استراتيجية القراءة
القراءة هي أهم مهارة يتعلمها الإنسان، للنجاح في دراسته، وفي حياته، وإن أي تقصير في مجالها، هو تقصير في حق الفرد والأسرة، والمجتمع، والأمة.
وإن المشكلات التعليمية، التي يعاني منها التلاميذ، إنما تعود أساساً، إلى عدم تعلمهم كيف يقرؤون، وضعف تكوين مهارات القراءة لديهم، منذ سنوات طفولتهم الأولى.
وبرغم ذلك، مازالت مدارسنا للأسف الشديد، تدير رأسها للجدار، بدل الالتفات إلى هذا الجانب الحيوي من حياة البشر، ومنحه الرعاية التي يستحق، ووضع الاستراتيجيات الكفيلة بدعمه، وتطويره، لأن ترك الأمور تسير كما هي عليه الآن، وفق المناهج، والطرائق القديمة التي لم تعد مجدية في أي حال من الأحوال، سيبقينا متخلفين عن العصر، وآفاقه الواعدة.
وتقع مهارات القراءة في الأساس، داخل قسمين رئيسيين:
الأول المهارات الفيزيائية، التي تتجلى في كتابة الحروف الهجائية، ورسمها، وتنظيمها.
أما القسم الثاني ، فيتجلى في الصوت، والمعنى، وقواعد اللغة، ثم النص (الكتاب)، وهو قلب القراءة.
ولا عجب، أن نسمع الأطفال يقولون: إنهم يكرهون القراءة، وذلك بسبب الطريقة التي يتعلمون بها، وعدم توجيههم نحو القراءة الصحيحة.
وقضية القراءة ليست بهذه السهولة التي قد يتصورها بعضنا، لأنه ليس بمجرد فهم القارئ للكلمات، يعني فهم النص.
صحيح أن الكثير من الألفاظ، يمكن فهمها بسهولة، غير أن قضية فهم النص، هي قضية أخرى تماماً.
و لا يمكن توقع نتائج قرائية جيدة في غياب استراتيجيات فاعلة للقراءة، يشرف على وضعها، خبراء متخصصون، لأنه ليس هناك طريقة واحدة للقراءة، بل هناك طرق متعددة، بعضها يفيد بعض القراء، دون غيرهم، وبعضها الآخر يفيد آخرين.
لذا فإن تحقيق النتائج الإيجابية لا يكون، إلا عند استخدام كل استراتيجية منها في الوقت المناسب.
استراتيجية القراءة للأطفال:
و ما يعنينا هنا الاستراتيجية الخاصة بالأطفال و التي تتجلى في إكسابهم مهارات فهم المادة المقروءة، مع التحكم بمهارات القراءة ذاتها، وجعل عادة القراءة تتأصل في نفوسهم، فضلاً عن تدريبهم، على تقويم المادة المقروءة.
ويتم إكساب الأطفال مهارة فهم المادة المقروءة، عبر التحدث عن هذه المادة، والرواية الشفوية، مع التكرار، كذا عن طريق قراءة مجلات الأطفال والقصص المناسبة لهم، وتشجيعهم للانخراط في المجموعات القرائية، حيث يجري الحديث عن النصوص المقروءة، مع طرح أسئلة حولها لتعميق الفهم، داخل حلقات قراءة جماعية، ومناقشات جماعية، تشجع على القراءة وتطوير مهاراتها.
وتتجلى استراتيجية القراءة فعلياً، من خلال التجارب بين المعلم والقراء الصغار، وتنمية عادة التفكير لديهم، مع تعويدهم على تحليل النصوص، وتدريبهم على القراءة السريعة، وتقويم المادة المقروءة.
من خلال ذلك كله تتكون عادة القراءة، وهي بحاجة إلى ممارسة شخصية، وإلى استمرار، وانخراط في مجموعات قرائية، وقراءة القصص، وبخاصة إلى الأطفال، لأنها محببة إلى قلوبهم.