قال جحا : ابني ذكي مثلي وشاطر مثل أمه فغدا ادخله المدرسة...و بعد عشر سنوات يصبح مهندسا فيا ويل من كان له حاسدا...
وبعد ثلاث سنوات من الذهاب والمجيء إلى مدرسة الشطار عاد الطفل يحمل إلى أبيه ورقة...فرح جحا بابنه كثيرا فقد ضنه إلى المجد قد رقى... وعلى الفور طلب منه أن يقرأ له ما جاء في الورقة... تلعثم الطفل وتمتم ثم قال : لا اعرف حرفا مما أرى ... تمتم جحا مثل ابنه وقلل هذه عين إصابتك في الحجا .. اخذ عصاه قاصدا المدرسة .. قال للمعلم متلعثما : م .م. م ما هذه الورقة ؟ رد المعلم في هدوء انه استدعاء .. فرح المسكين مرة أخرى و قال : لقد علمت أن المرحومة أمي أكثرت لي من الدعاء .. ضحك المعلم وقال لجحا : إن ابنك ضعيف جدا فهو للمرة الثالثة يكرر السنة الأولى .. فرد جحا مستعجلا نعم سيدي فهو حتى في البيت لا يتناول الأكل حتى لو ذاق العصا .. غضب المعلم قائلا : ضعيف في الدراسة أما في الصحة فهو كالمترسة .. تنهد جحا وقال: آه سيدي لقد أتعبني ولم اعد قادرا عليه انه لكم فاضربوه أو اقتلوه وما علي إلا السلخ والدفن .. وخرج مسرعا يحمل عصاه ملوحا بها يمنة ويسرى .. مضت سبع سنين فانتقل الطفل بالاقدمية إلى المتوسطة حيث سمع درسا عن الفاعل والمفعول به ولما عاد إلى البيت سال والده قائلا : أيهما خير الفاعل أو المفعول به ؟ فرح جحا بابنه إذ انه أصبح يفهم ما يقوله المعلم في الدرس وأجابه دون تردد انه الفاعل يا ابن جحا .. وفي اليوم الموالي جاء الطفل إلى أبيه حاملا له استدعاء .. اغتم الرجل ثم لملم قواه وحمل عصاه والى مدرسة الشطار مشى ..
سال المعلم فاخبره أن ابنه إلى المتوسطة قد انتقل .. استشاط غضبا واتجه نحو المتوسطة التقى المراقب قائلا لماذا نادينني ؟ هل من مشكلة ؟ قأجبه واثقا :إن ابنك يا سي جحا على زميله قد اعتدى .. ضربا وركلا حتى أوصله إلى الإغماء فقال جحا : معك الحق يا سيدي انه ظالم فقد سجلته في مدرسة الشطار ولست ادري لماذا جاء إلى مدرستكم فانه حقا قد اعتدى ..رفع عصاه وهم بضرب ابنه فصاح الطفل أبي الم تقل لي أمس أن الفاعل خير من المفعول به . . توقف الأب وقال نعم الضارب خير من المضروب وراح يقسم والله يا سي المراقب إن ابني كان بالأمس معي يسالنى و اسأله ولم يضرب أحدا فالأولاد يحسدونه ويكذبون عليه وهو مازال صغيرا .. عندها اخرج المراقب من درج المكتب أوراقا و قال: أتدري ما هذه يا سي جحا إنها شهادة طبية وشكوى إلى المحكمة قدمها ولي الضحية فافهمها ..عندها انتفض الرجل وقال : محكمة .. قلت لكم انه ليس ابني فلم أعد قادرا عليه اضربوه او اقتلوه وبعدها نادوني لأسلخ جلده واحفر قبره ثم رفع عصاه وخرج من المدرسة مهرولا وراء ابنه وبعد خروجه مباشرة مشى مع ابنه كأن لم يحدث شيئا أبدا ... مضى العام مسرعا وجاءته مرة أخرى ورقة لم يحملها الطفل هذه المرة لأنه مكتوب عليها .. مطرود من المدرسة .. وهكذا تخرج الطفل الذكي الشاطر بعد عشر سنين كما وعد أباه لكن إلى الشارع قد انتمى فقديما قالوا : من شبه أباه مــــا ظلــــــــــما ....