تتعدّد مشكلات الفم والأسنان، خلال رمضان، بسبب امتناع الكثيرين عن تفريش أسنانهم، خوفاً من ابتلاع الماء. الطبيب المتخصّص في علاج الفم والأسنان، ألكسندر قندلفت، يطلعنا على أبرز مشكلات الأسنان شيوعاً في رمضان وكيفيّة العناية بنظافة الفمّ خلال هذا الشهر الفضيل.
تُعتبر زيارة طبيب الأسنان، بشكل دوري، مرة كلّ 3 أشهر، أمراً وقائيّاً ضروريّاً، للتأكّد من صحّة الفم. كذلك ينبغي الخضوع لتنظيف اللثّة كلّ 6 أشهر.
ومن أبرز مشكلات الفم والأسنان التي يواجهها الصائمون:
1- تقرّحات الفم
لا يزال السبب المسؤول عن نشوء تقرّحات الفم، أو ما يُعرف بـ “الحمو” عامّة، مجهولاً، ولو أنّ عوامل عدّة تُساهم في ظهورها، من بينها: الإفراط في تناول الحمضيّات وعدم الاهتمام بنظافة الفم والإجهاد.
ومن جهة ثانية، قد يُفاقم تفريش الأسنان بطريقة خاطئة وعنيفة هذه المشكلة، ولو أنّ علاجها يقتصر على التخفيف من حدّة الألم، حصراً.
2- جفاف الفم
تزداد مشكلة جفاف الفم، خلال فترة الصوم، نتيجة غياب كمّ السوائل الكافي الداخل إلى الجسم، علماً أنّ هذه السوائل تحفّز الغدد اللعابية على إفراز اللعاب المكوّن بنسبة 90% من الماء، وهذا الأخير يلعب دوراً هامّاً في القضاء على البكتيريا المتراكمة في داخل الفم. ويؤدّي “الشحّ” في اللعاب إلى ظهور الفطريّات في الفم، خصوصاً على اللسان، فضلاً عن الإصابة بأمراض اللثة وتسوّس الأسنان.
وللتخفيف من جفاف الفم في أثناء الصوم، يُنصح بشرب السوائل بكثرة، خصوصاً الماء، ما بين الإفطار والسحور.
ولكن، قد تترتّب مشكلة جفاف الفم جرّاء أسباب أخرى أيضاً، كتعاطي بعض العقاقير الطبيّة.
3- رائحة الفم الكريهة
يُعاني بعض الصائمين من مشكلة رائحة الفم الكريهة، خلال الصوم. وإذا كانت هذه الحالة تنتج من الفم، وليس عن المعدة أو الحلق، فإن سببها يعود إلى تراكم البكتيريا داخل الفم، خصوصاً على اللسان، لعدم إفراز كمّ كافٍ من اللعاب ليتخلّص منها.
ومن بين الحلول المقترحة لها: المداومة على تنظيف اللسان، بواسطة فرشاة الأسنان، والمضمضة بمحلول خاصّ.
للعناية بصحّة الفم…
يجب، بصورة عامّة، تفريش الأسنان 3 مرّات يومياً، بعد نصف ساعة من الفراغ من تناول الطعام، علماً أنّ هذا التدبير مساءً يُعدّ الأهمّ، لا سيّما قبل الخلود إلى النوم، لأنّ إفراز اللعاب يقلّ خلال هذه الفترة.
أمّا في رمضان، فيُنصح الصائم بتفريش أسنانه، بعد الانتهاء من الإفطار بنصف ساعة، وكذلك بعد تناول وجبة السحور، مع الانتباه إلى عدم إدخال أيّ نوع من الأطعمة إلى فمه، ما بين الفترة التالية لتفريش الأسنان والنوم.
وبخلاف الاعتقاد السائد، لا تؤشّر فرشاة الأسنان الخشنة إلى دورها الفعّال في تنظيف الأسنان، بل هي تهدّد سلامة اللثة، وتُساهم في برد الأسنان على المدى الطويل. ولذا، يجب انتقاء الفرشاة ذات الشعيرات التي تتمتّع بخشونة قليلة.
يتخذ تفريش الأسنان المثالي مدّة تتراوح ما بين 3 و5 دقائق، ويتمّ عبر التالي:
- ضعي، أولاً، فرشاة الأسنان على هامش اللثّة، بزاوية مقدارها 45 درجة.
- اضغطي بالفرشاة على الأسنان واللثّة بهدوء، وحرّكي الفرشاة بلطف.
- ابدئي بالجهة الخارجية لكلّ سنّ، ثمّ بالجهة الداخلية، وأخيراً بالجهة المخصّصة للمضغ.
- احرصي على تفريش الأسنان الخلفيّة في البداية، لكونها الأصعب في التنظيف. أمّا بالنسبة إلى الجهات الداخلية للأسنان الأماميّة، فضعي الفرشاة في وضع رأسيّ، وحرّكيها من اللثّة إلى الأسنان.
السواك…
استخدام السواك سنّة نبويّة. وهذا الأخير عبارة عن عشبة لا تزال تستخدم في العديد من البلدان بهدف تبييض الأسنان، إلا أنّ هذا التبييض يأتي على حساب طبقات “مينا” السنّ، إذ يقوم ببرد الطبقات السطحيّة عند استخدامه. كما أنّ السواك لا يستطيع أن يصل إلى أماكن ضيّقة في الفم، على غرار فرشاة الأسنان، لذا لا يستطيع أن يحلّ محلّها أو محلّ خيط الأسنان.
4 نصائح للحفاظ على صحّة وسلامة الفم
_ أنهي طعامك بقطعة من الجبن أو أيّ صنف من مشتقّات الحليب، لكونها تلعب دوراً بسيطاً في حماية الأسنان.
_ ارتشفي كوباً من الماء، بعد تناول الطعام.
_ استخدمي الخيط لتنظيف ما بين أسنانك، بعد الفرشاة.
_ اعتدلي في تناول الأطعمة والمشروبات الغنيّة بالسكر.