استاذي اقدم لك هذا النص لكي تحلله لي **اللغة بين الثبات والفكر**
**كيف يمكن التسليم بان نتطور اللغة عبر الزمن يقتضي ثباتها وتغيرها في ان معا**
ان الزمن الذي يضمن استمرارية اللغة له اثر مختلف يبدو مناقضا لهذه الاستمرارية فهو يساهم ايضا في احداث تغيرات سريعة في الاشارات اللغوية وبهذا يمكن الحديث في ان معا عن استقرار الاشارة اللغوية وكذا عن عدم استقرارها.
ولا غرو في دلك اذتبين اخر التحليلات ان كلا الثرين مترابطان ترابط سببيا فالاشارة هي في حالة تعير بسبب كونها مستمرة وبما يتحكم كل تغير هو استتباب الارث القديم بما يجعل التغير ذاته ازاء الماضي نسبيا ومحدودا وبذلك يتاسس مبدا التغير على مبدا الاستمرارية.
وهذا التغير في الاشارة اللغوية عبر الزمن يتخذ اشكالا متنوعة يمكن لاي منها ان يحتل فصولا من علم اللغة.وبدون ايغال في التفاصيل بوسعنا استنباط ان معنا كلمة تغير لا يجب ان يؤخذ على علاته فقد يحمل على تالاعتقاد بان الامر يتعلق تخصيصا بتحويرات في النطق والتلفظ الصوتي للاشارة او بالمقابل بتحويرات في المعنى مما يحمله تصور الشار اليه لكن كل ذلك لا يفي بالمطلوب .اذا مهما كانت عوامل التغير في اللغة سواء تمت بطريقة مغزولة ام منسقة فان نتيجتها الحتمية والدائمة تتضمن تحولا ما في العلاقة بين الاشارة والمشار اليه ...
ان اية لغة لا تستطيع بشكل جذري رد هذا التحول الحاصل من وقت الى اخر في العلاقة بين الاشارة والمشار اليه تلك احدى نتائج الطابع التحكمي للاشارة اللغوية.
اما الموسسات الانسانية الاخرى مثلا الاعراف القوانين..الخ فهي جميعها تقوم بدرجات متفاوتة على جملة الروابط الطبيعية بين الاشياء فثم توافق ضروري بين الوسائل
المسخرة والغايات المنشودة اما في اللغة فعلى النقيض من ذلك لا يوجد ما يبرر الجمع بين هذه الفكرة وتلك الاصوات ونلمس ذلك التعقيد في الكيفية التى تتطور من خلالها اللغة في بتواجدها في الوقت نفسه ضمن اطار المجتمع واطار الزمن لا يكمن ان يطالها التغير ولكن من جهة اخرى بفعل الطابع التحكم للاشارات فيها وما يقتضيه
من حرية التصرف تظل نظريا عرضة للتغيير المستمر لتلك العلاقة وينتج عن ذلك ان العاملين متحدان ومستقلان في ان معا .
وبهذه الصفة تتطور اللغة على نحو حتمي لا يمكن مقاومته ففي مدى معين من الزمن يمكن ملاحظة هذه التحولات العميقة والمؤثرة في مسار اللغة.**
فريناند دو سو سير