خربشات أطفالنا دليلنا إلى فهم نفسياتهمعندما يأخذ الطفل الصغير ورقة وألواناً، يمضي ليغرق بها في عالمه الخاص ، ويرسم خطوطاً وأشكالاً ويلونها بألوانه الخاصة، يعبر بهاعن عالمه الخاص ببراءة حقيقية . قد نراها نحن الكبار خربشات، لكنها للحق أولى محاولات الطفل نحو الإبداعية ، ودليل على التطور النفسي له ، سواء كان التطور سليماً وإيجابياً أم بخلاف ذلك.
لماذا يرسم الطفل؟ليعبّر عن نفسه، و يسقط مافي داخله من مشاعر وانفعالات.
ليعبر عن تفاعله مع الأشياء من حوله والقريبة من نفسه.
ليحاكي شيئاً ما أو شخصاً يعدّه قدوته والأكثر قرباً منه.
خطوط وألوان ترسم لنا ملامح واقع يعيشه ذاك الطفل الممسك بالقلم، واقع نعيش بعيدين عنه ،لانستطيع كشف أغواره بسهولة ،وتستاهل منا الاهتمام بدراستها، لأنها تساعد في فهم مايعانيه الطفل من مشاعر مكبوتة وصراعات نفسية، ويمكن أن تساعد على تعديل سلوكه واكتشاف مالديه من ميول واستعدادات فطرية.
تحليل الخربشات:
إذا أردنا تحليل الرسوم العفوية للطفل وخربشاته على الورق، فيمكن الاطلاع على بعض الأمور المهمة، من أبرزها:
أين تقع؟ إذا وقعت على يمين الصحيفة، فإن تفكيره يركز على الماضي ولديه بعض الخوف.
وإذا كانت على يسار الصحيفة ، فإن تفكيره مركز على المستقبل وأنه يحب الحياة.
أما إذا كانت في وسط الصحيفة، فإنها تعني أن الشخص بحاجة إلى الانتباه ويطلب الحرية.
والرسوم في أعلى الصحيفة ، تدل على أن خيال الطفل واسع وروحاني، وفي حالة تحمس دائم.
وأخيراً فإن الرسوم أسفل الصحيفة يقوم بها بعض من لديه كآبة ونظرة حرجة للحياة.
الرسم ومشكلات الطفل النفسيةفرسوم الأطفال الذين لديهم مشكلات نفسية وعقلية يلاحظ فيها:عدم إحكام العلاقة بين الأشكال:
1- فقد يرسم اليدين خارجتين من الرأس.
2- عدم التناسب الزائد في الرسم.
3- التكرار الآلي للأشكال.
4- قلة التفاصيل.
5- تشتت الأفكار.
ورسوم الأطفال الذين لديهم ميل للعزلة نلاحظ فيها:
1- تصغير حجم الوحدات المرسومة.
2- اقتصار الرسمة على جهة واحدة.
3- فقدان التنظيم، وعدم إكمال الرسمة.
4- وضع الرسمة داخل إطار.
أما الأطفال الذين لديهم نزعة عدوانية، فنلاحظ في رسوماتهم:
1- المبالغة في حجم الفم.
2- استطالة الأذرع.
3- التأكيد على إظهار الأسنان.
وهكذا يعبر أطفالنا بتلقائية وينتجون رموزاً وأشكالاً وتكوينات تتراوح بين الخربشة العشوائية (غير المنظمة) التي تتطور عندما تصبح عضلاتهم الدقيقة أقوى وأكثر نضجاً إلى أشكال: دوائر، أشكال بيضوية، مربعات، إشارات متقاطعة، وغيرها...
وكلما أصبح لدى الأطفال وعيٌ باللغة المكتوبة من خلال التعرض المستمر ومشاهدتها في قصصهم أو كتب الكبار، تطورت خربشاتهم وأخذت منحى جديداً يتمثل في خطوط بعرض الصحيفة، ثم تبدأ هذه الخطوط بالانفصال، لأن الأطفال يبدؤون بإدراك الفراغ الذي يفصل بين حدود الكلمات حيث تحاكي خربشة الأطفال هذه كتابة الراشد.
ويمكن أيضاً أن تُشرك الحروف والرموز في خربشاتهم، غير أن الحروف التي يكتبها الأطفال تكون عادةً حروفاً زائفة أو أشكالاً تشبه الحروف. فكتابة الأطفال المبكرة تكون في الغالب صفوفاً من الخربشة مقرونة بالصور والقليل من الحروف والكلمات الزائفة.
وعندما تتطور كتابة الطفل تكثر الحروف الزائفة في صحيفته ، ويظهر القليل من علامات الخربشة.
ولهذه الأشكال والتكوينات دلالات في خربشات الأطفال، نذكر منها: - المربع محدود في التعامل، مقتصد.
- المثلث سرعة الحكم في المواقف المختلفة.
- النجوم منضبط ينفذ ما يطلب منه، وحكمه موضوعي.
ونذكر من الأمور المهمة أيضاً ملاحظة المفحوص في طريقة وضع اليد على القلم، فإن قوة ضغط القلم على الورق لها علاقة قوية بالمفحوص: ـ فإذا كان الضغط ثقيلاً، فإن نشاطه كبير وطاقته عالية، وعصبي، وأحيانا متحمس ولديه ثقة بنفسه.
ـ وإذا كان الضغط متوسطاً، فهو يعني شخصية متوازنة ومنظمة ومرتبة.
ـ وإذا كان الضغط خفيفاً، فإنه يتأثر بالمواقف بسرعة وعاطفي ورومانسي وخجول أحياناً.