كتب الطالب : ( حاكِمَنا مُكْتأباً يُمسي
و حزيناً لضياع القدس ) .
صاح الأستاذ به: كلاّ … إنك لم تستوعب درسي .
إ رفع حاكمنا يا ولدي
و ضع الهمزة فوق ) الكرسي ( .
هتف الطالب : هل تقصدني … أم تقصد عنترة ا لعبسي ؟!
أستوعبُ ماذا ؟! و لماذا ؟!
د ع غيري يستوعب هذا
واتركني أستوعب نفسي .
هل درسك أغلى من رأسي ؟!من أين أنت سيدي؟
فوجئت بالسؤال
أوشكت أن أكشف عن عروبتي،
لكنني خجلت أن يقال
بأنني من وطن تسومه البغال
قررت أن أحتال
قلت بلا تردد:
أنا من الأدغال
حدق بي منذ هلا
وصاح بانفعال:
حقا من الأدغال؟!
قلت: نعم
فقال لي:
من عرب الجنوب.. أم
من عرب الشمال؟!
في مقلب القمامة ،
رأيت جثة لها ملامح الأعراب ،
تجمعت من حولها النسور والذباب ،
وفوقها علامة ،
تقول هذي جثة كانت تسمى سابقا كرامة
قال الصبي للحمار: ( يا غبي ).
قال الحمار للصبي:
( يا عربي ) !
مَر ّةً، فَكّرتُ في نشْرِ مَقالْ
عَن مآسي الا حتِلا لْ
عَنْ دِفاعِ الحَجَرِ الأعزَلِ
عَن مدفَعِ أربابٍ النّضالْ !
وَعَنِ الطّفْلِ الّذي يُحرَقُ في الثّورةِ
كي يَغْرقَ في الثّروةِ أشباهُ الرِّجالْ !
**
قَلّبَ المَسئولُ أوراقي، وَقالْ :
إ جتَنِبْ أيَّ عِباراتٍ تُثيرُ ا لا نفِعا ل
مَثَلاً :
خَفّفْ ( مآسي )
لِمَ لا تَكتُبَ ) ماسي ( ؟
أو ) مُواسي (
أو ) أماسي (
شَكْلُها الحاضِرُ إحراجٌ لأصحابِ الكراسي !
إ احذ ِفِ ) الأعْزَلَ ( ..
فالأعْزلُ تحريضٌ على عَْزلِ السّلاطينِ
وَتَعريضٌ بخَطِّ الإ نعِزا لْ !
إحذ ِفِ ) المدْ فَعَ ( ..
كي تَدْفَعَ عنكَ الإ عتِقا لْ .
نحْنُ في مرحَلَةِ السّلمِ
وَقدْ حُرِّمَ في السِّلمِ القِتالْ
إ حذ ِفِ ) الأربابَ (
لا ربَّ سِوى اللهِ العَظيمِ المُتَعالْ !
إحذ ِفِ ) الطّفْلَ ( ..
فلا يَحسُنُ خَلْطُ الجِدِّ في لُعْبِ العِيالْ
إحذ ِفِ ) الثّورَةَ (
فالأوطانُ في أفضَلِ حالْ !
إحذِ فِ ) الثّرْوَةَ ( و ) الأشباهَ (
ما كُلُّ الذي يُعرفَ، يا هذا، يُقالْ !
قُلتُ : إنّي لستُ إبليسَ
وأنتُمْ لا يُجاريكُمْ سِوى إبليس
في هذا المجالْ .
قالّ لي : كانَ هُنا ..
لكنّهُ لم يَتَأقلَمْ
فاستَقَالْ !