ﻗﺪ ﻻ ﺗﺼﺪﻗﻨﻲ ﺇﺫﺍ ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺇﻧﻚ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓً ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺬﺧﺎً ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﻛﺴﺮﻯ ..
ﻭﺇﻧﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺮﻓﺎً ﻣﻦ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻓﺎﺭﺱ . .
ﻭﻗﻴﺼﺮ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ..
ﻭﻓﺮﻋﻮﻥ ﻣﺼﺮ..
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ !!!
ﺇﻥ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺎ استطاع ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻣﺼﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻛﺎﻥ ﻋﺮﺑﺔ ﻳﺠﺮﻫﺎ ﺣﺼﺎﻥ ..
ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻨﺪﻙ ﺳﻴﺎﺭﺓً ﺧﺎﺻﺔ
ﻭﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺮﻛﺐ ﻗﻄﺎﺭﺍً
ﻭﺗﺤﺠﺰ ﻣﻘﻌﺪﺍً ﻓﻲ ﻃﺎﺋﺮﺓ!
ﻭﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻓﺎﺭﺱ ﻛﺎﻥ ﻳُﻀِﻲﺀ ﻗﺼﺮﻩ ﺑﺎﻟﺸﻤﻮﻉ ﻭﻗﻨﺎﺩﻳﻞ ﺍﻟﺰﻳﺖ ..
ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻀﻲﺀ ﺑﻴﺘﻚ ﺑﺎﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ!
ﻭﻗﻴﺼﺮ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻘﺎ ﻭﻳُﺤﻤَﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺏ ..
ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺸﺮﺏُ مياه ﻧﻈﻴﻔﺔً ﻣﻌﻘﻤﺔً ﻭﻳﺠﺮﻱ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﻧﺎﺑﻴﺐ !
والإمبراطور ﻏﻠﻴﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﺭﺍﺟﻮﺯ .
ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻨﺪﻙ ﺗﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ ﻳﺴﻠﻴﻚ ﺑﻤﻠﻴﻮﻥ ﺃﺭﺍﺟﻮﺯ!
ﻭﻟﻮﻳﺲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻃﺒﺎﺥ ﻳﻘﺪﻡ ﺃﻓﺨﺮ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ.
ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺤﺖ ﺑﻴﺘﻚ ﻣﻄﻌﻢ ﻓﺮﻧﺴﻲ، ﻭﻣﻄﻌﻢ ﺻﻴﻨﻲ،
ﻭﻣﻄﻌﻢ ﺇﻳﻄﺎﻟﻲ ،
ﻭﻣﺼﻨﻊ ﻣﺨﻠﻼﺕ ﻭﻣﻌﻠﺒﺎﺕ ﻭﺣﻠﻮﻳﺎﺕ !
ﻭﻣﺮﺍﻭﺡ ﺭﻳﺶ ﺍﻟﻨﻌﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻭﺡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺨﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ
ﻓﻲ ﻗﻴﻆ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻭﺍﻟﻠﻬﻴﺐ .
ﻋﻨﺪﻙ ﺍﻵﻥ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻣﻜﻴﻔﺎﺕ ﻫﻮﺍﺀ ﺗﺤﻮﻝ ﺑﻴﺘﻚ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺔٍ ﺑﻠﻤﺴﺔٍ ﺳﺤﺮﻳﺔ ﺑﺰﺭٍ
ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻲ !
ﺃﻧﺖ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ , ﻭﻛﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺑﺎﻃﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻻ ﻳﺴﺎﻭﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺷﻲء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻚ ﺍﻵﻥ ؟؟؟
ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﺑﺎﻃﺮﺓ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻄﻤﻊ ..
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﻨﺤﻦ ﺗﻌﺴﺎﺀ ﺑﺮﻏﻢ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻤﺮﺡ ﻭﻧﺘﻘﻠﺐ ﻓﻴﻬﺎ ..
ﻓﻤﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻻ ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺣﺴﺪ ﻟﻤﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺳﻴﺎﺭﺗﺎﻥ .
ﻭﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺳﻴﺎﺭﺗﺎﻥ ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ، ﻷﻥ ﺟﺎﺭﻩ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺑﻴﺘﺎ ..
ﻭﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻴﺖ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻷﻥ ﻓﻼﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﻋﻘﺎﺭﺍﺕ ..
ﻭﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺯﻭﺟﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻳﺴﺮﻕ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﻌﻀﺎً ، ﻭﻳﻘﺘﻞ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﻌﻀﺎً ﺣﻘﺪﺍً ﻭﺣﺴﺪﺍً،
ﺛﻢ ﻧﻠﻘﻲ ﺑﻘﻨﺒﻠﺔٍ ﺫﺭﻳﺔٍ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺧﺎﺀ ..
ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ..
ﻓﺈﺫﺍ ارتفع ﺭﺍﺗﺒﻚ ﺿﻌﻔﻴﻦ ﻓﺴﻮﻑ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺃﺟﺮﻩ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺿﻌﺎﻑ ﻭﺳﻮﻑ
ﺗﺜﻮﺭ ﻭ ﺗﺤﺘﺞ ..
ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﻨﺎ ﺃﺑﺎﻃﺮﺓ ..
ﺗﻘﺪﻣﻨﺎ ﻛﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺗﺄﺧﺮﻧﺎ ﻛﺤﻀﺎﺭﺓ ..
ارتقى ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻌﻴﺸﺘﻪ
ﻭﺗﺨﻠﻒ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺘﻪ
ﻭﺻﺪﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ :
( ﻭﻗﻠﻴﻞٌ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺸﻜﻮﺭ )
( ﺛﻢ ﻟﺘﺴﺌﻠﻦ ﻳﻮﻣﺌﺬٍ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ )