هي تعند لأنها لا تريد أن تسمع كلامه فى كل شيء فيظن أنها ضعيفة بلا رأي وسلبية بلا شخصية. وهو يعند لأنه لم يخرج من سيناريوهات السينما القديمة إلا بفيلم سي السيد ورأيه المتحجر الذى لا نقاش بعده وكلمته الوحيدة هي الصحيحة ولا يتنازل عنها حتى لا تضيع هيبته. حتى نجد النتيجة في النهاية فلان الفلاني الذى تزوج بفلانه الفلانية قد أنهوا إجراءات طلاقهما سريعا على الرغم أن مراسم زواجهم لم يمضِ عليها غير شهور قليلة..

فماتش العند بين الشباب والفتيات حديثي الزواج الآن.. ماتش ليست به أي روح رياضية تقبل الخسارة مرة والفوز مرة أخرى.. بل هي مباراة عِند لا يقبل بها الطرف الآخر بالخسارة بل ينتظر أن تحسم النتيجة في صالحه كل مرة حتى لو هدم السكينة والتفاهم والاستقرار والحب الذي نشأ بينه وبين شريك حياته.. فالعند بين الأزواج حديثا كلعبة الهابي فارم التي يلعبها معظم مشتركي موقع الفيس بوك تقريبا. فكل واحد منهم يستطيع أن يبيع ويشتري أي شيء في سبيل فوزه على الطرف المقابل بأي ثمن.. فلِم العِند بين الأزواج وكيف نتفاداه؟ ستتعرف على ذلك من خلال سطورنا المقبلة..



خطر العناد

أكدت دراسة برازيلية حديثة قامت بها منظمة الأسرة البرازيلية في مدينة «ساو باولو» أن العناد يسبب 30% من حالات الطلاق في العالم، وهي نسبة تعتبر كبيرة إلى حد ما وتوقفت الدراسة أمام الظاهرة ومعرفة أسبابها.



وقد حذرت الدراسة بحسب مجلة " سيدتي " الأزواج من خطر العناد والتصلب في مواقف العلاقة الزوجية، وأضافت الدراسة أن المجادلات الساخنة التي تدور بين الزوج والزوجة، قد تؤدي أحياناً إلى تمسك أحد الطرفين بموقف عنيد، يُوصل الأمور إلى نقطة اللاعودة، وتكون نتيجة المحاورة عقيمة، ولا فائدة منها، بل وأكثر من ذلك، فقد تتعقد الأمور- إذا ظل العناد سيد الموقف- ويحدث الصدام الذي غالبًا ما يؤدي إلى الطلاق.



الكذب المقصود

العناد نتيجة منطقية لما أسمته الدراسة بالكذب المقصود، وكذلك هو نتيجة للرغبة في إثبات الذات وإظهار المثالية، في مواقف لا تتطلب أي مثالية، وهو أيضًا نتيجة طبيعية للخيانة الزوجية، ولتوضيح ذلك، هناك الكثير من الأمثلة، فالكذب المقصود يأتي- مثلاً- عندما تخرج الزوجة مع صديقة لها، لأخذ رأيها في موضوع يشغلها، بشأن بعض تصرفات زوجها، بدلاً من مصارحة زوجها، وعندما يكتشف الزوج أن زوجته خرجت مع تلك الصديقة، التي لا يثق فيها بسبب سمعتها غير الحميدة، ويسأل زوجته عن الأحاديث التي دارت بينهما، ترد الزوجة أنها لم تخطط لمقابلة الصديقة وأن اللقاء جاء بالمصادفة.



وتابعت الدراسة تقول: «إن الزوج -بالطبع- لن يصدق زوجته، وسيتهمها بأنها خرجت للقائها عمدًا للثرثرة، تتمسك الزوجة برأيها، وتقول إنها لم تتحدث عن أي شيء من حياتها الخاصة، يحتدم الجدال وتبقى الزوجة متمسكة برأيها، وتتطور الأمور، ويبقى العناد سيد الموقف، وتحدث القطيعة، إلى أن يأتي وقت، تعترف فيه الزوجة أنها كانت بحاجة لأخذ رأي الصديقة، إزاء موضوع يشغل بالها!



لماذا يحدث العناد ؟

تقول هند عبد المنعم 27 سنة متزوجة: (إن المرأة من وجهة نظرها من تتمسك بالعناد لأنها لا تريد الاستسلام إلى رغبات زوجها الكاملة حتى لا تظهر ضعيفة أمامه).



ولكن رباب أمين 33 سنة متزوجة تقول عن أسباب العناد: (إن الرجل هو دائمًا من يعاند لكي يبرر أخطائه وخاصة إذا ارتبطت (بالستات) يعني الخيانة بكل أشكالها حتى لو كلم صحبته بالتليفون. فتسأله زوجته وتبدأ تعاتبه فيهاجمها بالعناد. يعنى خيانة الزوج من أسباب العناد).



وعن أحمد يوسف 29 سنة متزوج يقول: (الحقيقة أن شباب وبنات اليومين دول أكتر ميلا للعناد لأنه من وجهة نظرهم ده أبسط الطرق لتحقيق رغباتهم والدفاع عن تصرفاتهم؛ ولأن مابقاش حد عنده صبر أنه يسمع التاني ويفهم رأيه ووجهة نظره فابيستسهلوا العناد).



وبالنسبة لسمر أشرف 35 سنة متزوجة تقول: (والله اليومين دول الشباب والبنات اللى لسه متجوزين ناقصهم كتير اووى عن مفاهيم العلاقات الزوجية وإزاي يتعاملوا مع بعضهم عشان كده نسبة الطلاق ارتفعت جدا اليومين دول وكل واحد مابيحاولش انه يتنازل عشان شريكه لا ده بيحاول على قد ما يقدر أنه يعند اكتر لأنه فاكر أن العند هايقويه.. لكن للأسف مش عارفين أن العند ده دليل على ضعف الموقف)



ويختتم الآراء وليد حسن 26 سنة ويقول: (أنا لسه متجوز من كام شهر والحقيقة أن مراتي هي عنيدة أكتر مني بس أنا بعذرها لأنى عارف أن عِندها ده جاي من أن المرأة أضعف من الرجل فهي بتحس أن العند مش هايكسرها قدام جوزها . لكن أنا شايف أن العند مافهوش أي مشكلة طالما بيجي بعديه الاعتذار. فسياسة الاعتذار بتمحي أي مشاحنة وضغينة).



أسباب العناد بين الأزواج

تقول د. دعاء راجح المستشارة الاجتماعية والتربوية والتي تعمل في مجال الإرشاد الأسري إن العناد يأتي لواحد من تلك الأسباب:

* صراع على السلطة.. ومن الأولى بها

* التربية المنزلية... ومحاولة استنساخ التجربة في البيت الجديد

* أفكار سلبية يحملها كل منه. فالرجل يرى النساء كلهن عنيدات. والمرأة ترى الرجال كلهم متسلطين.

*تجارب سابقة عانى منها كلا الطرفين من تسلط من الأب أو الأخ على الفتاة او الأب والأم على الولد.



علاج العناد

وتضيف المستشارة أن للعناد علاج عن طريق : تصحيح الأفكار حول نظرة كل منهما للآخر.... وتصحيح الافكار عن الزواج ككل فالزواج ليست معركة يستعرض كل طرف إمكانياته ليحقق الفوز. بل هو معركة يتعاون فيها الطرفان ويتحدان لمواجهة مصاعب الحياة سويا.



أنتم لستم فريقين مختلفين... أنتم فريق واحد أمام مشاكل الحياة.

وتتابع راجح: يجب أن يتعلم الطرفان كيفية العمل كفريق.. ويحترما اختلاف كل منهما عن الآخر... وإمكانات كل منهما... وهذا ما لا توفره التربية فى البيوت ولا التعليم في المدارس ولا الثقافة المجتمعية... وهذا ما أفرز هذا الكم من الصراعات الأسرية والمجتمعية والسياسية. عندما يتعلم الطرفان أن الهدف حل المشاكل التي تواجههما وليس الهدف (رأي مين اللى يمشى) عندما يتعلم الطرفان أن التسلط سيولد المزيد من العند، وأنك قد تشعر بنشوة الانتصار حين تفرض رأيك على الآخرين.. ولكنك لن تشعر أبدًا بالسعادة معهم.
منقول