بلغت مرتقى المرأة المسلمة العظيمة أم سليم بنت ملحان , زوجة أبي طلحة الأنصاري
فقد فجعت بابنها و كان أبو طلحة مسافرا
ولنستمع إلى ابنها أنس بن مالك يحكي قصة أمه العجيبة و موقفها الفريد
قال:
" مات ابن أبي طلحة من أم سليم
فقاالت لأهلها : لا تحدثوا أبا طلحة بإبنه حتى أكون أنا أحدثه .
قال : فجاء فقربت إليه العشاء , فأكل وشرب, و أصاب منها ,
قالت: يا أبا طلحة , أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت , فطلبوا عاريتهم, ألهم أن يمنعوهم ؟
قال: لا
قالت: فاحتسب إبنك
قال: فغضب و قال : تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني بابني
فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره بما كان
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " بارك الله لكما في غابر ليلتكما "
قال : فحملت
قال : فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر و هي معه
و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أتى المدينة من سفر لا يطرقها طروقا , فدنوا من المدينة , فضربها المخاض, فاحتبس أبو طلحة, و انطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال :يقول أبو طلحة : إنك تعلم يارب أنه يعجبني أن أخرج مع رسولك إذا خرج و أدخل معه إذا دخل .وقد احتبست كما ترى
قال: تقول ام سليم: يا أبا طلحة, ما أجد الذي كنت أجد , انطلق , فانطلقا
قال : وضربها المخاض حين قدما فولدت علاما
فقالت لي أمي : لا يرضعه أحد حتى تغدوا به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
فلما أصبح احتملته فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال : فصادفته ومعه مسيم فلما رآني قال: "لعل أم سليم ولدت"
قلت : نعم, فوضع الميسم و جئت به فوضعته في حجره و دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بعجوة من عجوة المدينه
فلاكها في فيه حتى ذابت
ثم قذفها في الصبي فجعل الصبي يتلمظها
قال :فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " انظروا إلى حب الأنصار التمر " فمسح وجهه و سماه عبد الله"
لك أنت يا أم سليم , ما أعظم إيمانك و ما أروع صبرك و ما أكبر فضلك و ما أحسن تجلك لزوجك وتوددك له
كيف استطعت أن تبتلعي مرارة حزنك على فذة كبك؟ و أنت تقضين تلك اللحضات مع زوجك صابرة محتسبة رضوان الله
إنه الإيمان الصادق العميـــــق
و استجاب الله دعاء الرسول لك و لزوجك , فحملت من ليلتك