قال العلامة البشير الابراهيمى الجزائرى -رحمه الله - وبلّ الله ثراه-
"من سُنن العرب أنهم يَجعلون الاسم سمةً للطفولة ،
والكُنيةَ عنوانا على الرجولة ،
لذلك كانوا لا يكتَنون إلا بنتاج الأصلاب ،وثمرات الأرحام من بنين وبنات ، لأنها الامتداد الطبيعي لتاريخ الحياة بهم ،
ولا يَرْضَوْنَ بهذه الكُنى والألقاب الرخوة إلاَّ لعبيدهم ؛
وما راجت هذه الكُنىَ والألقاب المُهلهلة بين المسلمين إلا يوم تراخت العُرى الشادة لمجتمعهم ،
فراج فيهم التخنُّثُ في الشمائل ،
والتأنّث في الطباع ،
والارتخاء في العزائم ،
والنفاق في الدين ،
ويوم نسي المسلمون أنفسهم فأضاعوا الأعمال التي يتمجّد بها الرجال ، وأخذوا بالسفاسف التي يتَلَهَّى بها الأطفال ؛
وفاتتهم العظَمَةُ الحقيقية فالتمسوها في الأسماء والكنى والألقاب ؛
ولقد كان العرب صخورا وجنادل يوم كان من أسمائهم صخر وجَندلَة ؛
وكانوا غُصَصًا وسموماً يوم كان فيهم مرَّة وحنظلة ؛
وكانوا أشواكاً وأحساكاً يوم كان فيهم قتادة وعوسجة .
فانظر ما هم اليوم ؟؟؟؟؟
وانظر أيّ أثر تتركه الأسماء في المُسَمَّياتِ ؟
واعتبره ذلك في كلمة (سيدي)!!
وأنها ما راجت بيننا وشاعت فينا إلا يوم أضعنا السيادة ،
وأفتَلَتتْ من أيدينا القيادة .
ولماذا لم تشع في المسلمين يوم كانوا سادة الدنيا على الحقيقة ؛
((ولو قالها قائل لعُمر لَهاجَتْ شِرَّتُه ،ولَبَادَرَتْ بالجوابِ درّته))).