ذهب أمير المدينة إلى المعلم ورجل الدين الذي يعيش في قرية بعيدة ليطلب منه أن يكون أحد تلاميذه فدار هذا الحوار:
الأمير: أريد أن أعتزل الحكم يا شيخنا الجليل وأن أختار طريقاً اَخر في حياتي...أتقبلني طالباً يا شيخي ؟
الشيخ: قبل أن أقبلك..أريد أن أسألك سؤالاً.
الأمير: بكل سرور.
الشيخ: كيف للشخص أن يختار طريقه في الحياة ؟
الأمير: من خلال التضحية...الطريق الذي يتطلب تضحية هو الطريق الصحيح.
الشيخ مد يده إلى الحوض الذي يحوي بعض الأزهار المزروعة وأوقعه من فوق الرف فقفز الأمير ليمسكها قبل أن تصطدم بالأرض مما تسبب بكسر يده ولكنه أنقدها.
الشيخ: أي من التضحيتين أعظم، أن تدع الحوض ينكسر ولا تصاب بكسر في يدك أم تكسر يدك في سبيل إنقاذ الحوض ؟
الأمير: في الحقيقة لا أعلم.
الشيخ: إذن كيف قررت أن التضحية من أجل شيء هو الطريق الصحيح ؟! أيها الأمير، الطريق الصحيح هو مقدرتنا على حب هذا الطريق وليس المعاناة والتألم فيه.
ملاحظة : هذه القصة لباولو كويليو وترجمها وعمل على الرؤية الخاصة بها خلدون موسى.
الرؤية: كيف تختار طريقك في الحياة ؟ سؤال مهم يظهر أمامنا عند كل منعطف ومرحلة من حياتنا.
لنأخذ أوجه بسيطة ونرى كيفية اختيار الطريق والمسار الصحيح في حياتنا.
الوقوع في الحب هو أحد الطرق التي نسلكها في فترة ما من حياتنا، والحكم على صواب هذا الطريق من عدمه يكمن في عدة أوجه.
إذا كنت ستعاني في هذا الحب لأسباب مادية أو إجتماعية أو أية أسباب أخرى، فاعلم أن هذا الطريق ليس طريقاً صائباً أبداً..الحب شيء جميل لكنه يكون أجمل عندما يُبنى على أساس متين وعقلاني..فإذا كنت قادراً على الارتباط دون وجود عوائق، فأنت في الطريق السليم...لأن الأصل في الحب هو السكون والهدوء والمشاعر النبيلة الصادقة...لا تخوض في أية علاقة غرامية وأنت تعلم أنك ستعاني وتسهر الليالي دون طائل...لأن نهاية أية علاقة تحكمها المعاناة هي الفشل..هذه تصيحتي لكل شاب وفتاة والأمثلة حولنا كثيرة...فقط اجلس مع نفسك وتأمل لفترة ستجد أن كلامي سليم.
وقس على ذلك يا صديقي كل منعطفات ومسارات حياتك...ستجد أن المسار الأصح هو المسار الذي تدخله وأنت مرتاح فيه وتحبه ويوجد فيه أقل كمية من التضحيات والمعاناة.
بانتظار اَرائكم أصدقائي...يهمني أن أقرأ ما يختلج في عقولكم وقلوبكم.