرون نفس المنهج الذي وضعه سيمون و أضافوا عليه عملية اتخاذ القرارات أبعادا جديدة بعضها سلوكي و الآخر رياضي و إحصائي و كمبيوتري وذلك للمساهمة في رفع كفاءة اتخاذ القرارات . (1)
الخاتمة:
و للاجابة على الاشكالية المطروحة سابقا و المتمثلة في ما هي مراحل تطور الفكر الاداري ؟
توصلنا من خلال هاته الدراسة وجوب تحلي المدير المعاصر بنظرة شمولية متكاملة للادارة و عليه أن يحدث التكامل بين الادارة العلمية (في بحثه عن أفضل طريقة لاداء العمل )و أن يحدث التكامل بين المدخل الرياضي و المدخل السلوكي (أي أن يتخذ القرار ماديا و ان لا يغفل الجانب البشري في التنفيذ )كما أن عليه أن يأخذ في الحسبان مدخل النظام و ذلك بالنظر الى العمل كمدخلات و عمليات و مخرجات تتفاعل مع البيئة و تتوازن معها،و اخيرا يجب اخذ عناصر الموقف في الحسبان عند الادارة.
و مما رأيناه و سبق ذكره في هذه المدارس من تطور للفكر الاداري اذ أن هناك تفكير في الادارة سبق هذه المدارس (الحضارة الفرعونية و البابلية و في العصر الإسلامي) و هذا ما يفتح آفاق جديدة للبحوث و الدراسات المستقبلية .
قائمة المراجع :
* صبحي العتيبي ، تطور الفكر و الأنشطة الإدارية .
* سعيد يس عامر ،الفكر المعاصر في التنظيم و الإدارة .
* محمد فريد الصحن ،مبادئ الادارة
* احمد ماهر،الادارة
عمر وصفي عقيلي ، الإدارة المعاصرة ، دار زهران للنشر و التوزيع ، عمان سنة 2007 ، ص 27-28-29-30 .
1 - عمر وصفي عقيلي ، الإدارة المعاصرة ، دار زهران للنشر و التوزيع ، عمان سنة 2007 ، ص11 ،12 .
1 - عمر وصفي عقيلي ،نفس المرجع ،ص 19،20
1 - عمر وصفي عقيلي ،نفس المرجع،ص21 .
2 – احمد ماهر،ط1،الدار الجامعية 84 شارع زكريا غنيم –تانيس سابقا-،الاسكندرية ،مصر،2003/2004 ،ص 38.
1- صبحي العتيبي ،تطور الفكر و الأنشطة الادارية ،ط1،دار و مكتبة الجامعة،2002،ص 18
1 – محمد سعيد عبد الفتاح ،الادارة العامة،ط 5 ،1987 ،المكتب العربي الحديث ، ص 43 .
1 - صبحي العتيبي ،تطور الفكر و الأنشطة الادارية، ص 29 ، 30
1 - صبحي العتيبي ،تطور الفكر و الأنشطة الادارية ،المرجع السابق،ص 29 ،30
1 –صبحى عتيبى ،المرجع السابق،33،43.
1 محمد فريد الصحن ، محمد سلطان على شريف مباديء الادارة ، الدار الجامعية 1999-2000 ، ص 70 ، 71
1 –صبحى العتيبي ،المرجع السابق،ص34-35-36.
1 احمد ماهر . الإدارة ،ط1 ،الدار الجامعية 84شارع زكريا غنيم .تانيس سابقا. الإسكندرية .مصر .2003.2004.ص67-68
1 – صبحي العتيبي ،المرجع نفسه، ص 49 ، 50
[1] - صبحي العتيبي ،المرجع نفسه، ص 49 ، 50
2 – محمد فريد الصحن ،مبادئ الادارة ،ط1 ، 84 شارع زكرياء غنيم تانيس سابقا ،الاسكندرية ،مصر ،1999 ،2000 ،ص 84 .
3 - صبحي العتيبي ،المرجع نفسه،ص 88 ، 89
1 - صبحي العتيبي ،المرجع نفسه،ص 88 ، 89
1 د صبحي العتيبي . تطور الفكر و الأنشطة الإدارية . الطبعة الأولى .دار الحامد للنشر و التوزيع عمان- الأردن 2002 .ص61-62 د صبحي العتيبي . نفس المرجع السابق .ص71
(1) سعيد يس عامر .الفكر المعاصر في التنظيم و الإدارة .الطبعة الثانية .مركز وايد سير غيس للاستشارات و التطوير الإداري .القاهرة .مصر 1998ص20-21