بحث شامل حول سوء التغذية و علاجها
مـقدمـــــة:
ترتبط حياة الإنسان و صحته بالأغذية و الأطعمة و البيئة التي يعيش و يتنقل فيها، و يجب عليه ألا يحاول إشباع حاجته للطعام و الشراب أو الإفراط في العمل و الحركة إلا مع إتباع القواعد السليمة، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لبقائه في حالة جيدة. و علم التغذية و الصحة يحدد كميات المواد الغذائية و المشروبات النقية و سلامة المحيط و غيرها التي تحتاج إليها الكائنات الحية.
ومن أجل أن يبقى الإنسان في صحة جيدة يجب أن يكون تمثيله القاعدي منتظما، أي يكون هناك توازن بين الطاقة المستهلكة –التي تقاس بمقدار إفراز الفضلات الناتجة عن العمل الداخلي- والأغذية المولدة للطاقة التي يتناولها.
و تعتبر التغذية السيئة عامل خطورة و الأمراض المزمنة التي تعتبر من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الوفاة: أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، كواشيوركور، فقر الدم، الأسقربوط كما سيأتي تفصيل كل مرض على حدًا، فعدم تناول الكميات و النوعيات الصحيحة من المواد الغذائية يجعلنا أكثر عرضة للمعاناة من توالي العادات السيئة عاجلا أم آجلا، و هذه تتضمن اضطراب الغدد الصماء، ضعف الذاكرة و الضعف العام، كسور العظام، نقص الحديد، ضعف الجهاز المناعي.
تعريف سوء التغذية:
مصطلح عام لحالة طبية يسببها النظام الغذائي غير اللائق، في اغلب الأحيان تشير إلى نقص التغذية الناجم عن عدم كفاية الاستهلاك ، وسوء الامتصاص ، أو الإفراط في فقدان المغذيات، ولكن يمكن أيضا أن يشمل مصطلح الإفراط ، والناتج عن الإفراط في العناصر المغذية المحددة.
فليس الأمر في سوء التغذية يقف عند حد قياس الكمية التي يأكلها الإنسان أو الفشل في تناول الأكل. ومن الناحية الطبية تشخص سوء التغذية بعدم تناول الكميات الملائمة من البروتينات والطاقة والمواد الغذائية الأخرى وتشخص أيضاً بالإصابة بعدوى ما أو مرض. والحالة الغذائية لأي شخص تكون نتاج التفاعل المعقد ما بين الطعام الذي نأكله وحالة الصحة العامة والبيئة التي نعيش فيها وبإيجاز في ثلاث كلمات انعدام سوء التغذية: طعام - صحة -أية وهم دعامات الصحة السليمة
سوء التغذية هو عدم حصول جسم الإنسان على القدر الكافي من المواد الغذائية. وهذه الحالة قد تنتج من عدم توافر الغذاء المتوازن، عسر الهضم، سوء الامتصاص، أو أية أمراض طبية أخرى.
أعراض سوء التغذية:
تختلف أعراض سوء التغذية حسب نوع الاضطراب الذي يصاب به الإنسان والمتعلق بالطعام، لكن هناك بعض الأعراض العامة والتي تتضمن على الإرهاق، الدوار، نقص الوزن، تناقص الاستجابة المناعية لجسم الإنسان، الارتباك، الغازات، الاكتئاب، الإسهال، الجفاف، السمنة.
وفى مراحل متقدمة يصبح الجلد جافاً، تتساقط الأسنان، تتورم اللثة وتنزف، يصبح الشعر جافاً ومتقصفاً ويتساقط، تتقعر الأظافر وتصبح هشة، يضعف النظر، تتأثر العظام وتتألم المفاصل. الاختبارات والفحوصات التي يقوم بها الشخص لاكتشاف سوء التغذية تعتمد أيضاً على الاضطراب المتصل بسوء التغذية، ولكن معظمها يتصل بتقييم الشخص من الناحية الغذائية وبواسطة اختبارات الدم.
أمراض سوء التغذية:
وإذا ترك سوء التغذية بدون علاج سيؤدى إلى تغير في وظائف الجسم البيوكيميائية بل وهيكله مثل اضطرابات متصلة بالدم متمثلة في النزيف، و أمراض مختلفة نتقدم بشرحها كالآتي:
مرض كواشيوركور:
مرض كواشيوركورKwashiorkor أو مرض (الطفل الأحمر) هو مرض يصيب الأطفال الذينيحرمون من تناول البروتينات والسعرات الحرارية ،بكميات كافية لمدة طويلة . تنخفضنسبة بروتينات الأمعاء، وبروتينات الدم، وينخفض الضغط الاسموزي في الأوعية الدموية،وتتسرب السوائل وتنتشر في الأنسجة مما يسبب تورمها . ويكون وزن الجسم عندئذ خادعا؛نظراً لأن السوائل في الأنسجة المتورمة ، تخفي النقص الحقيقي في كتلة العضلات وفيالدهون . ولكن يوجد القليل من الدهن تحت الجلد، ويكون شعر الطفل خشناً، ويميل إلىاللون الأحمر بسبب فقد الصبغة (من هنا كان اسم المرض)، ويزيد من تفاقم المرضالتعرض للحوادث، والجروح أو للأمراض المعدية؛ لضعف مناعته
العلاج: هذا المرض ينشأ بسبب نقص الغذاء, فإن علاجه غالباً يكون من مكملات غذائية تتكون من الحليب منزوع القشدة, بالإضافة إلى الأغذية الأخرى الغنية بالبروتين. ويعطى المصاب بهذا المرض كذلك مكملات غذائية من الفيتامينات والمعادن المختلفة. ولأن هذا المرض يهوي بمناعة الجسم ومقاومته للأمراض فإنه في أحيان كثيرة يعطي المريض مضادات حيوية لتساعد الجسم على استعادة مناعته ومقاومته للأمراض.
فقر الدم:
يعتبر مرض فقر الدم نقص عددكريات الدم الحمراء التي يتكون منها الدم ، أو نقص (الهيموجلوبين ) في كريات الدمالحمراء أو نقص كليهما معا وله أسباب مختلفة وتصنيفات مختلفة وأعراض مختلفة تعالجحسب السبب
وأعراض فقر الدم بشكل عام ، شحوب لون المريض ، الدوار ، الصداع ، خفقان القلب ، قلة الشهية ، القلق والاضطراب والأرق ، وسوءالهضم .
العلاج:
فقر الدم كما ذكرنا متعدد الأسبابولكن سنذكر بعض الوصفات التي تؤدي إلى تقوية الدم بشكل عام ولكن لا بد من معرفةالسبب الرئيسي لفقر الدم خاصة إذا كان مرافق لمرض ( كالتلاسيميا ) أو ابيضاض الدمأو غير ذلك لكي يتمكن المعالج من وصف العلاج المناسب وهذه وصفات لبعض مقويات الدمبشكل عام .
يجب أن يكون غذاء المريضبفقر الدم غنيا بالمواد البروتينية وأملاح الحديد والنحاس والفيتامينات ، ومن أهمالأغذية التي ننصح بتناولها ، اللحم الأحمر ، كبد الأغنام ، كلاوي الأغنام ، قوانصالطيور ، الأسماك ، صفار البيض ، الحليب ، الجبن ، البقول الجافة ومنها العدسوالفول والبازيلاء واللوبيا ، والخضروات الطازجة ومنها ، السبانخ ، الكوسا ، الجزر، الخس ، الهندباء ، الكرنب ، والفواكه الطازجة الناضجة ومنها البرتقال ، العنب ،التين ، المشمش ، التفاح .
داء الإسقربوط:
مرض ينشأُ عن نقص حمض الأسكوربيك (فيتامين ج) في الغذاء ويسمى أيضًامرض بارلو
وإذا لم يحصل المرء على حاجته من فيتامين ج، فإن أي جرحيصيبه لن يبرأ بسهولة، كما يجعله عرضة للإصابة بالجروح. أما الشعيرات الدمويةالدقيقة، فتبلغ درجة من الضعف إلى حد أنها تصبح عُرضة للثقب بمجرد تعرّضها إلى ضغطبسيط، كما يتقرّح الفم واللثة. وتنزف اللثة، وقد تتخلخل الأسنان. ويفقد المريضشهيته للطعام، ويُصَاب بآلام في المفاصل، كما يصيبه الأرق والملل، وقد يتطور الحالإلى الإصابة بالأنيميا.
وقد عُرف مرض الإسقربوط منذ القدم، وكان من الشائعانتشاره بين البحارة، وذلك لندرة تناولهم للفواكه والخضراوات الطازجة أثناء الرحلاتالطويلة. وقد تمضي عليهم الأسابيع دون غذاء سوى لحمِ البقر المملّح والبسكويتالجاف. وفي إحدى المرات، فقد المستكشف البرتغالي فاسكو داجاما قرابة 100 من أصل 170من رجاله بسبب الإسقربوط. وفي عام 1753م، أثبت الطبيب الأسكتلندي جيمس لند أن تناولالبرتقال والليمون يؤدي إلى الشفاء من الإسقربوط، وأن إضافة عصير الليمون إلىالطعام يمنع الإصابة بالمرض. وفي عام 1795م، أخذت البحرية البريطانية بنصيحته وبدأتتوزيع حصص يومية من العصير على رجالها.
وقد ساهم تزايد الوعي بالمتطلبات الغذائية في ندرة الإصابة بالمرض. وتشمل الأطعمة الغنية بفيتامين ج الفواكه الحمضيةوالطماطم والكرنب والخس والكرفس والبصل والرشاد والجزر والبطاطس. ويجب تناول هذهالأطعمة طازجة لأنها تحتوي عندئذ على أكبر قدر من فيتامين ج. ويمنع احتواء الغذاءعلى هذه الأطعمة الإصابة بالإسقربوط أو يُؤدّي إلى الشفاء منه.
السلعة الدرقية:
تعتبر الغدة الدرقية من أكبر الغدد الصماء ، وتزن تقريبا بين 20 ،30 غراما وظيفتهاتركيز اليود وتركيب وخزن الهرمونات الدرقية ، وإفراز الكمية التي يحتاجها الجسم عندالحاجة لان الجزء الأكبر من اليود في الجسم موجود في الغدة الدرقية بشكل عضوي وماتبقى موجود في السائل خارج الخلايا . وليس من السهل تصنيف أمراض الغدة الدرقية فيكيان سريري محدد لأنها متداخلة فيما بينها ومنها : السلعة - تضخم الغدة الظاهر فيالحلق - " الغير سمية " التي تصيب النساء أكثر من الرجال ، وتزداد أثناء لأسباب منها
- نقص اليود في الماء والأطعمة ،مواد غذائية مولدة للسلعة لاحتوائه على مادة -الملفوف …)، الدخان ( اللفت الأدوية، وأسباب وراثية التلوث الصناعي ، بعض .thiocyonate ، المياه الغنية بالكالسيوم ،الفلور ، الزرنيخ ،
عن الغدةوأمراضها وأعراضها وطرق علاجها: تتحكم الغدة في عمليات الأيض الحيوي لكل خلايا الجسم، بمعنى أنها تدخل فيعمل كل خلية بالجسم، حيث يعرف هرمون الغدة الدرقية بالثايروكسين الضروري لجميعأجهزة الجسم، وهو يفرز على شكل مادة رباعية ضعيفة المفعول ويتحول الهرمون الرباعيإلى هرمون ثلاثي أقوى تأثيراً من الرباعي وهو مهم جداً لنمو الأطفال ولعمليةالتمثيل الغذائي لكل الأعمار.
كما يسبب قصرالدرق فقر دم وهولا يتحسن بإعطاء الفيتامينات والحديد بل بإعطاء الهرمون الدرقي.
وأسباب قصورالدرق:أخذ اليودبكميات كبيرة أو عوز اليود يسبب قصور الغدة الدرقية مع كبر حجمها.
علاج سوء التغذية:
يتكون العلاج غالباً من إمداد الجسم بالمواد الغذائية التي تنقصه، علاج الأعراض، وعلاج أية اضطرابات صحية تنشأ من سوء التغذية.
وهل يتم علاج سوء التغذية كلية ويختفى بعد إتباع الخطوات السابقة؟ هذا يعتمد على السبب فمعظم أنواع القصور الغذائي يمكن علاجه .. لكن إذا كان السبب حالة صحية مرضية أخرى فلابد من علاج المرض الأصلي الذي سبب سوء التغذية وكنتيجة حتمية ستختفي أعراض سوء التغذية.
كيف نكافح سوء التغذية؟
*تناول الوجبات الغذائية الكافية، التي تشمل الرضاعة الطبيعية الخالصة في الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل،
*الاستمرار في إرضاع الطفل مع إعطائه الأغذية التكميلية، والمغذيات الدقيقة،
*توفير الوقاية له وعلاجه من الأمراض، إضافة إلى توفير الرعاية المناسبة
*إتباع ممارسات التغذية السليمة.
ومن العوامل المهمة الأخرى في مكافحة سوء التغذية الحاجةُ إلى حماية حقوق النساء والفتيات. فحيثما يتم التمييز ضد المرأة يرتفع مستوى سوء التغذية. والأطفال الذين يولدون لأمهات غير متعلمات، من المحتمل أن تكون فرصة تعرُّضهم للوفاة أثناء فترة الرضاعة ضعف احتمال وفاة الرّضع الذين يولدون لأمهات لم يحصلن حتى على أربع سنوات من التعليم. [اليونيسف]. وكذلك، فإن الصحة الإنجابية، بما فيها المباعدة بين الولادات لما يقل عن ثلاث سنوات، تخفّض معدلات التقزّم والوفيات أيضاً.
وتعترف اتفاقية حقوق الطفل – 1989 بحق جميع الأطفال في الحصول على أعلى مستوىً ممكن من الصحة يمكن بلوغه، كما تعترف على وجه التحديد بحقهم في الحصول على التغذية الجيدة. وتقع على الحكومات المسؤولية القانونية عن حماية ذلك الحق، وإنه لمن مصلحة الجميع أن تفي الحكومات بهذا الالتزام. إن سوء التغذية يعتبر سبباً للفقر ونتيجة له في آن معاً، وإن تغذية الأطفال ورفاههم يشكّلان الأساس لمجتمعٍ معافىً صحياً ومُنتجٍ.
الخاتمة:
يشكِّل سوء التغذية جزءاً من حلقة الفقر العابرة للأجيال، وضعف النمو والإمكانات التي لا تتحقق. وتَستخدم اليونيسيف نهجاً شمولياً لتحسين الوضع التغذوي للأم والطفل على حد سواء، مع إيلاء اهتمام خاص بالحمل والرضاعة الطبيعية والسنوات الثلاث الأولى المعرَّضة للخطر من حياة الطفل.
وتنظر اليونيسيف للتغذية كحق أساسي من حقوق الإنسان، تم التعبير عنه بالتفصيل في العديد من وثائق حقوق الإنسان، ابتداءً من اتفاقية حقوق الطفل وانتهاءً بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وتشجِّع اليونيسيف المجتمعات المحلية والحكومات على استخدام الأسلوب الثلاثي”Tripple A” في معالجة مشكلة سوء التغذية: تقييم المشكلة، وتحليل أسبابها، واتِّخاذ الإجراء.
منقول مع الاستعانة بمرجعين:
كتاب التغذية و عناصرها من سلسلة المعرفة + الموسوعة الحرة