يومَ الظنون صدعتُ فيكَ تجلُّدي
وحملت فيك الضيم مغلـول اليد
وبكيتُ كالطفل الذليل أنا الذي
مالان في صعب الحوادث مقوَدي
وغصصت بالماء الذي أعددته
للـري في قفـر الحيـاة المُجهـد
لاقيت أهوال الشدائد كلها
حتى طغت فلقيت مـا لم أعهـد
نار الجحيم إليّ غيرَ ذميمة
وخذي إليك مصارعي في مرقدي
حيرانَ أنظر في السماء وفي الثرى
وأذوق طعـم الموت غير مصرَّد
أَرْوَى وأظمأ عَذْبُ ما أنا شاربٌ
في حـالتيَّ نقيعُ سم الأسـوَدِ
وأجيل في الليل البهيم خواطري
لا شـارقٌ فيه ولا من مُسعـد
وتعيد لي الذكرات سالف صبوتي
شوهاء كـاشرة كما لم أشهـد
مُسختْ شمائلها وبدِّل سمتُها
وبـدت بوسم في السعير مخلَّـد
يا صبوة الأمس التي سعدت بها
روحي، وليت شقيَّهـا لم يسعـد
وعرفتُ منها وجهَ أصبحَ ناضرٍ
ورشفت منها ثغر ألعَس أغيد
سومحتِ بل جوزيت كيف وعيت لي
بالأمس فيك ضـراوة الذئب الصدي
سومحتِ بل جوزيت كيف طويت لي
زرق الأسنـة في الإهاب الأملـد
أمسيت حربي في الظلام وطالما
جلّيتِ لي وجـه الظلام المربـد
ورجعت أهرب من لقاك وطالما
ألفيت عندك في الشدائد مقصدي
ما كان من شيء يزيد تنعمي
إلا يـزيـدُ اليـوم فيك تلـددي
أُواه من أمسي ومن يومي معاً
والـويل من طول التردد في غـد
أهب الخلود كرامة لمبشري
أن ليس يـومي في العذاب بسرمد
وأبيع حظي في الحياة بساعة
أنسى بها عمـري كأن لم أولد
وأسوم مرعى العيش غير مزودٍ
وأرود روض الحسن غير مقيـد