و راكب هذا البحر في سفينة الأمر .. و ظيفته :..
مصادمة أمواج القدر ... و معارضتها ببعضها البعض .. و إلا هلك , فيرد القدر بالقدر .. و هذا سير أرباب العزائم من العارفين
و الله تعالى أمر أن تدفع السيئة - وهي من قدره- بالحسنة -وهي من قدره -
و كذلك الجوع من قدره و أمر بدفعه بالأكل و هو من قدره و لو استسلم العبد لقدر الجوع .مع قدرته على دفعه بقدر الأكل , حتى مات .. مات عاصيا
و كذلك البرد و الحر و العطش كلها من أقداره .. و أمر بدفعها بأقدار تضادها ..
و قد أفصح النبي عليه الصلاة و السلام عن هذا المعنى كل الإفصاح
إذ قالوا :" يا رسول الله , أرأيت أدوية نتداوى بها , و رقى نسترقي بها , هل ترد من قدر الله شيئا ؟
قال : هي من قدر الله "
و في حديث آخر :" إن الدعاء و البلاء ليعتلجان بين السماء و الأرض "
و إذا طرق العدو من الكفار بلد الإسلام طرقوه بقدر الله , أفيحل للمسلمين الإستسلام للقدر . و ترك دفعه بقدر مثله . و هو الجهاد الذي يدفعون به قدر الله بقدره ؟..
و كذلك المعصـــــــــــية إذا قدرت عليك . و فعلتها بالقدر... فادفع موجبها بالتوبة النصوح و هي من القدر
و دفع القدر بالقدر نوعان : أحدهما :
دفع القدر الذي قد انعقدت أسبابه -ولما يقع- بأسباب أخرى من القدر تقابله.. فيمتنع وقوعه , كدفع العدو بقتاله ... و دفع الجوع بالأكل و نحوها أما الثاني :
دفع القدر الذي وقع و استقر بقدر آخر يرفعه و يزيله , كدفع قدر المرض بقدر التداوي... و دفع قدر الذنب بقدر التوبة ... و دفع قدر الإساءة بقدر الإحسان ... اللهم وفقنا لما تحبه و ترضاه