شاب أراد أن يخطب فنظم قصيدة واقعية
أيا عماه يشرفني
أمد يدي لكي أحظى كريمتكمْ
وأن تعطوننا وعداً
أتينا الله داعينا
فإن وافقت يا عماه
دعنا نفصل المهرَ
وخير البرِّ عاجله
ونحن البرَّ راجينا
فقال:ـ
أيا ولدي لنا الشرف
فنعم الأهل من رباك
ونعم العلم في يمناك
وإن العلم يغنينا
وأما المهر يا ولدي
فلا تسأل
لأنا نشتري رجلاً
وليس المال يعنينا
ولكن هكذا العرف
وإن العرف يا ولداه
يحميكم ويحمينا
فمليون مقدمها
وأربعة مؤخرها
وضع في البنك
للتأمين عشرينا
وبيت باسم ابنتنا
وملبوس على البدن
من الفستان للكفن
و"مورانو" ـ
وان صعبت
فإن "البيجو" تكفينا
وأما العرس يا ولدي
ففي "الشيراتون"
فشأن صغيرتي شأن
سعادٍ بنت خالتها
وهندٍ بنت عمتها
وشيرينا
فإن وافقت
قلنا بارك الله
وقال الكل
آمينا
فقلت له :ـ
أيا عماه خللها
وضعها فوق رف البيت زيتونا
فلو بيديّ ربع المهر
كنت اليوم قارونا
أيا عماه
أنا رجل بسيط في موارده
ودخلي بضع ألاف
وزادي مثل كل الناس
أقول الحمد لله
خالقنا وبارئنا وساترنا وكافينا
أيا عماه
أنا رجل أحب بكل إحساسي
وقلبي ليس من ذهب
ترى ان كان من ذهب
أكان الحب يأتينا
ترى هل يشعر الأنسان
حين يكون خافقه
من الألماس معجونا
أيا عماه
لماذا صارت الدنيا
طريدَتنا وقد كانت بأيدينا
لماذا نحن أصنام
وكيف يحاور الأنسان
حين يصير جبصينا
خلقنا نحن من روح ومن طين
نسينا روحنا حتى
غدت في جسمنا طينا
لماذا في مدينتنا
يعيش المرء للعادات مسجونا
وكيف يفكر الأنسان
حين يكون مسجونا
تطورنا
وعدنا في تخلفنا
لوقت كانت الأنثى
تباع كأنها عقد
فنخّاس ينادي هذه بكر
وآخر هذه أحلى
وثالث هذه اطول
يعود التاجر الميسور منزله
وفي يده اشترى امرأة
وفروجاً وليمونا ||الفروج هو الدجاجة .. ـ
لماذا صارت الأنثى تساوم في أنوثتها
فتعطوها لمن ترضونه مالاً
وقال الله من ترضونه دينا
أيا عماه
عفواً إن تماديت
ولكني عزفت الآن عن طلبي
فلو كان الزواج بعصرنا عقلا
سأمضي العمر مجنونا