أخي.. أختي المربية أرى عملك يتلخص بل ويصب في كلمات ثلاث:
(الإعداد لمستقبل مشرق)
في كل سلوك لك مع من تربّي فأنت إما أمام سلوك سلبي تريد تحويله أو آخر إيجابي تريد تعزيزه وتطويره...
فما رأيك أن تتعرف على أقصر الطرق المؤدية إلى تلك الغاية (التغيير)؟، بل وأجداها على الإطلاق..
إن مستويات التغيير في النفس الإنسانية تبدأ من الأعلى للأدنى كما يلي:
1- البيئة
2- السلوك
3- القدرة والمهارات
4- القيم والمعتقدات
5- الهوية والانتماء
6- الإيمان الروحي
هذه المستويات الستة تبدأ قوتها من الأدنى وتتناقص باتجاه الأعلى، أي أن كل تغيير يحدث للإنسان في أحد تلك المستويات يتبعه تغيير في كل المستويات الأعلى منه أما العكس فليس ضرورياً.
فيا من يطمع في تغيير رفاق السوء لولده (البيئة).. .
هل تعتقد أن ذلك يكون بقطع أسلاك الهاتف ومنع ولدك من الاتصال برفاقه ؟
بالطبع لا.. لأنك بذلك تحاول تغيير مستوى البيئة وهو أعلى المستويات..
عليك أن تغير قناعات وأفكار ولدك (القيم والمعتقدات) وعندها سيعيد هو النظر برفاقه ويرفضهم..
و يا من يطمع في تفوق ولده في المدرسة (القدرة والمهارات).
هل تعتقد أن ذلك سيكون بتكرار كلمة (ادرس، لماذا لا تدرس، دراستك تعبانة.....) ألف مرة في اليوم ؟
بالطبع لا.. لأن كلماتك تلك تطالب بتغيير (السلوك) وإغفال أن (القدرة والمهارة) تقع في مستوى أدنى من (السلوك) عليك أن تنمّي مهارات ولدك فتحصل على ما تريد.. أو إن شئت غيّر مستوى (القيم والمعتقدات) أي قناعات ولدك بالضروري والمهم في الحياة (التفوق، النجاح، الإبداع...) وعندها سترصد التغيّرات في القدرة ثم السلوك ثم البيئة..
و قضايا كثيرة في التربية ستراها سلسة سهلة الحل لو بدأت التغيير من المستويات الدنيا وإلا فكيف غيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة ألف من الصحابة توفي عنهم فعمروا الأرض بأبهى حضارة إنسانية؟
لقد غيّر فيهم مستوى (الإيمان الروحي) فتغير فوقه كل شيء...
بقلم: علا عرابي