ثقافة الإستماع:
كثيرا ما يلاحظ في مجالس الحوار والنقاش غياب أدب الإستماع، إذ أن الجميع يتكلم في وقت واحد، فلا يستطيع المتتبع أن يفهم شيئا حيث أن ما يجري في مثل هذه الأجواء لايعد إلا أن يكون اشتباكا ومعركة جدال ونقد وليس حوارا شيقا أو نقاشا بناء.
والسبب في ذلك أن كل طرف يريد أن يكون سيد الموقف، بحيث يكون كلامه هو المسموع لا غير، حتى ولو كان هذا الكلام جعجعة وثرثرة لا فائدة منها، وهذه الظاهرة باتت منتشرة حتى في الأوساط التي تدعي الثقافة والمعرفة.
وقد انتشرت هذه الظاهرة في القنوات الفضائية، من خلال البرامج الحوارية، والتي يكاد بعضها أو معضمها يتحول إلى صراع ديكة، لما يعلو من صراخ وضجيج يقرع الآذان، ويصم الإستماع...
ونرى كل واحد من المتحاورين يحرص على استخدام ما لديه من إمكانيات صوتية لإسكات الآخرين، وللحيلولة دون إبداء أفكارهم ووجهات نظرهم وتتداخل الأصوات حتى تكاد لا تفهم شيئا مما يدور ومما يناقش، سواء كان المتحدث على خطأ أم على صواب، وبغض النظر عن قوة حجته أو سداد رأيه أو فكرته.
إن من أهم خصائص الحوار أن يكون هادئا، وأن يحترم كل طرف فيه وجهة نظر الآخر،حتى وإن كان مخالفا في الرأي، على قاعدة أن الخلاف فيه "لايفسد للود قضية" كما يقال.
ومن آداب الحوار أن يستمع كل طرف إلى الآخر، حتى ينتهي من إبداء رأيه أو وجهة نظره ثم يعلق بعد ذلك ويبرز وجهة نظره وفكرته هو الآخر. وإذا تأملنا في شؤون خلق الله للإنسان، لوجدنا أنه جعل له أذنين ولسانا واحدا، وفي ذلك حكمة كبيرة واضحة، ينبغي الوقوف عندها وهي أن الإنسان مطالب بالحرص على أن يستمع مما يتكلم لأن الإستماع سلوك حضاري ويعبر على ذكاء صاحبه، خاصة إذا كان في مجالس العلماء والخبراء وأهل الإختصاص وذلك ليستفيد من ثروتهم المعرفية.
شرح شامل لتسجيلات الشبه الطبي 2024 - من هنا 
الجنس
المستوى الدراسي
مسآهمآتے
التقييم
موضوع: ثقافة الإستماع 
