يحكى ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻟﺪ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺰﻭﺭ ﺑﻴﺖ ﺟﺪﺗﻪ ﻓﻲ
ﻣﺰﺭﻋﺘﻬﺎ
ﺧﺮﺝ ﻟﻴﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻠﻌﺐ
ﻭﻳﺘﺪﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺸﺎﺏ
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺐ ﺃﻱ ﻫﺪﻑ ﺣﺰﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﺗﻮﺟﻪ
ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻟﻠﻌﺸﺎﺀ...
...
ﻭﻫﻮ ﺑﻄﺮﻳﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺟﺪ ﺑﻄﺔ ﺟﺪﺗﻪ ﺍﻟﻤﺪﻟﻠﺔ.
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﺃﻭ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺻﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻓﺄﺻﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻤﺎﺗﺖ ﻭﻗﺪ ﺻﺪﻡ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﺣﺰﻥ ﻷﻧﻪ
ﻗﺘﻞ ﺑﻄﺔ ﺟﺪﺗﻪ
ﻭﺑﻠﺤﻈﺔ ﺭﻋﺐ، ﺃﺧﻔﻰ ﺍﻟﺒﻄﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺣﺮﺍﺵ
ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻮﺟﺊ ﺑﺄﻥ ﺃﺧﺘﻪ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺭﺃﺕ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ
ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﻜﻠﻤﺔ
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ،
ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺠﺪﺓ:ﻫﻴﺎ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﻟﻨﻐﺴﻞ ﺍﻟﺼﺤﻮﻥ
ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺭﺩﺕ" :ﺟﺪﺗﻲ، ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ
ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺑﺎﻟﻤﻄﺒﺦـ."
ﺛﻢ ﻫﻤﺴﺖ ﺑﺈﺫﻧﻪ : ﺃﺗﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﺒﻄﺔ؟؟؟
ﻭﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻴﻮﻡ،ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺠﺪ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺐ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺃﻥ
ﻳﺬﻫﺒﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﻟﻠﺼﻴﺪ،
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺠﺪﺓ ﻗﺎﻟﺖ: ﺃﻧﺎ ﺁﺳﻔﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺃﻥ
ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺤﻀﻴﺮ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ
ﻓﺎﺑﺘﺴﻤﺖ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﻭﻗﺎﻟﺖ: ﻻ ﻣﺸﻜﻠﺔ..
ﻷﻥ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﺪﺓ ﻓﻲ
ﺗﺠﻬﻴﺰ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ
ﻭﻫﻤﺴﺖ ﺑﺈﺫﻧﻪ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ: ﺃﺗﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﺒﻄﺔ؟؟؟؟
ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻴﺪ ﻭﺑﻘﻲ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪﺓ
ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﻭﺍﺟﺒﻪ ﻭﻭﺍﺟﺐ ﺃﺧﺘﻪ
ﻭﻫﻜﺬﺍـ........
ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮ،
ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺟﺪﺗﻪ ﻭﺍﻋﺘﺮﻑ ﻟﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺘﻞ ﺑﻄﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ
ﺟﺜﺖ ﺍﻟﺠﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻬﺎ، ﻭﻋﺎﻧﻘﺘﻪ
ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ:ﺣﺒﻴﺒﻲ، ﺃﻋﻠﻢ، ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻒ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎﻙ ﻭﺭﺃﻳﺖ
ﻛﻞ ﺷﻲ
ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﻷﻧﻲ ﺃﺣﺒﻚ ﻭﻷﻧﻚ ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﺑﺨﻄﺌﻚ ﻓﻘﺪ
ﺳﺎﻣﺤﺘﻚ
ﻭﻛﻨﺖ ﻓﻘﻂ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﺳﺘﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ
ﻋﺒﺪﺍ ﻟﺤﺒﻴﺒﺔ؟
ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻻﻋﻠﻰ
ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ .. ﺍﺧﺘﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ
ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺫﻧﻮﺏ ﻓﻼ ﺗﺘﺮﻙ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﺒﺪﺍ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ
ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺭﺁﻙ ﻭﻳﻌﻠﻢ ﺃﻓﻌﺎﻟﻚ
ﻛﻠﻬﺎ ﻭﻳﺮﻳﺪﻙ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﺒﻚ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺴﺎﻣﺤﻚ ﺇﻥ
ﺍﺳﺘﻐﻔﺮﺗﻪ
ﻓﻼ ﺗﺠﻌﻠﻦ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺗﺄﺳﺮﻙ ﻭﺳﺎﺭﻉ ﺑﺎﻹﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔ