..................................
من : " في انتظار العائدين "
أصوات أحبائي تشق الريح تقتحم الحصون
يا أمنا انتظري أمام الباب .. انا عائدون
هذا زمان لا كما يتخيلون ..
ماذا طبخت لنا ؟ فانا عائدون
نهبو خوابي الزيت ، يا أمي ، و أكياس الطحين
هاتوا يقول الحقل ! هاتي العشب !
انا جائعون !
خطوات أحبابي أنف الصخر تحت يد الحديد
وأنا مع الأمطار ساهد
عبثاً أحدق في البعيد
سأظل فوق الصخر .. تحت الصخر .. صامد !
..................................
من : " آخر الليل "
في توابيت أحبائي أغني
لأراجيح أحبائي الصغار
دم جدي عائد لب ، فانتظرني
آخر الليل .. نهار !
..................................
" الى أمي "
أحن .. الى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي ..
و تكبر في الطفولة
يوماً على صدر أمي
وأعشق عمري لأني
اذا مت
أخجل من دمع أمي !
خذيني ، اذا عدت يوماً
وشاحاً لهديك
وغطي عظامي بعشب
تعمد من طهر كعبك
وشدي وثاقي ..
بخصلة شعر ..
بخيط يلوح في ذيل ثوبك ..
ضعيني ، اذا ما رجعت
وقوداً بتنور نارك
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت ، فردي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع ..
لعش انتظارك .. !
..................................
" جواز السفر "
لم يعرفوني في الظلال التي
تمتص لوني في جواز السفر
وكان جرحي عندهم معرضاً
لسائح يعشق جمع الصور
لم يعرفوني ، آه .. لا تتركي
كفي بلا شمس ،
لأن الشجر
يعرفني ..
تعرفني كل أغاني المطر
لا تتركيني شاحباً كالقمر !
***
كل العصافير التي لاحقت
كفي على باب المطار البعيد
كل حقول القمح ،
كل السجون ..
كل القبور البيض
كل الحدود ..
كل المناديل التي لوحت
كل العيون
كانت نعي ، لكنهم
قد أسقطوها من جواز السفر !
***
لا تسألوا الأشجار عن اسمها
لا تسألوا الوديان عن أمها
من جبهتي ينشق سيف الضياء
من يدي ينبع ماء النهر
كل قلوب الناس .. جنسيتي
فلتسقطوا عني جوار السفر !
..................................
" بطاقة هوية "
سجِّل !
أنا عربي
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!
فهلْ تغضبْ؟
***
سجِّلْ !
أنا عربي
وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،
والأثوابَ والدفترْ
من الصخرِ
ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ
ولا أصغرْ
أمامَ بلاطِ أعتابكْ
فهل تغضب؟
***
سجل !
أنا عربي
أنا إسمٌ بلا لقبِ
صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها
يعيشُ بفورةِ الغضبِ
جذوري...
قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ
وقبلَ تفتّحِ الحقبِ
وقبلَ السّروِ والزيتونِ
.. وقبلَ ترعرعِ العشبِ
أبي.. من أسرةِ المحراثِ
لا من سادةٍ نجبِ
وجدّي كانَ فلاحاً
بلا حسبٍ.. ولا نسبِ!
يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
وبيتي كوخُ ناطورٍ
منَ الأعوادِ والقصبِ
فهل ترضيكَ منزلتي؟
أنا إسمٌ بلا لقبِ!
***
سجل !
أنا عربي
ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ
ولونُ العينِ.. بنيٌّ
وميزاتي:
على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه
وكفّي صلبةٌ كالصخرِ
تخمشُ من يلامسَها
وعنواني:
أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ
شوارعُها بلا أسماء
وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ
فهل تغضبْ؟
***
سجِّل !
أنا عربي
سلبتَ كرومَ أجدادي
وأرضاً كنتُ أفلحُها
أنا وجميعُ أولادي
ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي
سوى هذي الصخورِ..
فهل ستأخذُها
حكومتكمْ.. كما قيلا؟!! إذن!
سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
ومن غضبي!!