لذة الركوع وتعظيم الرب جل وعلا
إنك بحـــاجة لإشبــاع رغبتك من عبادة الله عزَّ وجلَّ، حتى لا تصاب بالقلق والتوتر .. والركــوع يُشبع تلك الرغبة لما فيه من التذلل لله ربِّ العالمين ..
فاشبع نفسك من الركوع حتى ترتوي ..
فما الذي ينبغي علينا أن نستشعرهُ أثنــاء الركـــوع؟
استشعر لذة الركوع وأنت تقول: سبحـــان ربِّي العظيـــم ..
سبحـــان .. فإنك حين تُسبِح تنزه ربَّك سبحانه وتعالى عن جميع النقائص والعيــوب، ولا ترضى أن يعصيه أحد ..
ربِّـــي .. ربك الذي ربَّــاك فأحسن تربيتك، تربية لم يربِّها لك والديــك أو أي أحد غيرهما .. فهو سبحــانه الذي ألبسك وأطعمك وسقــاك وآواك، وزرع فيك الأخلاق الحميــدة ..
والربُّ .. هو السيـــد المُطــاع الرازق المُتكفِّل ..
فمن الذي يتكفَّل بحاجاتك سوى ربُّك عزَّ وجلَّ؟ .. ومن الذي يُحقق آمــالك سواه سبحــانه وتعالى؟!
فأنت تُعَظِم ربَّك، وقلبـــك ينطق: كم أنت عظيــــــــم يــــا ربِّي،،
يصف ابن القيم المُصلي حــال ركوعه .. فيقول "يرجع جاثيًا له ظهره خضوعًا لعظمته، وتذللاً لعزته واستكانة لجبروته مسبحًا له بذكر اسمه العظيم .. فنزه عظمته عن حال العبد وذله وخضوعه، وقابل تلك العظمة بهذا الذل والانحناء والخضوع قد تطامن (أي: انخفض) وطأطأ رأسه وطوى ظهره وربه فوقه يرى خضوعه وذلة ويسمع كلامه .. فهو ركن تعظيم وإجلال كما قال تعالى "فأما الركوع فعظموا فيه الربَّ" [رواه مسلم]" [شفاء العليل (1:228)]
فمن عَرَفَ الله عزَّ وجلَّ، عظمَّهُ بقلبه،،
وكلما امتلأ القلب محبةً لله عزَّ وجلَّ، امتلأ تعظيمًا له سبحانه .. حتى إنه يُعَظِّم كل ما يحبه الله جلَّ وعلا .. قال تعالى {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]
الشيخ مشاري الخراز منقول