طرح المشكلةُ
كثيرا ما سجل بعض الفلاسفة و العلماء على المنطق الصوري عيوبا ، فهو عقيم و غير منتج و صوري و هو أجوف في تصور " بيكون " ، فكيف يمكن الردّ على أطروحته و إبطالها ؟
محاولة حل المشكلة
الجزء الأول: عرض الأطروحة
منطقها : [ إنّ المنطق الصوري أجوف ، نتائجه لا تأتي بشيء جديد زائد عن المقدمات ، حتى مع افتراض مطابقة مقدماته للواقع . و استنتاج غير ما تتضمنه المقدمات ، يضفي إلى أخطاء ..]
براهينها و مسلماتها :
* إن الفكر قد ينطبق مع نفسه من الناحية الصورية المجردة ، لكن دون أن يقتنع غيره بالمضمون الذي يحمله ؛
* أنه عبارة عن تحصيل حاصل و النتيجة متضمنة في المقدمات ، فإذا قلنا : كل إنسان مائت ، و سقراط إنسان ، إذن سقراط مائت ، تكون النتيجة " سقراط مائت " تحصيل حاصل لأنّها متضمنة في المقدمة الكبرى " كل إنسان مائت " ؛
* أنه منطق حدود ستخدم اللغة فيؤدي ذلك إلى مغالطات و التباسات
.
الجزء الثاني: نقد الأطروحة:
* اعتماد المنطق على قواعد تحصنه من التناقض و يقيم لمبادئ الفكر من التمسك بالأفكار العلمية و الآراء الشائعة حتى يكون سليما
*إتباعه لأسلوب الاستدلال القائم على استنتاج مما يجعله فكرا تحليليا برهانيا.
*قابلية الأحكام المنطقية أي التصديق و التكذيب من الوجهة الواقعية و الصحة و الخطأ من الوجهة المنطقية
الجزء الثالث: نقد أنصار الأطروحة:
- عرض منطق أطروحتهم : يعتبر ديكارت من أبرز أنصار الأطروحة ، بل أن ديكارت يذهب أبعد من ذلك ، حينما أعتبر المنطق عقيما مغلقا و منقضيا ، يقول محمد ثابت الفندي : " إن منطق الفلاسفة يستند أساسا ، إلى ألفاظ اللغة العادية في عرض قضاياه و برهانها . و لم يستطع المنطق طوال تاريخه أن يصطنع لنفسه لغة علمية
( ... ) مع شدة حاجاته إلى مثل هذه اللغة " ؛ إن المنطق في نظر هؤلاء ضيق لا يعبر عن كل العلاقات المنطقية.
- نقدها : لكن ، ألا يحتاج رفض المنطق إلى منطق ، إنه يمكن ردّ أطروحة الخصوم للأسباب الآتية ،
إن قواعد المنطق تحرّر الكر من قيود العاطفة ؛ إن المنطق منهج يعودنا ترتيب أفكارنا و تأسيسها في صورة منطقية سليمة ، فخطابنا لا يكون مفهوما إلا إذا كان مؤسسا و مهندسا ؛ يعطينا المنطق القدرة على فحص استدلالات الآخرين وردّها أو قبولها ؛ ينبهنا إلى الأخطاء الشائعة لدى أغلب الناس ، كالخلط بين التناقض و التضاد .. علاوة على كل ذلك يعد المنطق منهجا لكل العلوم
حل المشكلةُ
لاشك أن طلب الحق و اليقين في مجالات المعرفة المختلفة ، هو ما جعل البعض يعتبره عاصم للذهن من الوقوع في الزلل .
إذن ، إنّ الأطروحة القائلة بأن القياس الأرسطي أجوف :- أطروحة غير مقنعة و يمكن ردّها .