يقول الشاعر : " ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم" ، ويبدو أن هذا البيت كان صاحب رؤية ثاقبة جداً فهو يعرف أن اختراعاً اسمه جوجل سيأتي وسيعطينا قدرة على أن نعرف عما يبحث الناس في منطقتنا العربية ، وعندما نعرف اهتماماتهم سيصيبنا الشقاء والحزن ليكون الجاهل بالأمر هو المستمتع بالإنترنت.
فقد حاولت اليوم أن أرى كثافة البحث عن كلمة "موقع ثقافي" أو ما يشبهها ،فكانت المفاجأة بأن الكثافة لا تكفي لإعطاء معلومة مما يعني أنها كلمات نادرة البحث عنها ، وأحببت أن أوسع الأمر وقلت "معلومات" بشكل عام مهما كان نوع المعلومات وقارنتها بكلمة " كورة" فكانت النتيجة أن البحث عن تلك الكلمة يساوي 4 أضعاف البحث عن المعلومات بشكل عام ، ولو أخذنا بعين الاعتبار أنني لم أضف كلمات مثل "كرة القدم ، ريال مدريد، ميسي" وما شابه من الكلمات المتعلقة باللعبة الشعبية لكانت النتيجة ربما أكثر من 100ضعف ... وهنا لست أهاجم كرة القدم لكن أستغرب عدم استخدامنا الشبكة المعلوماتية للحصول على المعلومات بجانب معرفتنا كرة القدم!
طبعا هناك وسائل أخرى لندرك مأساة اهتماماتنا في العالم الإلكتروني مثل ترتيب المواقع حسب الدولة المقدم من موقع اليكسا وهناك ستتعرض للصدمة بالتأكيد ، ويمكنك أن ترى حال ويكبيديا العربية وتقارنها بغيرها من نسخ اللغات المختلفة لتعرف مأساة المعرفة والعلم لدينا فنحن أكثر من يهينها لذلك يحق للعالم أن يستهين بنا.
ما أشاهده ويعرفه الجميع وأتحدث عنه من باب التكرار الممل هو أصل المشكلة وأصل الأزمة وهو أصل الفساد أيضاً ، وما أتحدث عنه هو العداء للمعرفة والهروب من العلم ولذلك أسباب كثيرة منها رؤيتنا لحال من يعرف وكيف يصبح هدفاً للقمع وهدفاً للتجويع ، وننسى أن دولاً أخرى مثل المانيا واليابان لا تملك موارد طبيعية أبداً لكنها تملك المعرفة!!!...في النهاية لا أستطيع حل المشكلة لوحدي ولا أنتم فالموضوع يحتاج أولاً لزعماء يؤمنون بالمعرفة ثم يطبقون الأمر فالعمل من دون إيمان " رياء ونفاق!!".