لم أدرك قيمة أن ننتظر متى يلين رأس القلم لنكتب رسالة ..
وربما كان ذاك فادح العجز أن نستطيع أن نتحدث لكننا لا نستطيع أن نُعبَّر ..
إنها ورطة الكتب التي نقرؤها في المساء فتتحول أشباحاً وأردية !!
إنها ورطة الوقت المترهل الذي لا نُلقي فيه التهاني بقدر ما نَلقي التعازي , ولا نبارك فيه الفرح إلا بما نواصل به الترح , حزنٌ مركب على كل وطن يوغل في الابتعاد ..
وكيف ندافع عن الحزن بصدرالحقيقة ..!
ولأنه لا زال هناك متسع للكلام المتحجر فإننا سنبدأ الرسائل على الورق كي لا يسمعنا مساء الخريف فيجف عند الصباح وتشيع رائحة الحزن حين نبحث عن وطن ..!!
ياله من وجع ..أن نقلِّب بصرنا في السماء فنجدها واحدة , ونقلِّبه على الأرض فنجدها أمم شتى ..
أبحث عن وطني الحقيقي لا المحدود بخطوط الجغرافيا وآفات السياسة , أبحث عن وطني الكبير , سلالة أهلي
إني أبحث عني ..إننا “ لم نكبر كثيراً يا أنا .. فالمنظر البحر , والسور المدافع عن خساراتنا ورائحة البخور تقول :
مازلنا هنا .. حتى لو انفصل الزمان عن المكان .. لعلنا لم نفترق أبداً ”
نمد جسورنا في البحث عن وطن واحد , وطن كبير يلتقي كله عند حضور واحد ليطل على الهباء المنثور فيه فيذوب
في الغياب .. !!
أندم
راق لي