الدكتور عدنان علي رضا النحوي
إِليـك لجوئي يا إلهـي وتَوْبَتِـيْ --- وإنّـيَ أوّابٌ إلـيـكَ وتـائـق(1)
على خَشيـة لله تُشفِـقُ عندهـا --- دموعٌ وقلـبٌ في رجائـك خافِـقُ
أحاطـتْ بيَ الآلام من كلِّ جانـب --- وأطبـق منها كـلُّ ما هو طـارقُ
كأنّ ميـاديـن الحيـاة بـلاؤهـا --- بـلاءٌ وهـمٌّ من حَوَالـيَّ لاحـقُ
وشِـدَّةُ خوفي من ذنوبي تشُدّنـي --- إلى الله ! أرجو رحمةً لا تُفـارقُ
*** ***
تَلفَـتُّ كي أَلْقى هُنَـالك فُـرْجَـةٌ --- أمُـرُّ وأَنْجـو عِنْـدَهـا وأُُفـارقُُ
فليـتَ يَدَ الإنسان مُدَّت وأَسْعَفَـتْ --- ولَيْـتَ رَفِيقَ الدَّربِ ظـلَّ يُرافـقُ
سِوَى عُصْبَةِ الإيمان والصِّدْق والوفا --- يقـومُ بها عَهْـدٌ مع الله صـادِقُ
فَلَـمْ ألْقَ إِلاّ رَحْمَـةَ اللهِ أشرَقـتْ --- عَليَّ ، وُنورٌ من هُدى الله دَافِـقُ
وفَضْلٌ من الرحمن يَحْنُو ويَنْجلـي --- وعَوْنٌ من الرحمن ماضٍ ولاحـقُُ
فكـم فُرْجَـةٍ قد فُتِّحـتْ ومَنافِـذٍ --- فَتَنْـزّاحُ عَنْ دَرْبي بِذاك العوائـقُ
*** ***
إليْـكَ لُجُوئي يا إلهـي وتَوْبَتـي --- لِتُجلى مع الأَيَّـام فِيهـا الحقَائِـقُ
أشقُّ بأنّاتـي الليالـي وَرَهْبَتـي --- وطُُـولُ دعائي بين جنبيَّ خافِـقُ
وأنـتَ عليـمٌ بالسـرائـر كُلِّهـا --- لما كان من يومي وما هو سابِـقُ
وما سوفَ يأتـي بعـد ذلك كُُلّـه --- من الغَيْبِ ما يُُخْفى وما هو لاحقُ
وإنـك تقضي في المواقـع كلِّهـا --- على حكمةٍ تُجلى ، وعدلُكَ صادقُ
على قَدَرٍ ماضٍ على الخلق كُلِّهـم --- يُدِيرُ شُؤونَ الكونِ والنَّاسِ خَالِـقُ
وإنَّـك تعفـو عن عبادِك رَحْمـةً --- وعفوُكَ ماضٍ في العبادِ ونَاطِـقُُ
غفـورٌ رحيمٌ واسعُ العفـو قـادرٌ --- تهـبُّ لِتَلْقَى العَفْوَ مِنْكَ الخَلائِـقُ
وكـلٌّ بعـدْلٍ من قَضَائـك بالـغٌ --- لمـا أنتَ تقضيـهِ وما أنْتَ فَالِـقُ
فهـذا تقـيُّ إن هَدَيْـتَ بِرَحْمَـةٍ --- وآخـر في دربِ الغوايـة فَاسِـقُ
وآياتك الكُبْرى على النَّاس حُجَّـةٌ --- تقومُ فلا تُخْفـى لديهـا الحقائُـقُ
على فِطرةٍ سَوَّيـتَ يا ربِّ فيهِـمُ --- لِيُبْصِـرَ كلُّ الناسِ ما هو صـادقُ
*** ***
وأنـتَ وليّـي يا إلهـي فَنَجّنـي --- إذا دار كيـد من حوالـيَّ خانـقُ
إليـك لجوئـي يا إلهـي وإننـي --- لِعَفْـوِكَ سَـاعٍ أو لِبَابِـكَ طـارقُ
*** ***