ألتقى الحمار والحصان مع الثور في المرعى ، وأخذ كل منهم يأكل من العشب ويشرب من الماء ويفاخر بنسبه وبأصله ويعتز ببني جنسه .
فقال الحصان : نحن الخيول أفضل الأمم .
فأحتج الثور وقال : بل نحن الثيران أفضل العشائر ، وأقوى الأمم .
وأحس الحمار بالمهانة فنهق عالياً وقال : بل نحن الحمير زينة المراعي نصبر على الجوع كما نصبر على الألم , ويضرب بنا المثل في الصبر .
وأحتدم الجال بين الحمار والحصان والثور ، وسمعهم جماعة من البشر كانو يسيرون في المرعى ، فقالت الحيوانات نحتكم لبني الانسان فهم أرجح عقلاً وأكثرحكمه .
فقال رجل وكان فارساً : أرى أن الخيول أكرم الحيوانات ، فمزاياها كثيرة في السلم وفي الحرب ،
وقال فيها النبي الثور والحصان والحمار أطفال( الخيل معقودة فيها الخير الى يوم القيامة )) .
وقال رجل آخر كان مزارعاً : أما أنا فلا أنكر فضل الثيران ، فلولاها ما استطاع الانسان حرث الأرض ، ورى الزرع ، فهي خير معين للفلاح .
-وقال رجلاً وكا حطاباً : وأنا أدخل الغابة بصحبة حماري ، وعندما انتهي من قطع الاشجار أحمل الحمار بالحطب ، فلا يئن ولا يشكو ، لذا أنا مدين للحمار بالفضل ، وعاجز عن شكره .
نظر الحصان إلى الحمار والثور وأدركو جميعاً ان لا فضل لأحد على أحد إلا بقدر ما يقدمه من عون وعمل .