(1)
في الطريقِ إلى الموت:
الموتِ القديمِ المقدّس،
فاجأني موتٌ جديد
موتٌ لذيذٌ بطعمِ السمّ
موتٌ لم أحجز له موعداً أو مقعداً.
(2)
في حضرةِ الموسيقى التي تندلق
لتكتب حاءَ الحياةِ وباء الحبّ
ينبغي أن أكتبَ شعراً
مليئاً بالبحرِ والطيور.
لكنني،
ولسببٍ غير واضحٍ أو مفهوم،
أكتبُ عن الموت.
ربّما لأنّ الموتَ هو نديمي الوحيد
أو صاحبي الذي يحسن الرقصَ قربي
حين أنهارُ وسط الطريق.
(3)
“مرحى” قلتُ للموت!
هل قلتُ للموتِ: “مرحى”؟
أم إنّه الموت
قالَ لي في برود:
“أهلاً وسهلاً”؟
(4)
في أفريقيا يقرعون الطبول
حينما يحضرُ الموت
وفي الأسكيمو يطلقون الطيور
وفي بلادِ الكنغرِ يعزفون الموسيقى البهيجة.
ربّما لأنّهم يظنّون الموتَ طبولاً فقط
أو طيوراً فقط
أو موسيقى عذبة تبهج السامعين!
(5)
مَن سيصدّق أنّ الحرفَ الذي حملَ المعجزة
سينهارُ أمام الموت
على هذهِ الشاكلة؟
ومَن سيصدّق أنّ النقطة
النقطة التي واجهت الأعاصيرَ والنارَ والزلزلة
ستبكي في حضرةِ الموت
مثل أعمى أضاعَ الطريقَ إلى البيت؟
(6)
لك المجد يا إلهي
خلقتَ الموتَ ليكنسنا في هدوءٍ مريب
مثلما تكنسُ الريح
أوراقَ الشجرِ المتناثرة على الأرض.
لك المجد أيّها الموت.
لك المجد أيّتها الخاتمة.
(7)
قالَ لي الحرف:
لا تأبه كثيراً
فالكلُّ سيموت،
حتّى الموت نفسه سيموت!
قالَ لي الحرفُ ذلك
وأفردَ جناحيه
ليحلّق كالنسرِ وسط السماء.
أما النقطة
فتحوّلتْ إلى غيمةٍ عظيمة
رحلتْ باتجاهِ البحر البعيد.
كم تمنّيتُ أن تأخذني معها
ولا تتركني بين يدي الأشباح
الأشباح الذين أحاطوا بي
كما أحاطَ اللصوص
بدرويشٍ نصف عار
ونصف مجنون!