من المصطلحات الشائعة في الجزائر '' التقرعيج ''
شاعت بعض المصطلحات في الشارع ا جزائري إلى أن أصبحت نموذجا اصطلاحيا للتعبير الذي يكتسح العامية الجزائرية بصورة غالبة، حيث يتداول بين الشباب في كل الجهات الأربع للوطن، ربما لكون المصطلح خفيف النطق وطريف في اصطلاحه.
.............. بعض المصطلحات ''التقرعيج'' أو'' ...........''
في كثير من الأحيان اقترن هذا المصطلح عند العاصمين على الخصوص باللغة الفرنسية. فقد نسمع في كل جهات الوطن حوار الشباب في ما بينهم يتضمن تعبير ''يعمر القرع...'' أو ''راه يقرعج''، لكن استعمال هذا المصطلح وفي العاصمة على وجه الخصوص اقترن بلفظ فرنسي، من خلال تغيير طفيف وهو تحوير لكلمة ''القرعة'' التي تصبح عند بعض الشباب ''العاصمي بـ''لابوتاي'' ومعناها القارورة الزجاجية.
وقبل التعرض لما يعنيه هذا المصطلح، لابدّ في البداية من الإشارة إلى مسألة مهمة وهي فترة ظهور هذا المصطلح الذي اتخذ مكانا له بسرعة البرق في العامية الجزائرية وعلى مستوى الجهات الأربع للوطن؛ حيث ظهر في بداية التسعينيات مع بداية ظهور نهضة ''شبابية'' موازية لنهضة تكنولوجية سريعة بدت تلقى رواجا بين زوايا المجتمع، خاصة في المدن الكبرى التي رسمت التعاطي مع هذا الجديد من المصطلحات وحتى من بعض المتغيرات الاجتماعية ولم تنبذها.
ويراد من خلال كلمة ''راه يعمر القرع''... أو ''راه يقرعج'' أن الشخص المعني بالكلام هو بصدد جمع المعلومات.. وأصلها في العربية كأن يقال ''هات ما في جعبتك'' أي هات ما في محصلتك، أي ما تملك من أخبار ومعلومات. واستعمل الشباب هذا المصطلح، استنادا لما هو معروف في اللغة العربية الكلاسيكية، لكنه طور ليصبح قراءة ظرفية تعاصر الزمن، وتتميز بالتفرد كأن يقال: ''روح عمّر القرع'' على واش يلزم في الفيزا''، أو ''عمرلي قرعة على هذيك الطونوبيل شحال تسوى''. أما ''القرعة'' فهي كلمة فصيحة، والقرع هو دق الأجراس، كما كان سائدا في القديم، حيث كانت تقرع القارورات في ما بينها عند حدوث طارئ. وهنا ''القرعة'' تعني القارورة أي ملء (تعبير مجازي) القارورة بالأخبار والمعلومات.
والمعروف أن هذا المصطلح لا يقتصر استعماله على الشباب من الذكور، بل تداوله حتى كبار السن والنساء من مختلف الأعمار وكثيرا ما سمعنا شجار الجارات وتحذر إحداهما الأخرى من عدم ''التقرعيج عليها''، أي عدم التنصّت عليه