***الحجاب في حياة المرأة***
صــــراحة أعجبني موضوع الحجاب و الموضة الذي قامت بنشره الأخت ** وردة ** فجازاها الله خير الجزاء و جعل الله أعمالها في ميزات حسناتها........كما أن تعليق --أمة الله-- أضفى على الموضوع رونقاً و جمالاً فبارك الله فيها على الإفادة...
و قد وددت أن أزيد من تثبيت الموضوع و تبيين أهميته و وُجوبِيته و ذلك موازاة مع الدخول المدرسي الجديد لعل الله يهدي به من هُن على غفلة من هــــذا...
قــــــال تـــعــــالى:
{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَـاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـانُهُنَّ أَوِ التَّـابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ **.
(النور: 31).
و قــــالى تـــعـــالى:
(وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَآءِ الَّلَـتِى لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَـاتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ)**.
(النور: 60).
و قـــوله تــــعــــالى:
(يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاِزْوَاجِكَ وَبَنَـاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً )**.
(الأحزاب: 59).
وبيان دلالة هذه الآيات على وجوب الحجاب على المرأة فـــهو فرض واجب التطبيق لا حكم ثــــاني فيه:
و قد فرض الله الحجاب لحِكم وأسرار عظيمة، وفضائل محمودة، وغايات ومصالح كبيرة نـذكــر منهــا :
أولا : حفظ العرض : الحجاب حراسة شرعية لحفظ الأعراض، ودفع أسباب الريبة والفتنة والفساد .
ثانيا: طهارة القلوب : الحجاب داعية إلى طهارة قلوب المؤمنين والمؤمنات، وعمارتها بالتقوى، وتعظيم الحرمات . وصدق الله - سبحانه - { ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن }.
ثالثا : مكارم الأخلاق : الحجاب داعية إلى توفير مكارم الأخلاق من العفة والاحتشام والحياء والغيرة، والحجب لمساويها من التلوث بالشائنات كالتبذل والتهتك والسفاله والفساد .
رابعا : علامة على العفيفات : الحجاب علامة شرعية على الحرائر العفيفات في عفتهن وشرفهن، وبعدهن عن دنس الريبة والشك : { ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين }، وصلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن، وإن العفاف تاج المرأة، وما رفرفت العفة على دار إلا أكسبتها الهناء . ومما يستطرف ذكره هنا، أن النميري لما أنشد عند الحجاج قوله :
يخمرن أطراف البنان من التقى ---- يخرجن جنح الليل معتجرات
قال الحجاج : وهكذا المرأة الحرة المسلمة .
خامسا : قطع الأطماع والخواطر الشيطانية : الحجاب وقاية اجتماعية من الأذى، وأمراض قلوب الرجال والنساء، فيقطع الأطماع الفاجرة، ويكف الأعين الخائنة، ويدفع أذى الرجل في عرضه، وأذى المرأة في عرضها ومحارمها، ووقاية من رمي المحصنات بالفواحش، وإدباب قالة السوء، ودنس الريبة والشك، وغيرها من الخطرات الشيطانية . ولبعضهم : حور حرائر ما هممن بريبة كظباء مكة صيدهن حرام.
سادسا : حفظ الحياء : وهو مأخوذ من الحياة، فلا حياة بدونه، وهو خلق يودعه الله في النفوس التي أراد - سبحانه - تكريمها، فيبعث على الفضائل، ويدفع في وجوه الرذائل، وهو من خصائص الإنسان، وخصال الفطرة، وخلق الإسلام، والحياء شعبة من شعب الإيمان، وهو من محمود خصال العرب التي أقرها الإٍسلام ودعا إليها، قال عنتره العبسي : وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها فآل مفعول الحياء إلى التحلي بالفضائل، وإلى سياج رادع، يصد النفس ويزجرها عن تطورها في الرذائل . وما الحجاب إلا وسيلة فعالة لحفظ الحياء، وخلع الحجاب خلع للحياء.
سابعا : الحجاب يمنع نفوذ التبرج والسفور والاختلاط إلى مجتمعات أهل الإسلام.
ثامنا : الحجاب حصانة ضد الزنا والإباحية، فلا تكون المرأة إناءً لكل والغ.
تاسعا : المرأة عورة، والحجاب ساتر لها، وهذا من التقوى، قال الله تعالى : { يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير } (الأعراف / 26). قال عبدالرحمن بن أسلم - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية : يتقي الله فيواري عورته فذاك لباس التقوى . وفي الدعاء المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ) رواه أبو داود وغيره.
فاللهم استر عوارتنا وعورات نساء المؤمنين، آمين.
عاشرا : حفظ الغيرة.
و هذه قصيدة شعرية جد رائعة عن الحجاب تقول في فحواها...
فَلْيَقُولُوا عَنْ حِجَابِي لاَ وْرَّبِي لَنْ أُبَــــــالِي
فَلْيَقُولُوا عَنْ حِجَابِي أنَّهُ يُفْنِي شَبَابِــــــي
وَلِيُبْلِغُوا فِيْ عِتَابِي إنَّ فِيْ الدِّيْنِ إكْتِسَابِ
لاَ وْرَّبِي لَنْ أُبَــــــــالِي هِمَتِي مِثْلُ الجِّبَالِ
أيُ مَعْنًا لِلْجَمْالِ إنْ غّدَا سَهْلَ المْنَـــــــالِ
حَـاوَلُوا أنْ يَخْدَعُونِي صِحْتُ فِيْهِمْ دَعُونِــــي
سَوْفَ أبْقَى فِيْ حُصُنِ لَسْتُ ارْضَى بِالنِزُوْلِ
لَنْ يَنَالُوا مِنْ جِبَائِي إنَنِي رَمْزُ النَّقَــــــــــــاءِ
صِرْتُ وَالتَّقْوى ضِيَائِي خَلْفَ خَيْرِ الأوْلِيَــــــاءِ
أنَّ لِي نَفْسًـــــــــتا أبِيَّه إنَّهَا دَوْمًــــــــا دَنِيَّه
إنَّ دَرْبِي يَـــــــــا أُخِيَّه قُدْوَتِ فِيْــــــتهِ سُبَيَّه
مِنْ هُدَى دِّيْنِ إغْتِرَافِ لَنْوَنَا أُجْنَاهُ صَــــــافِي
دَرْبُنَا دَرْبُ الَّعَّفَافِ فَأُسْلُكِهِ لاَ تَخَـــــــــــــافِ
دِّيِنُنَا دِّيْنٌ فَضِيْلَ لَيْسَ يُرْضَى بِالرَّذِيْلَــــــــــه
يَـــــا أبْنتَاهَ الدِّيْنِ الجَّلِيْلَه أنْتِ لِلعَّلْيَه سَبِيْلَّه
بِحْتِجَابِي بِحْتِشَامِي أفْرِضُ الأنَّ إحْتِرَامِـــي
سَوفَ أمْضِي لِأمَامِ لاَ أُبَـــــــالِي بِالمَلاَمِي.
***نقل أيمن أبو راشد فلا تنسوه من خاص دعائكم***