السؤال: أنا أم لأربعة أطفال اثنين فى مرحلة رياض الأطفال واثنين فى السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية، أولادى من الأطفال غير الهاديين، طول الوقت صراخ وبكاء وكثرة طلبات، البيت مبعثر وغير مرتب طوال اليوم والألعاب منتشرة فى كل مكان.. لا أستطيع إنهاء الأعمال المنزلية وسط هذه الجو، حتى أننى لم أعد أستطيع إنجاز "الطبيخ" كل يوم وأصبحت أهمل المطبخ.. أنا تعبانة جدا ومنهارة وخاصة أن علاقتى بزوجى أصبحت سيئة لأنه يأتى من العمل بعد أن أكون قد استنفذت كل طاقتى اليومية مع أطفالي، أصبحت كثيرة الصراخ والشكوى، وعصبية لأتفه الأسباب.
حاولت أن أنظم وقتى ولكنى لم أستطع ، فأنا وحدى ومتزوجة فى القاهرة بعيدا عن أهلي.. ماذا أفعل لكى أكون نشيطة وأجدد حياتى مع أولادى وزوجى وكيف أستمتع بأمومتي؟...
المستشارة: د.بسمة جمال
الإجابة: عزيزتى الأم والزوجة، حتى تصلى لحل مناسب لابد أن نتكلم فى ثلاث محاورأساسية:
أولا: أين دورك كزوجة؟ بمعنى أنه من الواضح من مشكلتك أنك تقومين بدور الأم وربة المنزل ونسيت أدوارك الأخرى كزوجة تسعى لإسعاد زوجها والبحث عن الحب معه، وكمحبة تجدد فى حياتها معه وبالتالى ضاع معنى المودة والرحمة والحب، وهما أساس الزواج، وضاع الحب والتقدير من زوجك وهذا بالطبع أثر سلبا عليك وجعلك عصبية ومنهارة، ولتستعيدى وتسترجعى هذه المشاعر مرة أخرى، يجب تنظيم وقتك بما يتماشى مع أدوارك الأخرى، وهذا ما سنتحدث عنه فى المحورين التاليين.
^
المحور الثانى وهو تنظيم وقتك مع أولادك: اعلمى حبيبتى أن الأولاد فى هذه السن يجب أن يفرغوا طاقتهم فى شيء أو فى مكان معين وطبيعى أن هذه الطاقة تكون موجودة، ولهذا يجب أن نبحث عن مكان لإفراغها، والحل فى الحضانة أو النشاط والرياضة ثم الرياضة، وبها سيفرغ الطفل طاقته ويأتى إلى المنزل وقد أفرغ معظمها وأصبح جاهزا لتلقى التعليمات منك.
هناك أيضا عنصر التحفيز بين الأولاد بمعنى أننا قد نعلق ورقه بيضاء ونجتمع بالأولاد ونشترى أوراق ملونة ونقسمها إلى قطع صغيرة كل قطعة ترمز إلى شيء معين مثل الأصفر للصلاة، الأخضر لتنظيف الغرفة وهكذا، وأكثر طفل يجمع عدد من النقاط فى الأسبوع له مكافأة.
وهناك أيضا الإحساس بالمسئولية التى يجب أن تغرسيها فى أولادك، أى أن هناك مهام محددة يقوم بها كل منهم والمقصر يعاقب، وهذا بالطبع سيساعد أيضا على إفراغ الطاقة بداخلهم.
^
أما المحور الثالث فهو دورك كربة أسرة وهذا يحتاج فقط إلى تنظيم وقتك بمعنى أنك مثلا فى الطبيخ حاولى أن تقومى فى يوم معين من الأسبوع بتجهيز الأكل ووضعه فى الفريزر بكميات، بالطبع ستشعرين بالإجهاد فى هذا اليوم لكن سترتاح باقى الأسبوع وإذا كانت الظروف متاحة فاستعينى بأحد يساعدك هذا اليوم فقط.
^
أما النقطة الأخيرة، فهى المشاركة والإنجاز بمعنى انك لتشعرى بأمومتك يجب أن تشاركى اولادك اهتمامهم أو تشتركى معهم أنت ووالدهم فى شيء ما، مثل لعبه البازل فهى لعبه ممتعه للصغير والكبير، فاجتمعوا فى احد الأمسيات واحضريها كمكافأة مثلا لأولادك وابدوا بتجميعها سويا، أو الصلصال وأشكاله واجعلى الأب يشارككم البهجة وأشعريه بفرحتك وفرحة اولادك أنه معكم حتى يكررها، وهناك ايضا التغيير بمعنى يجب أن تخرجوا فى العطلة لأحد الحدائق أو النوادى فهذا يربط الدفء الأسرى ويجعل البهجة فى الحياة أما نقطة الإنجاز فهى انك يجب أن تخصصى وقت لنفسك أنت لتشعرى بالمتعة لأنك إذا لم تقدر نفسك وتعطيها حقها فلن تشعرى بالراحة، وهذا يكون عن طريق كورس مثلا فى الأشغال اليدوية وقت الحضانة أو الدراسة للأولاد وسيجعلك توسعين دائرة أصدقائك وتجعلى زوجك فخور بك لأن لك بصمة فى حياتك وهذا ليس مجرد كلام بل هناك دراسة تقول انك كلما خصصت وقت لنفسك تشعرين بالتقدير الذاتى وتكونى قادرة على إسعاد من حولك.
^
وأخيرا حبيبتى عليك طبعا بالطاعة، اجعل لها نصيبا فى علاقتك بزوجك فهى تجعل للحياة طعم آخر وسيقلدك اولادك فأنت وأباهم قدوه لهم، وبإذن الله ستتبدل حياتك كثيرا