أختي بارك الله فيك على الموضوع القيم ..موضوعك في الصميم
..نعم بالأخلاق نشتري القلوب...
لطالما كان حسن الخلق و التخلق عنوانا لنا كمسلمين و أصلا من أصول ديننا الحنيف فهذا حبيبنا و قدوتنا نبي الرحمة محمد صل الله عليه و سلم وهو الذي قال عنه ربه جل وعلى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )
كان خلقه القرآن، قد قال عليه الصلاة والسلام " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
إن الأخلاق هي الأساس لبناء أي مجتمع إنساني و الأخلاق السوية هي تلك التي حثت عليها الشريعة الإسلامية وامرت بالتحلي بها وقد دعا الإسلام إلى كل فضيلة ونهى عن كل رذيلة فالحمد لله على نعمة الإسلام .
ورد في السنة أحاديث كثيرة عن الرسول صلى الله عليه و سلم يدعوا فيها إلى حسن الخلق: قال عليه الصلاة والسلام :" أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق " رواه الترمذي والحاكم
وقال عليه الصلاة والسلام :" إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً " رواه أحمد والترمذي وابن حبان...فاللهم حسن أخلاقنا مثلما حسنت خلقنا
و مما روي عن سلفنا الصالح أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : كونوا دعاة إلى الله و أنتم صامتون ...- قيل : وكيف ذلك ؟ قال: بأخلاقكم .
و قال الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه : إن كان لا بد من العصبية، فليكن تعصبكم لمكارم الأخلاق ومحامد الأفعال
و قال :
إنما المكارم أخلاقٌ مطهـرةٌ *** الـدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعهــــا *** والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها ***والصبر تاسعها واللين باقيها
كما أبدع الأدباء و الشعراء قديما و حديثا في التغني بالأخلاق الحميدة و الحث عليها :
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي :
صَـلاحُ أَمْـرِكَ لِلأَخْـلاقِ مَرْجِعُـهُ *** فَقَـوِّمِ النَّفْـسَ بِالأَخْـلاقِ تَسْتَقِـمِ
إِنَّمَـا الأُمَـمُ الأَخْـلاقُ مَا بَقِيَـتْ *** فَـإِنْ هُمُ ذَهَبَـتْ أَخْـلاقُهُمْ ذَهَبُـوا
وَإِذَا أُصِيـبَ القَـوْمُ فِـي أَخْـلاقِهِمْ *** فَأَقِـمْ عَلَيْهِـمْ مَـأْتَمـاً وَعَـوِيـلاَ
وقال حافظ ابراهيم :
وَإِذَا رُزِقْـتَ خَلِيقَـةً مَـحْمُـودَةً *** فَقَـدْ اصْطَفَـاكَ مُقَسِّـمُ الأَرْزَاقِ
و محمود الأيوبي:
والمَرْءُ بِالأَخْـلاقِ يَسْمُـوا ذِكْـرُهُ *** وبِهَا يُفَضَّـلُ فِي الـوَرَى وَيُوَقَّـرُ
و أبو تمام يقول :
فَلَـمْ أَجِـدِ الأَخْـلاقَ إِلاَّ تَخَلُّقـاً *** وَلَـمْ أَجِـدِ الأَفْضَـالَ إِلاَّ تَفَضُّـلاَ
من مكارم الأخلاق التي دعت إليها شريعتنا السمحة : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الخير والإحسان للخلق والدفع بالحسنى - بر الوالدين وصلة الرحم وإكرام الضيف والإحسان إلى الجار - إفشاء السلام و طلاقة الوجه و توقير الكبير والرحمة بالصغير وإعطاء كل ذي حق حقه -إصلاح ذات البين وكف الأذى ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف والقيام بالشهادة - الشجاعة والوفاء وحفظ العهد و الصدق في القول وحفظ الأمانة والعدل والتواضع- الإيثار والعفاف والصبر والحلم.....